احدث الاخبار

العلامة السيد محمد علي الحسيني: على الشيعة العرب واجب الحفاظ على الأمن القومي العربي

العلامة السيد محمد علي الحسيني: على الشيعة العرب واجب الحفاظ على الأمن القومي العربي
اخبار السعيدة - حاورة - عادل محمود         التاريخ : 03-02-2010

العلامة السيد محمد علي الحسيني, لا ينحصر دوره فقط كمرجع سياسي لشيعة العرب بل يترأس الأمانة العامة للمجلس الإسلامي العربي ويعمل في الساحة الإسلامية في لبنان وخارجه منذ 15 سنة وشكل حالة استثنائية في واقع هذه الساحة, محاور لبق, يستمع الى الاخر, هادئ الطباع, لا ينفعل امام اي سؤال حرج, يستقبل زواره في مقر المجلس في الضاحية الجنوبية مستمعا لمشاكلهم, ناصحا, مرشدا, عاملا من اجل ايجاد الحلول لهم في ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة. هو باحث إسلامي سياسي لديه اكثر من سبعين كتاباً في المواضيع الاسلامية والسياسية, وهي مطبوعة وترجم منها إلى الانجليزية. مؤلفاته تزيد عن السبعين تشمل الكتب الفقهية والأصولية والسياسية, وكتب السيرة, والكتب الإسلامية العامة, وسلسلة معارف المسلم, ورسائل وأبحاث.

وشارك في عدة مؤتمرات إسلامية وسياسية في لبنان والدول العربية والأوروبية كان آخرها مؤتمر الأئمة والخطباء في مملكة البحرين حيث كان للعلامة الحسيني الكلمة الافتتاحية فيه.

 سافر العلامة الحسيني إلى دول عدة في اطار دعوات رسمية ومنها المملكة العربية السعودية, البحرين والكويت, بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والدنمارك والسويد وذلك في إطار نشاطات ومشاركات في مؤتمرات وحوارات سياسية.

وفي هذا السياق اجرت" العرب اليوم" حوارا سياسيا وفكريا مع العلامة الحسيني تناولت نظرته الى نظام ولاية الفقيه فقال"انه اجتهاد فقه فكري وليس من صلب العقيدة الشيعية, ولا يعني رفضه او محاربته الخروج من المذهب الشيعي, ويمثل نظرية فكرية, تواجه مواقف مضادة حتى من داخل البيت الشيعي الايراني نفسه".

 ولفت الحسيني الى ان تسييس ذكرى عاشوراء غير جائز شرعا ويتم استغلالها لمآرب سياسية وحزبية وانتخابية, خصوصا في الدول التي تشهد انتخابات مثل العراق, لان من شأن ذلك التحريض واثارة الحساسيات المذهبية فيما المطلوب احياء لياليها بطريقة حضارية وسلمية. وكشف بان تأسيس المجلس الاسلامي العربي, يعود لايمانه العميق بخطورة الوضع الشيعي العربي, جراء تداعيات وخلفيات المشروع السياسي الفكري الايراني, المتمثل بنظام ولاية الفقيه".

 واوضح الحسيني:" بانه لا يدخل في اي سجال مع اي طرف لبناني او عربي, واعتبارنا قوة ثالثة في الطائفة الشيعية, امر لا يشغلنا,لان اهدافنا تتجاوزه, ومرجعيتنا عربية هي التي تكرست".

وحذر الحسيني:" من احتمالات حدوث تطورات دراماتيكية كبيرة في منطقة الشرق الاوسط, والتي باتت كثيرة في هذه المرحلة الراهنة. واعتبر الحسيني: "ان الاوضاع في ايران استثنائية وخطيرة الى حد ما, وما يحصل هو تضارب بين مصالح الشعب الايراني المغلوب على امره, ومصالح النظام الإيراني الذي يحكمه".

وفيما يلي نص الحوار مع العلامة الحسيني وهنا وقائعه:

* سؤالنا الاول عن الوثيقة السياسية الثانية للمجلس الاسلامي العربي, التي اعلنتموها أخيرا. ما هي هذه الوثيقة, وما اسباب اعلانها, وما هي اهدافها؟

- ان السبب الاساسي والرئيسي الذي دفعنا لتأسيس المجلس الاسلامي العربي قبل اربع سنوات, هو إيماننا العميق بخطورة الوضع الشيعي العربي جراء تداعيات وخلفيات وسلبيات المشروع السياسي الفكري الايراني المتمثل في نظام ولاية الفقيه. وقناعتنا بضرورة وجود مشروع عربي مضاد تماما لهذا المشروع المشبوه الذي يرمي الى توريط واشغال الشيعة العرب بصراع خطير جدا يخوضونه ضد أنظمتهم الوطنية وضد مصالح شعوبهم خدمة لذلك المشروع التوسعي الايراني. من هنا فقد آلينا على أنفسنا أن نتصدى لهذا المخطط الخطير من خلال مشروع عربي الشكل والمضمون والاهداف.قبل اربع سنوات لمسنا حاجة كبيرة عند الشيعة العرب الى قيادة عربية تجمعهم على هدف واحد هو تكريس الانتماء الى الدول التي يعيشون فيها ويشكلون جزءا من نسيجها الاجتماعي, وقد أسسنا المجلس الاسلامي العربي ليعمل على تحقيق هذا الهدف, مستندا الى وثيقة سياسية فكرية فقهية وضعناها آنذاك.وخلال السنوات الاربع الماضية لم يوفر الاخوة والاخوات في المجلس جهدا أو وقتا أو عطاء في سبيل تأكيد عروبة الشيعة وانتمائهم الوطني الى دولهم العربية, ورغم الصعوبات المالية, ورغم المضايقات, استطاع المجلس ان يفرض نفسه طرفا اساسيا في تمثيل الشيعة العرب. ولكن في المقابل شهدت السنوات الاربع الماضية اشتداد الهجمة الايرانية على المنطقة العربية, مستغلة انكفاء وتراجع الدور الامريكي. فشهدنا تكثيفا للتدخلات الايرانية في شؤون الدول العربية مثل العراق ولبنان والبحرين واليمن باستغلال المواطنين الشيعة في هذه الدول وكذلك محاولات ايرانية لاختراق أمن الامارات والسعودية والكويت ومصر والسودان وحتى دول المغرب العربي.من هنا جاءت الحاجة الى قراءة جديدة للواقع العربي, حيث توجب تحديد الموقف من الصراع العربي الاسرائيلي, وهو أحد ذرائع التدخل الايراني, وتحديد الموقف الحاسم المستند الى وقائع ومعطيات تاريخية, من مشروع التمدد الفارسي نحو منطقتنا, وأخيرا تحديد سبل المواجهة عبر برنامج سياسي متكامل للمرحلة المقبلة.

* بالاضافة الى توصيف الواقع العربي المستجد في ضوء استشراس الهجمة الايرانية, ما الجديد الذي حملته الوثيقة؟

- قبل الثورة الايرانية في العام ,1979 أي في عهد آل بهلوي, كانت السياسة العربية لايران قائمة على القوة العسكرية, وقد احتلت اراضي وجزرا عربية بالغزو العسكري, وساندت ودعمت اسرائيل التي تحتل بدورها الاراضي العربية.مع قيام نظام الخميني بقيت الاطماع الايرانية ولكن تغير الاسلوب وتبين لنا ولغيرنا ان ايران في كل حركتها في المنطقة تلتزم بمبدأ تصدير الثورة الذي أطلقه الخميني عام ,1979 وتحديدا الى الدول التي يتواجد فيها الشيعة, وهذا برأينا أخطر من الغزو العسكري, لانه يخترق سيادة الدول من الداخل, عبر استخدام شعارات زائفة مثل " الدفاع عن حقوق الشيعة ", أو "الحفاظ على التشيع في مواجهة الخطر السني ".

لقد عملنا خلال السنوات الاربع من عمر المجلس على دحض هذه المزاعم, والتصويب على حقيقة الاهداف الايرانية, ايا يكن شكل النظام القائم. وبينا مثلا في ما خص الاراضي العربية المحتلة أن نظام ولاية الفقيه احتفظ بها كمكسب اورثه اياه نظام الشاه بمعنى ان النظام الحالي هو استمرار للنظام السابق.رغم كل جهدنا السياسي والفكري ورغم تدخلاتنا العملية في اكثر من مناسبة لمسنا أن الخطر أكبر من أن نواجهه بنشاطات سياسية من هنا وهناك, انما يحتاج الامر الى مرجعية سياسية عربية للشيعة العرب يعودون اليها كلما دعت الحاجة, تنير دربهم وتجنبهم الوقوع في فخ الدعاية الايرانية.

* كيف يمكن ذلك؟

- لطالما اقتدى الشيعة العرب بمرجعياتهم العربية في جبل عامل والنجف الاشرف, لانهم في الاصل والاساس فضلوا الخيار القومي على الخيار الطائفي. ومع اعتزازهم وفخرهم بانتمائهم المذهبي الشيعي فان الرابطة القومية التي تشدهم الى اوطانهم اقوى واسبق. وقد أدرك الايرانيون ذلك فانشأوا مرجعية ايرانية في قم لمحاربة المرجعيات العربية من خلال الترويج لنظرية ولاية الفقيه, وهي ليست من صلب العقيدة الشيعية, انما هي اجتهاد فكري سياسي لا أكثر ولا أقل.نحن من جهتنا اردنا اعادة الاعتبار الى المرجعية العربية, وكانت اولى اعمالنا هذه الوثيقة التي وزعت في كل الدول العربية وخصوصا لدى المواطنين الشيعة فيها. وتعرض المبادئ التالية :- السعي والعمل على تأكيد أن ولاء شيعة العرب لأوطانهم ولها فقط, فلا يجوز بأيِّ شكل من الأشكال أن يوالوا نظام ولاية الفقيه تحت أيّ غطاء أو مبرر أو دعوة مذهبية كانت حيث لا يمكن إطلاقاً جمع ولاءين في قلبٍ واحد.- ليس لشيعة العرب مشروع لإقامة كيان خاصّ لهم في الدول العربية كافة, ولا يجوز التفكير أو السعي للوصول إلى مثل هذا المشروع البعيد عن تفكيرهم, وأيّ تفكير في هذا الخط الملتوي هو خيانة عظمى وإخلال بمبادئ المواطنة والإخلاص للوطن.- إن شيعة العرب مواطنون صالحون في أوطانهم, وهم جزء لا يتجزأ من النسيج العربي مع إخوانهم السنة, ولا يفكرون في الابتعاد ولا التمايز ولا الارتباط بأوطان أخرى, ويؤمنون أن أي منحرف عن هذه الأهداف يستحق محاكمته بجريمة الخيانة العظمى.- إن على شيعة العرب أن يكونوا عامل استقرار وأمان في أوطانهم وأن يتعاونوا مع إخوانهم في العروبة, وعليهم الحذر ورفض الدعوات المشبوهة والمغرضة التي يطلقها نظام ولاية الفقيه بدعوى دعم الأقليات من الشيعة.- لقد اختار الشعب العربي في كل دولة, والشيعة جزء منه, نظام الحكم الذي يناسبه ويلبي طموحاته ويحقق أهدافه. لذا فإن الولاية على الشيعة العرب هي للأنظمة التي اختاروها, وليس للولي الفقيه الذي تقتصر ولايته على حدود بلده, إذا ارتضى ذلك شعبه. وقد بينت الاحداث أنه حتى في إيران سقط هذا النظام شرّ سقوط - على شيعة العرب الانخراط بمؤسسات دولهم كغيرهم من المواطنين, وأن يعوا جيداً ما يخطط لهم المغرضون والدساسون من أحابيل و مكائد ليست هنالك من مصلحة لهم فيها سوى تحقيق غايات أجنبية لاعلاقة لها بأوطاننا وأمتنا العربية.- على شيعة العرب أن يبتعدوا عن الأحزاب والجمعيات الهدامة التي تنادي زوراً " بحقوق الشيعة " كفئة مستقلّة لها كيانها الخاص. إن هذه الأحزاب مدسوسة ومغرضة ومموَّلة من الخارج بهدف زعزعة استقرار الدولة التي تعمل فيها خدمة لمشروع أجنبي غير عربي.

- على الشيعة العرب واجب الحفاظ على الأمن القومي العربي بكل إمكاناتهم وأن يبذلوا في سبيل هذا الواجب كل غالٍ ونفيس حتى ولو تعرضوا في سبيل تحقيق هذا الهدف الى تقديم الأرواح قرابين للوصول إلى الهدف.لقد تمكنا بعون الله من لفت أنظار الشيعة العرب في مختلف الدول العربية إلينا. ونحن نلمس الآن أننا نحظى بمزيد من الالتفاف الجماهيري حولنا كمرجعية فكرية وسياسية للشيعة العرب. وفي عامنا الرابع نؤكد اننا صرنا نمثل قوة لا يمكن الاستهانة بها. فنحن لم نقدم المشروع فقط بل أقمنا المرجعية بالفعل. مرجعية باتت معروفة عربيا, وكلمتها مسموعة في الدول التي يتواجد فيها الشيعة. ونحن ماضون في دعوتنا ومشروعنا هذا حتى تحقيق كامل أهدافه الاستراتيجية.

* ما هي حقيقة نظركم او رأيكم بنظام ولاية الفقيه, ولماذا لا تؤيدونه وتقفون ضده بشكل واضح؟

- يمثل نظام ولاية الفقيه برأينا مشروعا فكريا سياسيا خاصا يحمل بين ثناياه أهدافا مدرجة في اجندة محددة لا تتفق جميعها في خطها العام مع المصالح العربية. وتتناقض بشكل صارخ مع الامن القومي العربي, لا بل أنها تهدده جديا, بحيث تصبح وحدة الصف العربي مستحيلة. كما أنها تعيق بشكل جدي قيام توازن استراتيجي للعرب في عالم اليوم الذي يتميز بالتكتلات الكبيرة. من جهة ثانية, كنظرية فقهية فإنها تواجه مواقف مضادة حتى من داخل البيت الشيعي الايراني نفسه وهو في كل الاحوال مجرد رأي لا يمكن الاعتداد والوثوق به. والسبب الاساسي هو انه اجتهاد فقهي فكري وليس من صلب العقيدة الشيعية ولا يعني رفضه او محاربته الخروج من المذهب الشيعي, كنكران الامامة مثلا. نظرية ولاية الفقيه نظرية سياسية خاصة باصحابها, فاذا اقتنع شعب ما بها وطبقها فهذا شأنه. ولا يعني ذلك ان تمتد سلطة الفقيه الى خارج الدولة التي اقرته.اما بالنسبة لنا كشيعة عرب فان نظام ولاية الفقيه بمثابة رمال متحركة تسعى لجر القدم العربية الشيعية إليها, لاننا لو دققنا في المسار السياسي والامني لنظام ولاية الفقيه على مختلف الاصعدة لوجدنا انه سعى ويسعى لتحقيق مكاسب وانجازات إيرانية بحتة على حساب العرب بشكل خاص. لقد كرس الامام الخميني بعد استلامه السلطة هذا النظام وانطلق فورا الى سياسة " تصدير الثورة الاسلامية " تحت شعار " الوحدة الاسلامية ", باعتبار ان ولاية الفقيه بنظره عامة وليست خاصة بالرقعة الجغرافية التي يحكمها النظام الايراني. منذ ذلك الوقت يستغل هذا النظام الرابط المذهبي مع الشيعة في الدول العربية مثل السعودية والكويت والعراق والبحرين ولبنان... ويقيم معهم, أو يحاول أن يقيم علاقات سياسية موازية للعلاقة الرسمية مع دولهم, وتحريضهم على الانتفاضة والثورة بذريعة نيل الحقوق والمطالب, والواقع ان نيل الحقوق لاي فئة في دولة ما يكون بالمطالبة السلمية وليس بالثورة والتمرد.

* ثمة لغط كثير حول أحياء ذكرى عاشوراء ان لجهة استغلالها سياسيا وانتخابيا, او استخدامها كمناسبة لاثارة الخلافات المذهبية. وكذلك بالنسبة لطريقة احياء الذكرى بحيث تحولت الى مناسبة لنزف الدم. ما رأيكم؟

- اننا بما نمثل من مرجعية عربية للمسلمين الشيعة في لبنان والدول العربية دعونا قبل الاول من محرم الى أحياء ذكرى عاشوراء في مواقيتها وباعتدال تام من دون تطرف أو مبالغة لا في وقت المجلس الحسيني ولا في مضمونه, بالاعتماد على المصادر الصحيحة والرواية الصادقة لاحداث عاشوراء. ان من أفدح الاخطاء للبعض هو تسييس ذكرى عاشوراء وهذا غير جائز شرعا. ويجب عدم استغلالها لمآرب سياسية وحزبية وانتخابية خصوصا في الدول التي تشهد انتخابات مثل العراق لان من شأن ذلك التحريض واثارة الحساسيات المذهبية. ولا يجوز استخدام اسم وسيرة الامام الحسين لمصالح سياسية ضيقة والمتاجرة به.كما دعونا خطباء المنبر الحسيني الى الابتعاد عن خطاب التفرقة في ذكرى عاشوراء لان الاصل في دعوة الامام الحسيني هو توحيد صفوف المسلمين والعرب ورفعة شأن الدين وتعزيز منعة الامة. وقد عمل على الجمع والوحدة والإصلاح ولا يجوز استغلال المناسبة لتحقيق أهداف معاكسة. لقد كان الامام الحسين عاملا للوحدة لذا فدعوته كانت لجميع المسلمين وليس لفئة دون فئة, وهو بالتالي لا يخص مذهبا اسلاميا دون آخر, واذ عمل البعض على تخصيصه بمذهب أو فئة فانه بذلك يحجمه ويبطل دعوته التوحيدية. كما لا يجوز باي حال من الاحوال ان تكون مناسبة ذكرى شهادة الامام الحسين مدعاة للبعض لادخال البدع في الدين. ونحن ننبه من استيراد اي مفاهيم او عادات او تقاليد خارجة عن الشريعة الاسلامية وادخالها فيها باسم الحسين, فالامام الحسين براء من كل ضلالة وبدعة وشرك وهو القائل بأنه يسير بسيرة جده رسول الله.»ص«. وشددنا في رسالتنا التوجيهية للشيعة العرب على ان خير تكريم لذكرى الامام الحسين هو في احياء ليالي عاشوراء بطريقة حضارية وسلمية وبعيدة عن الاثارات المصطنعة. فلا يجوز ايذاء النفس, أو التحريض ضد الغير, أو تحويل المنبر الحسيني الى مناسبات أو تظاهرات سياسية تخدم أغراضا خاصة وضيقة.

* بالعودة الى المجلس الاسلامي العربي ماذا حققتم من انجازات على ارض الواقع؟

- في الواقع بدأت حركتنا في لبنان فاقمنا العديد من المؤسسات العاملة على خدمة المجتمع اللبناني لا سيما المحتاجين على الصعيد المادي. ولكن الجانب الاهم هو تكريس مرجعية شيعية عربية لاول مرة, وغير مرتبطة باي اهداف واجندات خارجية, ومن ثم انتقلت اصداء حركتنا الى الدول العربية, وتلقينا الكثير من المراسلات من ممثلين في هذه الدول. وكما هو معلوم فقد حدثت بعض المشاكل مع ابناء الطائفة في عدد من البلدان فكنا واسطة خير لاصلاح ذات البين. ودعونا اخوتنا الشيعة الى اعتماد سبل الحوار لمعالجة المشاكل ونيل المطالب اذا وجدت. ولقيت تدخلاتنا استحسان الجميع. وعليه فان الشيعة العرب اصبحت لهم مرجعية خاصة تبعدهم عن مخاطر استخدامهم في مشاريع غير عربية. وهذه بداية عظيمة نأمل ان تستمر وتتواصل.

* هل يمكن القول انكم شكلتم القوة الشيعية الثالثة في لبنان, وانكم تعملون بعيدا عن اي تواصل مع حركة أمل وحزب الله؟

- نحن لا ندخل في اي سجال مع اي طرف لبناني, او اي طرف عربي. لذلك نحن نعمل بهدوء في لبنان على ارض واحدة مع الفرقاء الآخرين, والعلاقة معهم ليست علاقة صدام, وليست حالة وفاق. نحن نراعي حيثيات ووجود كل طرف, ندعو الآخرين الى فعل الامر نفسه.اما عن القوة الثالثة وما شاكل, ففي الحقيقة هذا لا يشغلنا, لان أهدافنا تتجاوز الطائفة الشيعية في لبنان. ومرجعيتنا العربية التي تكرست هي الاساس. ان وضع الشيعة اللبنانيين صعب هذه الايام بسبب ما يواجهونه من اتهامات بالاستئثار بواسطة السلاح. ولكن موقفنا من الموضوع واضح, نحن نؤمن بحق اللبنانيين شعبا وحكومة بمقاومة الاحتلال والدفاع عن لبنان, من دون استئثار, ومن دون تسلط, وتحت راية الدولة.

* باختصار ما هي نظرتكم الى تطورات الأحداث المتسارعة في داخل إيران, وهل صحيح إن الخلاف السائد هو بين منطق الدولة ومنطق الثورة, وكيف تتوقعون تطور المشهد الايراني ؟

- الاوضاع في إيران استثنائية وخطيرة الى حد ما, وهي تسير باتجاهات ومناخ تقود جميعها الى أزمة خانقة لا يمكن حسمها من دون مواجهة عنيفة يتم من خلالها حسم القضية من جذورها. في الداخل الإيراني, هناك تضارب بين مصالح الشعب الايراني المغلوب على أمره وبين مصالح النظام الايراني الذي يحكمه, وكل طرف يسير بعكس اتجاه الطرف الآخر. ويقينا ان هكذا معادلة لا يمكن حلها من دون حسم لصالح طرف منهما. لقد أثبت التاريخ أن الشعوب لن تهزم أبدا مهما كان الطغاة أقوياء ومتعنتين.في الواقع هناك تناقض بين منطق الدولة الذي يمثل مصالح الشعب وحقوقه وبين ما يسمونه منطق الثورة(مع تحفظنا على الكلمة) والذي يمثل رأي وموقف ومصلحة ثلة محددة من الطبقة المسيطرة على مقاليد الحكم في إيران. ونعتقد أن المشهد الايراني سيشهد تصعيدا متزايدا ومتدرجا ليصل الى الذروة في العام الجديد الذي سيحمل الكثير من المفاجآت.في كل الاحوال نحن نقف في صف الشعب الايراني وندعم انتفاضته البطولية ضد طغيان النظام. هذا الشعب سبق أن ضحى بدمه من اجل نجاح الثورة وقيام الدولة الاسلامية, فحولها اركان النظام الى سلطة طاغية, ديكتاتورية في الداخل, وصاحبة مشروع استعماري في الخارج, تنفق في سبيله كل ثروات الشعب الايراني الذي يئن تحت وطأة الفقر.

* ما هي كلمتكم الاخيرة, خصوصا للشيعة في لبنان والدول العربية؟

- دعوتنا للشيعة في لبنان هي للالتزام بخيار الدولة الحامية والضامنة لجميع أبنائها, وهذا لا يتناقض مع الحق بالمقاومة ضد الخطر الاسرائيلي. لقد علمنا الامام موسى الصدر كيف ندافع عن أرضنا وبلدنا من دون أن نخرج عن اطار الدولة, ولم يطلب من ابناء الطائفة أن يقاتلوا من أجل منع الجيش من الانتشار في الجنوب, أو أن يوجهوا سلاحهم الى الداخل. انما جاهد من اجل دخول الجيش وتمركزه على الحدود للدفاع عنها بديلا للتنظيمات المسلحة التي جعلت في الجنوب منذ الستينيات ساحة للحروب الاقليمية. اليوم نستذكر الامام المغيب لان الجنوب يعيش وضعا ملتبسا يشبه الى حد ما تلك المرحلة. فنحن نريد السلاح للدفاع عن الارض والشعب وليس خدمة لمصالح اقليمية ودولية. اما للشيعة العرب فان دعوتنا الدائمة هي انهم جزء لا يتجزأ من الدول التي يعيشون فيها, مصلحتهم في مصلحتها, وأمنهم من أمنها, ومصيرهم من مصيرها. ليس للشيعة العرب أن ينخرطوا في اي مشروع سياسي خارجي يتدخل في شؤون بلدهم. انما واجبهم الوطني ان يعملوا للمصلحة الوطنية لبلدهم, وأن يخضعوا للنظام الذي اختاره شعبهم, وهم جزء من هذا الشعب.

 

نقلا عن العرب اليوم


عدد القراءات : 5568
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات