احدث الاخبار

الحرب الخفية... الحوادث المرورية

الحرب الخفية... الحوادث المرورية
اخبار السعيدة - خاص - بقلم / حمزة العبد الله الشلال         التاريخ : 31-03-2009

يحكى أن فأراً كان يعيش في بيت في مدينة ما، وكان الفأر مسروراً للغاية فهو يعيش في بيت يتوفر له فيه الطعام ومكان النوم الهانئ المريح، وفي يوم من الأيام سمع الفأر حوار دار بين صاحب المنزل وزوجته عن المصيدة التي جلبها صاحب البيت ليقضي على الفأر المتواجد في البيت، فما كان من الفأر إلا أن يستنفر ويطلب المعونة من أصحابه، فذهب هلعاً إلى الدجاجة وأخبرها بما حصل، فردت عليه ببرود تام "المشكلة هي تعنيك ولا تعنيني، فتصرف أنت"،، فتوجه الفأر إلى الخروف وأخبره بما حصل فعبر له الخروف عن تضامنه معه ولكنه اعتذر أن يقدم له شي لعدم مقدرته ذلك، فتوجه الفأر إلى البقرة فردت عليه بنفس الرد وأن الأمر لا يعنيها، فما كان من الفأر إلا أن عاد يجر أذناب الخيبة، وفي تلك الليلة قامت زوجة صاحب البيت على صوت إغلاق المصيدة والتي كانت قد صادت حية من ذيلها، فما كان من تلك الحية إلا أن تلدغ المرأة بمجرد أن اقتربت لتستكشف الأمر، فمرضت زوجة صاحب المنزل على إثرها مرضاً شديداً وكان لا بد من تقديم أغذية ساخنة لها، فاضطر صاحب المنزل أن يذبح الدجاجة ليحضر منها شوربة لزوجته، ولكن حالها لم تتحسن وتدهورت صحتها إلى أن توفت، فباع الرجل الخروف ليوفر المال لمراسيم العزاء، وأخيراً ذبح البقرة ليقدمها كوليمة بمناسبة العزاء للأشخاص المعزين. كثير من القضايا التي تمر بنا في حياتنا ونشعر أن لا ارتباط أو علاقة لنا بها هي ذات تأثير علينا من قريب أو من بعيد، وخصوصاّ القضايا المجتمعية منها، وما دفعني واستفزني لكتابة هذا المقال هو حادث مروري أليم رأيته خلال الأيام الماضية، وتلك الدماء المتناثرة التي غطت المكان، والتي مازالت تلوح في مخيلتي كشبح يهدد حياة أشخاص يسلكون ذات الطريق التي سلكها ذلك السائق المتهور والتي فرط فيها بأرواح بشريه عديدة، وهنا يلوح تساؤل مهم هو أن تلك الألوف التي تذهب سنوياً ضحية حوادث المرور لم  تحرك المجتمع نحو إيجاد حل جاد لتلك الظاهرة التي أسميها "الحرب الخفية" لعدد الضحايا الكبير الذي تتسبب فيه سنوياً.


تتعدد الأسباب المؤدية للحوادث المرورية فبدأً بالسرعة والتي هي السبب الأساس في التسبب بالحوادث التي تودي بحياة الآلاف سنوياً بسبب أشخاص لا يقدرون قيمة الحياة وقيمة الروح البشرية، وانتهاءاً بالطرق التي قد تكون السبب في بعض الأحيان، ومهما كانت المسببات فإن التصدي لها لا يتم من جهة بعينها وإنما يتم بجهود تتكامل في إيجاد حل يقضي أو يخفف إلى حد كبير منها، من خلال تفعيل قوانين المرور، وكذا التوعية المدروسة التي تحذر وتخوف من عواقب تلك المسببات التي تفصل مابين الحياة أو الموت، والمراقب لكثير من الحوادث التي تحدث يرى أن غالبية الضحايا هم من الشباب وهذا يحتم وجود التوعية الرشيدة التي تهذب ذلك السلوك الطائش.


إن ما يتكرر في اليوم عشرات المرات يدعونا أن نقف لحظة تفكير عميق لإيجاد حلول لمشاكل كهذه لأنها ليست بالبعيدة منا، وقد نكون نحن أو من يهمنا أمرهم ضحايا لها، ولكي لا نكون أدوات فاشلة في التغيير مثل الدجاجة والخروف والبقرة، وكما يقال أن الخطأ في قضايا كهذه هو واحد وليس أكثر، والشقي من اتعظ بنفسه والسعيد من اتعظ بغيره.

* hamssa8888@yahoo.com


عدد القراءات : 3224
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
المقهور
كم يا حوادث وكم يا اطفال فقدوا عائلهم الوحيد واصبحوا بلا استقرار وكله بسبب الاهمال والسرعة الزائدة الله يجنبنا كل مكروه وشكرا للكاتب على تطرقه لمشكله مهمة ومؤرقه للكثير من الناس ..
ibtehal
اهلين تخي حمزة من تألق الى تألق وفعلا كما قلت الحوادث زادت جدا لكن ايش نسوي للناس اللي اذا حب يعطي ابنه الصغير هديه يعطيه سيارة ما نقول الاحسبي الله ونعم الوكيل تحياتي
محمد مالك
ما شـــاء الله على الكتابة الجميله كلام جميل وواقعي .. تشكر
صالح الحماطي
كلامك في محله يا اخ حمزة ولكن اين تطبيق قوانين المرور بالذات على الطرق بين المحافظات