احدث الاخبار

ما أعظمك يايمن

ما أعظمك يايمن
اخبار السعيدة - بقلم - وائل الصياد         التاريخ : 13-05-2015

 كم أحبك يا بلادي , يا زينة البلدان , ومنبع الأبطال , ومهد الحضارات , وأصل العروبة , أنا أفديك يا بلادي , اليوم أنا أبكيك, وأرثي حالك ؛ فأنت الآن تمرين بحالة من الضيق ,والجوع , والفقر, فما أصبرك يا شعب اليمن , إذ تتحمل جرعات من الألم والحرمان , والخوف , وانعدام الأمن . شعب اليمن يتكبد معاناة وكارثة إنسانية حلت به ، ينتظرون لطف الله ورحمته بهم , اليوم يشهد اليمن حالة من الفوضى والدمار , ويتصدى لضربات موجعة تشمل كل أرجاء البلاد , بالأمس رثينا ونعينا إنهيار وسقوط مدينة صنعاء الأبية , عاصمة اليمن , كان سقوطها أشبه بالمعجزة , من يصدق في بضع ساعات , انهارت وسقطت , ولم تتمالك الصمود والمواجهة , وخارت قواها , دون أن تقاوم , ولم ترق قطرة دم واحدة , لتواجه الموت المحقق , استكانت واستسلمت للموت مذعنة , كان مشهداً مؤلما لا يوصف , أذهل الجميع والعالم كله , وأصابهم بالذعر والدهشة والذهول !!! ووقفوا كلهم متفرجين , وصنعاء مكبدة ومقيدة بالقيود والسلاسل والأغلال , وتتقدم للسجان دون رحمة لتضرب بالسياط بيد جلاد لا يرحم , وأحيطت بالقضبان والأسوار والحصار , حينها أجهشت صنعاء بالبكاء لأول مرة لتصدق المغناة التي طالما سمعناها قديماً , ولم نكن نفهم معناها ولا مغزاها , وهي " صنعاء بكت والحيمتين حزينة " . لم تصمد كثيراً رغم إحاطتها بجبال شامخة صامدة , فقد خنع جبل نقم الأشم , وخان الأمانة وأبى أن يحملها , وتخلى عنها, ليحملها عنه كل أبناء صنعاء , وما صمد جبل عيبان , وكل الجبال المحيطة بصنعاء .

وبعد أن بكت صنعاء وجرى الدمع على خدودها , انطفأ نورها البهيج , وحل الظلام بواديها , وأنحاءها ليطول الظلام , و يعتم المكان , وتدخل ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول عاصمة في العالم تغرق في الظلام . وحين يحل المساء في مدينة صنعاء يرى الناس من فوقهم شيئاً ساطعاً يلمع , يخالونه نجماً ساطعاً يلمع , ويبرق فوق سماء صنعاء الحبيبة , ولكنه اتضح أخيراً أنها هبة عاصفة الحزم , طائرات قوات التحالف (مريم وأخواتها) تحلق في السماء , وتحاصر أو تحيط بالأجواء كأنها طيور أبابيل .

لتزمجر وتصب جام غضبها , وتقتش عنهم وتبحث عنهم من بين الركام , وترميهم بحجارة من سجيل , وتمطرهم بوابل من نيران قذائفهم الملتهبة . واليوم نرى جنوب اليمن , بدءاً من محافظة إب الخضراء تقف وتقاوم , رغم قلة حيلتها , ويمتد الحال ليصل إلى تعز ومروراً بالضالع إلى لحج , ليصل إلى عدن , ومن حضرموت الوادي والصحراء , وشبوة , ومأرب , والجوف .

ساءت الأمور, ووصل الحال لأن تعلن 3محافظات (عدن وتعز والضالع ) كمدن منكوبة , فقد منعت الإغاثة من الوصول إليها . وانعدم الغذاء , والدواء , و........ فما بقي في هذه المدن المنكوبة إلا أجساداً نحيلة خائرة , تقاوم الجوع , وتصارع الموت , حتى آخر لحظة في حياتها لتموت عزيزة وكريمة , وقد أدت واجب الدفاع والاستبسال لأجل اليمن , في مشهد بطولي مثير يسجل في التاريخ . وفي الأخير صار الكل يلهج بالدعاء , وينتظر الفرج بفارغ الصبر , وكلنا رجاء عسى الكربة تنجلي , وتعود الأمور مثلما كانت عليه بالأمس , أو أحسن . كم أنت عظيم يا شعب اليمن , وبكم يفخر الزمن , وكم أنت عظيم يا يمن .

عدد القراءات : 7006
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات