احدث الاخبار

اليمن : من ذاكرة الثورة

اليمن : من ذاكرة الثورة
اخبار السعيدة - بقلم - نبيلة سعيد         التاريخ : 20-02-2015

في فبراير تحتشد كثير من الذكريات حول أمنية هذا الوطن في تقرير مصيره من الحرية والعدالة والمساواة والعيش بكرامة ، نتذكر تلك الهبة الشعبية التي بدأت على كافة المنظومة الوطنية يحركها الحلم المشروع بالعيش الكريم وأن تصبح الثروة الوطنية حقاً محضاً لأبنائه ويشهد النور حضارته ، يصحبنا في المخيلة سؤال لماذا اليمن فقط يعيش بين براثين الجهل والمرض والخوف والوهن والامية والحرمان بينما شعبه من فئة الشباب الطامحين والحالمين بالغد المشرق ، وهو ضلع استراتيجي يمثل محوراً هاماً لدول الجوار وغيرها من المجتمع الدولي لما يتجاهل العالم حلم اليمنين ،


   منذ اللحظات الأولى للحراك الشعبي نحو الفعل الثوري بعيداً عن المعترك السياسي كان الوطن يرسم لوحة الكرامة بأيدي أبناءه من مختلف المحافظات وبنكهاتمتباينة لكنها تتفق على شكل اللوحة القادمة لليمن لأول مرة يجرب هذه الشعب الحرية بعد إعلان حريته في الستينات ، لكن المختلف هو بروز المرأة والطفل والشاب والفقير والغني والحرفي بشكل لافت ربما حرك أنظار العالم الذين ضلوا لفترات طويلة يعتقدون أنهم أحكموا الخناق على جعل اليمن في مربع النسيان من خلال شلة من أبناء اليمن ويأسف المرء حين يعترف أن من يصر على قتل اليمن وشعبه هم من أبناءه إنها الدوامة الأكثر حراكاً في مستنقع العمالة والارتهان للخارج وبرغم أن العالم يعيش بذات النفس من العمالة كلاً على حساب مصالحه إلا أن الشعوب الأخرى قادرة  أن توفر لشعبها الحد الأدنى من العيش بعيداً عن معترك ما يدور تحت طاولة السياسة واتفاقات الأخذ والعطاء .

   إن المختلف في اليمن أن يموت الشعب ليظل نفس العمالة حياً يواصل مشروعه الكبير في استنزاف عقل وروح وجسد وممتلكات شعب تقدر تقاريره الحرة بأنه يتملك أعظم ثروة بشرية ومادية على مستوى المحيط العربي والاقليمي ، إنها المعادلة الأصعب في فهم الحياة والموت لهذا الشعب ، إن لحظة الرجوع بالذاكرة لما قبل السنوات الاربع التي شهدت مناداة الشعب بحقه في رفع ثالوث الوباء : الأمية والمرض والفقر ، وتآلف  أبناء الوطن حول هذه المطلب يتذكر كيف التفت نضالات هذا الشعب بخيارات عميلة لاجتزائه في مشروعات زهيدة ضمن أجندة خارجية بغلاف محلي ليصبح الانتظارلما وراء الحوار وخلف المرحلة الانتقالية والبقاء بين خيارات العمالة ، بل يقفز  إلى الذاكرة خروج اليمنين صفاً واحدً كتجربة لم يشهد لها العالم بأسره وهي الأعجوبة التي لم تكن إلا في اليمن لانتخاب رئيس ليس في الصندوق غيره منافس وبرغم صعوبة فهم هذه المسألة لكن الحراك الشعبي كان يدافع عن أي محطة يمكن من خلال استيعاب حلم الشعب بالحياة ، تلك الجموع ربما وجهت العدسة بخطورة المطلب لدي اليمنين وحلم العملاء ومن يقتاتون منهم أن الخارطة في وضع اليمن في مربع الموت لابد ان تتغير وهذا ما تشهده حتى اللحظة منذ عرف الشعب ذاته واليمن

إن الأحلام العميقة التي تسكب نفسها في المطالب الحرة بحياة كريمة لازالت تعيش بين احداق اليمنيين وهي ذاتها التي تنبض بخلجاتهم تناضل حتى الوصول للحرية والكرامة والعيش ضمن خارطة الحضارة بعيداً عن الموت الذي يخطط له كهول المبتزين للثروة والذين لم يعرفوا غير الفيد من هذا الوطن الأعظم ( عملاءه المعروفين )هي التي تسكن الأن في مخيلة شباب الوطن وجيله القادم، ولن يبق غير ركام العصابة وقراصنة الظلام في كهوف الكهنوت وسيحلق الشرفاء قريباً بأحلامهم في وطن معافى من النهاية ، غادر الوطن يوماً ما جيل وجاء آخر وتعاقب عليه أجيال فهل يعرف جيل من أجياله بدون نضال ؟ يعيش الجميع متكافيءالفرص يتعايش فيه الناس بسلام يظلهم القانون وتحميهم العدالة .

عدد القراءات : 2793
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات