احدث الاخبار

مزقوك وطني!!

مزقوك وطني!!
اخبار السعيدة - بقلم - دنيا الخامري         التاريخ : 13-05-2015

وطني.. دمروا فيك كل شيء جميل.. غيروك وأخفوا ملامحك عني حتى بت أتفحص الصورة التي أشاهد فيها أجزائك المتبعثرة في أرجاء الشبكة العنكبوتية لألمح أي شيء يتضح أمامي لأتعرف على معالمك.. ولا أجد سوى نواياهم الدفينة للخلاص منك.. عندما رأيت صوراً لحجم الدمار والخراب التي طالك بسبب الحرب عليك أحسست بالأسى تجاهك.. وعند رؤية صوراً لشهداء أطفال ونساء ورجال استشهدو على ترابك شعرت بمدى بشاعة تلك المشاهد اللاإنسانية على أولئك الذين حتى هذه اللحظة لم أعلم جيداً بأي ذنب قتلوا ولكن كلي يقين بأنهم الآن شهداء عند ربهم وأحياء يرزقون.. وطني أهلكت الغربة كاهلي وأنا بعيدة عنك دموعي تنهمر بلا عنوان وقلبي يتقطع بل يتمزق إرباً على عدوان لم نكن له في الحسبان.. فقدت أناساً أعرفهم، أقرباء، أعزاء وحتى غرباء آلمني ذلك كثيراً حتى بت أخاف أن أفقدك أنت أيضاً ونصبح بعدها في عداد اللاأحياء.. فلتعذرني فأنا لا أملك شيئاً أقدمه لك سوى بضعة كلمات نواسيك بها ودعوة نرفعها لرب السماء لك ولكل الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيلك فداء، ولن ننسى الأحياء الذين مازالوا يقاومون بعد حتى تبقى هويتك ولا تندثر أو تذهب هباء..

وطني كم أتمنى عودتي إليك وأنت تنعم بالأمن والسلام اللذان افتقدناهم كثيراً لسنوات طوال.. لم أعلم أن الوطن انتماء حتى شاهدت الحرب دمرت كل ذكرى جميلة عشناها من يوم ولدنا وحتى يومنا هذا.. الويل ثم الويل لكل من أراد بك وبنا السوء..

الويل للحرب والإرهاب ومدعو الإسلام.. أنهم ليسوا سوى إخوة الشيطان أولئك الذين استباحوا دم طفلاً شهيداً لم يتجاوز الرابعة من عمره وهو يلهو ويلعب وليس له في لعبة الحرب صلة فقنصوه.. أولئك الذين لم يحترموا حرمات البيوت ليقصفوا إمرأة وهي غافلة في بيتها ليباغتها الموت بقناصة أخرى.. غير أن هناك الكثيرون من المقاومون الأبطال ممن زهقت أرواحهم البريئة لأسباب لن تجد لها دافع سوى حماية وطن.. وطني استميحك عذراً فكلماتي عاجزة عن وصف ما نشعر به.. فقدنا الحسم ثم الحزم وتمسكنا بالأمل..

ترى هل تعلقنا هذا سيرسو بنا في الآخر إلى بر الأمان وهل ستلتئم جراحنا سريعاً لنلملم شتاتنا ونعود لحياتنا الطبيعية التي افتقدناها وحرمنا منها.. حالياً كل ما أتمناها بعد الأمل هذا أن يأتي النصر من ثم الإعمار.. إعمارك ياوطني..

عدد القراءات : 4323
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات