صنعاء ..قرية معزولة..
هنا صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية وتحديدا في العام 2015 تبدو كقرية بدائية معزولة عن العالم ومحرومة من الكهرباء والوقود والغذاء والدواء وكل مقومات الحياة.
ولتقريب الصورة أكثر دعونا نتابع يوما يختزل تفاصيل المشهد..
فمع ساعات الصباح تفتح عينيك فترى المباني والعمارات بفنها المعماري الجميل لكنها تفتقد لأبسط مقومات الحياة وسكانها يستخدمون (الدلو) في جلب المياه من الخزانات الأرضية ويعتمدون على الشموع في تسيير شئونهم المنزلية ويغسلون ملابسهم بأيديهم فيما لجأت بعض الاسر الى (الحطب ) عوضا عن الغاز المنزلي...
وحين تأخذ جولة في شوارع المدينة تجد من تبقى فيها من السكان يمارسون حياتهم بصمت وحسرة وتقرأ في اعينهم الحيرة من واقع فرض عليهم بغعل حماقات وتصرفات كارثية كانوا في غنى عنها..فيما يدخل بعضهم الأسبوع الرابع وهم يرتصون بسياراتهم في طوابير ممتدة امام محطات الوقود...
ومع غياب الدولة بشكل كلي يحاول المواطنون ان ينظموا حياتهم بأنفسهم وتتجلى الأعراف والقيم النبيلة بكل صورها متجسدة في الحياة اليومية التي تكاد تخلوا من الخصومات والمشاحنات..
ومع ساعات الليل تغرق المدينة في ظلام دامس وهدوء مخيف إلا من اصوات المضادات والانفجارات بين الحين والآخر التي اعتاد سكان العاصمة على سماعها تماما كما اعتادوا على اصوات الكلاب المنتشرة بشكل كبير في كل شوارع العاصمة وأحيائها حيث تشهد مختلف الحيوانات اجمل ايامها بفعل الوجبات السريعة والبيئة الخصبة الناتجة عن تكدس القمامة وتعفنها وتراكمها على امتداد الشوارع والأرصفة والأزقة ..
يتلقى سكان العاصمة الأخبار عن طريق الواتس ويتبادلون الطرفة في مراسلاتهم فيما يتجمع بعض الشباب في مفترق الحارات يقضون وقتهم حتى ساعات متأخرة من الليل في احاديث عادية وبعيدة عن الحرب التي لم يعرفوا حتى اللحظة حاجة اليمن لها وما الثمار المرجوة منها..
باختصار توقفت الحياة وأغلقت المدارس والجامعات والمصانع وكثير من المستشفيات والمحلات التجارية الا ما ندر..
ومع كل ما يعانيه السكان هنا الا انه وكلما اتجهت انظارهم نحو عدن وتعز والضالع ولحج ومأرب حمدوا ربهم ان جنبهم قذائف الموت وابقى لهم منازل تقيهم الحر والبرد وإن كانوا في سجن كبير اسمه أمانة العاصمة ...