بين الحاكم والمتحكم !
الحاكم.. يراعي مصلحة المحكومين ويقدمها على مصالحه الخاصة، المتحكم.. يراعي مصلحة المتحكمين ويقدمها على مصالح المحكومين..
الحاكم.. ينظر للمحكومين كمواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، المتحكم.. ينظر للمحكومين كعبيد عليهم كامل الواجبات والحقوق تجاهه..
الحاكم.. يحافظ على الثروة ويعتبرها ملكا لكل أبناء شعبه،
المتحكم.. يحتفظ بالثروة له ولمعاونيه ويعتبرها ملكا خاصا به يغذي بها أرصدته ويستثمرها لمصلحته..
الحاكم.. يحترم معارضيه ويعتبر آراءهم تصويبا لسياساته في الحكم،
المتحكم.. لا يرى إلا رأيه ويعتبر آراء معارضيه تمس بسيادته وتخل بنظام حكمه..
الحاكم.. يهتم بتوفير كامل الاحتياجات الأساسية للمواطنين باعتبارهم القاعدة التي يرتكز عليها نظام حكمه ويعتبر نفسه مسؤولا عليهم جميعا،
المتحكم.. يهتم بتوفير كامل الاحتياجات الأساسية لأعوانه باعتبارهم أعمدة بقاء حكمه ولا يعتبر نفسه مسؤولا عن الآخرين..
الحاكم.. يوفر الأمن للمواطنين ويسعى لحمايتهم باعتباره من أوجب الواجبات عليه تجاه من يحكمهم،
المتحكم.. يوفر الأمن لمعاونيه كونهم الركيزة الأساسية لحمايته وبقائه في السلطة ولا يهمه أمن المحكومين..
الحاكم.. يسعى لنشر العدالة وتوزيع العدل بين الجميع بالتساوي باعتبار العدل أساس الحكم،
المتحكم.. يسعى لنشر المظلومية وتوزيع الظلم بالتساوي على الجميع باعتبار أن الظلم أساس تسلطه..
الحاكم.. يأتي عبر عقد شرعي بينه وبين المحكومين عن طريق انتخابات شرعية يختاره فيها أغلب الناخبين،
المتحكم.. يأتي بطرق ملتوية ينصب نفسه على المحكومين سواء بتزوير الانتخابات او بانقلاب مدعوم بقوة السلاح..
من خلال نظرة سريعة للمقارنة البسيطة آنفة الذكر يتضح لنا جميعا أن بلادنا ظلت طوال عقود مضت تعيش أزمة حكام وتعاني من طفرة متحكمين..
وباعتقادي أن ما مضى من عمر هذا الشعب كاف لاستيعاب الدرس.. والله المستعان.