احدث الاخبار

طاهر أيقونة شباب ثورة سيناء رحل وترك ورائه ثورة شعبية

طاهر أيقونة شباب ثورة سيناء رحل وترك ورائه ثورة شعبية
اخبار السعيدة - كتبت / نشوى فاروق*         التاريخ : 09-08-2015

الورد اللي فتح في جناين مصر كان أسمه طاهر، هو نموذج للشباب المصري الذي خرج معلنا عن غضبه اتجاه نظام الرئيس المصري المخلوع محمد حسنى مبارك، ليقول له كفانا ظلم، كفانا اضطهاد للفقراء وطحنهم تحت أقدام رجال القصر الرئاسي آنذاك، لتكون تلك هي شرارة الغضب الأولي التي قاداها هولاء الشباب الصغير لكي تقوم ثورة 25 يناير لتحرق تلك النظام الذي دام 30 عاما وأذاق الشعب العذاب ألوان. الفقيد الشاب محمود طاهر، سكرتير حزب الدستور بمحافظة شمال سيناء المصرية، الذي رحل عن عالمنا في يوم 4 من الشهر الحالي، الذي تزامن وقتها مع يوم 18 من نهار شهر رمضان المنقضي، عن عمر يناهز 24 عاما، إثر حادث أليم حيث انقلبت السيارة به وهو رفيقه السياسي أحمد عبد الحكم، مما أدي لمصرعهما في الحال.

تلك الشاب الصغير الوسيم، الذي كان له مئات من المحبين والأصدقاء والذي كان يحظى بشهرة واسعة بالمدينة، ولد في مدينة العريش وعاش وتربي بها، كان رمزا وطنيا وقدوة لآلاف من الشباب الصغير الذين تمنوا أن يكونوا مثله في شجاعته و حبه لوطنه وعمله السياسي، كان شاب لا يهاب شي، كان مدافعا عن زملائه المحبوسين في قضايا عدة، كان يرفض إلقاء الاتهامات جزافا، كان يحلم بوطن عادل وحياة عادلة للفقراء الذين هم كانوا أوله همه. طاهر، كان أحد أعضاء حركة تمرد الثورية، تخرج من جامعة سيناء وهو أمين الاتحاد الطلابي، حتى أن زاول العمل السياسي كان هو الشاب المحب لوطنه ومحب لتراب سيناء .

كان أحد النشطاء السياسين البارزين بين الأوساط الشبابية، كان سياسيا لا ينتمي لاتجاه سياسي معين بل كان كل ما يشغل خاطره أنه مصري.. ثوري..فقط، يبحث عن العدالة ونصرة المظلومين والضعفاء.

طاهر، فعل الكثير والكثير فعله في عمره القصير ما لم يفعله الكبار طوال سنوات عمرهم، شابا مات علي مبدأ واحد ألا وهو حب مصر. تلك الشاب الذي كان عنصر هام مع رفاقه من الثوار الأحرار بالعريش، كان يشارك في مساعدة الفقراء و كان يقوم بمساعدة وجمع أدوية لعلاج مصابي التفجيرات، وكان يقوم بتوصيل المعونات لغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، كان جامعا شاملا للخير، لذلك أختاره الله عزوجل ليموت في يوم من أيام شهر رمضان وفي النصف الثاني من أيام المغفرة ليشمله الله بمغفرته ورحمته ليرتدي ثوبه الأبيض الطاهر لينعم بجنات الجلد.

لم يصدق المجتمع العرايشي خبر وفاة الرفيقين محمود وحكم، تلك الشابين الانقياء اللذين لم يختلف أحدا عليهم. أهالي المدينة ودعوا أيقونة الشباب الذي كان من أول من نادي بعدم تمديد حظر التجوال بالعريش ووقف وخرج في تظاهرات تنادي بوقفها من أجل المواطنين الذين عانوا الأمرين بسبب الحظر، لتوديعه في جنازة شعبية مهيبة لمسقط رأسه بمدينة نهطاي بالغربية.

منذ أن رحل تلك الشاب قضيت له نحو 12 عمره باسمه من أصدقائه ومواطنين لم يعرفوه من قبل ولكنهم عرفوه من تاريخه القصير وخدمته للناس، فضلا عن الدعاء المستمر له من أمام المسجد الاقصي من الشعب الفلسطيني الذي كان يقوم بمساعدته إنسانيا، فضلا عن المجموعة التي دشنها أصدقائه علي موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" والتي تسمي "صدقة جارية علي روح الفقيدين "محمود طاهر وأحمد، وبلغ عدد روادها نحو 3294 عضوا.

 

*كاتبة والصحفية بجريدة الشروق اليومية المصرية

عدد القراءات : 11152
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات