احدث الاخبار

بيضة الديك.. !

بيضة الديك.. !
اخبار السعيدة - بقلم / عادل سنان         التاريخ : 31-05-2015

اعتاد المخلوع علي صالح طوال فترة حكمه الذي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود على إدارة البلاد بافتعال الأزمات واتباع مبدأ "فرق تسد"، ليضمن لنفسه البقاء على كرسي الحكم لأطول فترة ممكنة إن لم يبق حاكما حتى ينزله الموت من على كرسيه ليورثه من بعده لأبنائه كأي شيء من ممتلكاته الخاصة.

 

سعى جاهدا لإذكاء الفرقة وشق الصف في كل مكونات المجتمع السياسية والحزبية والنقابية والدينية والقبلية وعلى جميع المستويات وكل فئات وشرائح المجتمع حتى على مستوى الأعمال الخيرية والتطوعية..

ليبدأ مشواره من وسط القبيلة، فأينما وجد شيخا قبليا بدأ يخرج عن طور الولاء والطاعة له غرس شيخا آخر من أنصاره وأتباعه في القبيلة المجاورة ليكون ندا له وأوجد بينهما نزعة المناطقية وشب حروب الثارات وغذاها بالمال والسلاح حتى لا تقوم للقبيلة قائمة، واستطاع بذلك أن يخرج القبيلة من دورها الحقيقي في المجتمع باعتبارها مكونا أساسيا من مكوناته وشوه صورتها لتظهر للداخل والخارج على أنها لا تعدو أن تكون مجموعة قبل متناحرة ومتقاتلة ينخر في أوساطها الثأر ويفتك بأبنائها.
 

وفي الجانب السياسي عندما ظهر تحالف "اللقاء المشترك" وهو تحالف سياسي شعر بخطره على نظامه وكرسي حكمه بادر لإنشاء تحالفا مشابها يدين له بالولاء والطاعة تم تكوينه من مجموعة أحزاب لا تمتلك سوى اسما مكتوبا على لوحة وشقة تتخذها مقرا لها تم تفقيسها وتفريخها من تلك الأحزاب التي استطاع اختراقها وتمزيقها.
 

وإذا ما نظرنا إلى العمل النقابي ومنظمات المجتمع المدني نجد أن نظام المخلوع قد أنشأ نقابة "المهن التربوية" لتكون ندا ل"نقابة المعلمين" وأنشأ "اتحاد شباب اليمن" ليكون مناهضا ل"الاتحاد العام لطلاب اليمن" وغيرها الكثير من النقابات والاتحادات الموالية له ليس بهدف التنوع والتعدد النقابي وإنما من أجل إضعاف العمل النقابي وإحداث خلل في الدور المناط بمنظمات المجتمع المدني.
 

وفي الجانب العسكري والأمني لم يتوان المخلوع في تفريخ الأجهزة العسكرية والأمنية فأنشأ الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في مقابل الجيش والقوات المسلحة وشكل الأمن القومي مقابل الأمن السياسي والأمن المركزي مقابل الأمن العام وأوكل قيادة كل تلك الأجهزة لأبنائه وأقاربه.
 

حتى على مستوى العمل التطوعي الخيري قام بإنشاء جمعية الصالح وغيرها من المؤسسات والجمعيات لتكون ندا لغيرها من الجمعيات الأهلية والخاصة في محاولة لكسب ود الفقراء والمحتاجين ممن كان بسياساته وفساده سببا في وصولهم إلى ذلك الحال.
كل ذلك التفقيس والتفريخ مارسه المخلوع إبان حكمه عندما كان بمثابة الديك المسيطر على دجاجة السلطة، أما بعد أن فقد الدجاجة وأصبح ديكا وحيدا كان لا بد أن يبيض بيضته الوحيدة قبل موته.

 

لكن بيضته خرجت فاسدة وعرف الجميع فسادها من رائحتها النتنة التي أزكمت الأنوف وجلبت الكوارث والأوبئة عندما (فقست) وفرخت مليشيا عاثت فسادا وخرابا في الوطن وقتلا وتشريدا في المواطن.

عدد القراءات : 3164
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات