احدث الاخبار

حقد يدمر وطن !!

حقد يدمر وطن !!
اخبار السعيدة - بقلم - عادل سنان         التاريخ : 25-04-2015

تمر بلادنا بمرحلة عصيبة تكاد تعصف بكل ما تبقى فيها من بشر وحجر، بعد أن أدخلتنا تحالفات بعض القوى الانتقامية في نفق مظلم لم نعد نرى فيه بصيصا من نور في ظل تعنت قوى حاقدة لا هم لها سوى تحقيق مآربها بالانتقام من هذا الشعب الذي تاق للحرية وخرج في فبراير 2011 في ثورة سلمية بيضاء ينشد من خلالها المدنية والعدالة والأمن والاستقرار المواطنة المتساوية والعيش الكريم.

وما إن بدأت ملامح الدولة المنشودة تلوح في الأفق حتى ثارت ثائرة الحاكم السابق، كيف لا وهو يرى معالم يمن جديد لم يعهدها الوطن والشعب طوال عقود حكمه..


فتحركت غرائز الانتقام لديه وبذل قصارى جهده للوقوف سدا منيعا دون تحقيق حلم اليمنيين ليثبت لهم بأن عهده كان أفضل لهم وليس من بعده سوى الطوفان، ظنا منه أنهم سيندمون على ثورتهم التي قاموا بها للإطاحة به من على عرش لطالما اعتبره بأنه أصبح حقا خالصا له لا يحق لأحد أن ينازعه فيه..
 

معالم الدولة المنشودة لم ترق أيضا لتلك الجماعة التي لم تجد لمليشياتها مكانا فيها لأنها لم تنشأ وتترعرع إلا في ظل غياب الدولة، ووجدت نفسها تفقد حاضنتها لتكشف للجميع عن حقيقة العلاقة بين الأم وربيبتها وأصبح جليا عبثية تلك الحروب التي كان المخلوع يشعلها ويطفئها وقتما شاء.
 

كما رأت تلك الجماعة بأن وجود الدولة سيقطع عنها سبل الدعم الإقليمي الذي تتلقاه مقابل تنفيذ أجندة مذهبية تحقق من خلالها أهداف داعميها بتوسيع نفوذهم في المنطقة.
 

وهكذا التقت غرائز الانتقام لدى القوة الحاضنة مع ربيبتها لتشكل تحالف الشر الذي تجاوزت أهدافه الانتقام من قوى ثورة فبراير ليصبح انتقاما من الشعب بأكمله وتدميرا للوطن بكامل مقدراته.
 

وبعد أن أوغلت تلك القوى في دماء شعبنا وأصبحت الحرب من (طاقة إلى طاقة) كما وعد بها المخلوع إبان الثورة التي أطاحت به، وبعد أن عاثت في الوطن ومقدراته خرابا وتدميرا وجلبت عليه الويلات من الداخل والخارج، نتساءل متى ستشبع تلك القوى غرائز الحقد والانتقام لديها؟


أم أن الانتقام قد أهواها والحقد قد أعماها ولم تعد ترى سوى تحقيق مآربها غير آبهة بالواقع الذي أوجدته ولا المستقبل الذي ينتظرها وينتظر الوطن بشكل عام..!

عدد القراءات : 3630
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات