احدث الاخبار

رسالة حزب رأي إلى مؤتمر لندن

رسالة حزب رأي إلى مؤتمر لندن
اخبار السعيدة - صنعاء         التاريخ : 28-01-2010

وجه الأستاذ / عبدالرحمن علي بن محمد الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن ( رأي ) مذكرة إلى المشاركين في اجتماع لندن حول اليمن تم إرسالها إلى فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس وزراء بريطانيا ووزراء خارجية الدول المشاركة في الاجتماع وممثلي الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة ،في مايلي نصها :
مذكرة إلى مؤتمر لندن حول اليمن
28/1/2010
السادة أعضاء المؤتمر
1. بإسم حزب رابطة أبناء اليمن "رأي" (وهو أول حزب تكون في جنوب الجزيرة العربية ،فقد تكون في مدينة عدن في شهر ابريل عام 1951م) نقدم لكم شكرنا وتقديرنا لاهتمامكم ببلادنا.. ومساعدتها على الخروج من الوضع الصعب الذي وصلت إليه . ونأمل أن تتكاتف كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية كي تخرج بلادنا من مشاكلها المتراكمة المتعددة .. وتنطلق في عملية إصلاحات شاملة ،بدءاً بالإصلاح السياسي الشامل ، والذي نعتقد انه المفتاح الرئيس لحل كل المشاكل الأخرى . وعندها ستنطلق بلادنا في عملية تنمية شامله، تمتلك بلادنا كل مقوماتها ، وستقوم بلادنا – حينها – بدورها الإقليمي والعالمي في تحقيق الاستقرار والتقدم والسلام .

2. لربما كان الإرهاب هو الذي لفت نظر دولكم للحالة التي وصلت إليها الأوضاع في بلادنا. ولاشك ان الإرهاب قد أصبح آفه .. ومرض ينبغي التصدي له على مستوى كرتنا الأرضية. ونحن كحزب ندين الإرهاب بكل أشكاله وألوانه . وكي يتم النجاح في هذه المهمة، فإننا على ثقة أن إجتماعكم الموقر سيركز على فهم أسباب و جذور ظاهرة الإرهاب.. وكيفية درء أخطاره.. والعمل على اجتثاثه.. وتجفيف منابعه.
ولاشك انه يبدأ بفكر متطرف يؤدي إلى شحن كراهية الآخر، المسلم وغير المسلم، وينتج تفجيراً وعنفاً. وينمو وينتعش في ظل بيئة صالحة لنموه وانتشاره.
وأهم صفات تلك البيئة الإلتباس في مفهوم المواطنة السوية المرتكزة على العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديمقراطية المجسدة للشراكة الحقيقية في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات ومناطق الوطن، والتنمية الشاملة المستدامة.
ومن آليات تحقيق المواطنة السوية التوجه الفاعل تجاه إعادة الهيكلة السياسية .. وذلك من خلال تطبيق نظام الدولة المركبة (الفيدرالية) في بلادنا. وكذا آليات انتخابية سليمة وقضاء عادل مستقل وقوي.
3. لاشك أنكم تدركون أن المركزية الشديدة.. تؤدي في البلدان المتخلفة إلى غياب العدل.. والتمييز والشعور بالغبن.. وبالتالي ضعف الشعور بالمواطنة.. وضعف التنمية والبطالة والفقر.. بالإضافة إلى المناهج التعليمية والإعلامية والتربوية المنتجة للتطرف، إلى جانب الشعور العام في المنطقة بالإحباط حيال إمكانية وجود حل واقعي وعادل لقضايا المنطقة العالقة، كل ذلك يشكل البيئة والمصانع المنتجة للمتطرفين والإرهاب.

4. ورغم أهمية المعالجات الأمنية لتحجيم الآثار المترتبة على الإرهاب، إلا ان المصانع مستمرة في الإنتاج والتمويل بعدد أكبر من الأفراد المضلل بهم. ولذلك فإن الضرورة تقتضي معالجات أكثر عمقاً.. وسرعة تسير جنباً إلى جنب مع المعالجات الأمنية.

إن ما يجري في صعدة وفي الجنوب ما هو - كما نعتقد - إلا نتيجة للحكم المركزي القائم على نظام الدولة البسيطة، أي المركزية العاجزة عن إدارة بلد كاليمن، ذا التاريخ الانقسامي.. وذا التنوع المجتمعي والسياسي في تاريخه القريب والبعيد.
فلأكثر من أربعة عقود ثبت فشل النظام المركزي في بسط سلطته، أو حتى وجوده على الأرض إلا من خلال الإدارة بالأزمات والصراعات، وهو الأمر الذي أدى لخلق بيئة مستوعبة للإرهاب.. وأوجد أحياناً بيئة حاضنة ومتغاضية عنهم. وقد يفسح في المستقبل بيئات متعاونة ومساندة للإرهاب في ظل الشعور لدى الكثير من المواطنين بعدم الرضاء عن الأوضاع وعدم الشراكة في القرار وما يشعرون به من غبن.
لذلك.. فإن المعالجات الأمنية وحدها – مهما كانت– ستزيد من حدة وقوة الإرهاب وستساهم في التعاطف مع جماعاته.. بل وفي تنمية بيئة حاضنة وداعمة له ولهم ما لم تتم معالجات عاجلة للأزمة السياسية المتمثلة في نظام الدولة المركزية البسيطة وذلك بإعادة هيكلة بنية الدولة في بلادنا، من خلال اعتماد نظام الدولة المركبة – أي الفيدرالية – بالتوازي مع المعالجات الأمنية. وفي نفس الوقت أيضاً يتم دعم اقتصادي ومعيشي على محورين:
محور للدعم ألآني للحد من تدهور معيشة الناس
ومحور آخر.. يتمثل في دعم استراتيجي للبنية التحتية من كهرباء.. ومياه.. وصحة.. وتعليم فني ومهني. وتعليم أساسي وجامعي. ووضع حد للثارات القبلية وتطوير لمناطقهم. وبعثات تأهيليه مكثفة في إدارة الحكم الفيدرالي ولمنظمات المجتمع المدني.
وكذا دراسة دور اليمن الهام وتأهيله للقيام بهذا الدور سواء ما يخص موقعه الهام اقتصادياً وتجارياً وأمنياً.. ودورة الهام في نشر السماحة الدينية والاعتدال من خلال تجربته الفريدة طوال القرون الماضية في آسيا وأفريقيا.
وإذ نضع هذه الحقائق أمام لقائكم الهام فإننا نأمل أن تقدموا العون والدعم الكامل لبلادنا على كل المستويات لتحقيق الإصلاح السياسي العميق والشامل ودعمها فنيا و إقتصاديا لإعادة هيكلة نظام الدولة على أساس الفيدرالية المحققة للعدل و للشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة والديمقراطية المحققة للتوازن في المصالح والتنمية الشاملة، وتلك هي ركائز المواطنة السوية.
ونثق أن هذا الأمر سيلقى التعاون الكامل من كل القوى الوطنية المعتدلة في المنظومة السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكافة فئات شعبنا، وبدورنا إجتهدنا بإنجاز مسودة لتعديلات دستورية تناسب نظام الفيدرالية.. كما قمنا بتحديث مشروعنا الذي أنجزناه عام 1997 لنظام حكم محلي كامل الصلاحيات
ويمكن أن يتم السعي إلى حوار وطني شامل لا يستثني أحدا كآلية لإقرار ما تقدم محليا وبرعاية ودعم من دول مؤتمر لندن.
مرة ثانية لكم شكرنا وتقديرنا على اهتمامكم ببلادنا..
ونرجو لكم التوفيق والنجاح في مهمتكم السياسية.. الأمنية.. الإنسانية
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري

رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "رأي"
صنعاء: 20/1/2010م



عدد القراءات : 4178
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات