احدث الاخبار

تعايشنا وتسالمنا طريقنا لمستقبل اجمل !!!

تعايشنا وتسالمنا طريقنا لمستقبل اجمل !!!
اخبار السعيدة - بقلم / عبدالسلام وهيب         التاريخ : 05-12-2014

التعايش في هذا العالم المتغير ، المتقلب ، لا يمكن أن تتفق جماعة ما ، أو أمة ما ، على كل الرؤى والتصورات ، فالاختلاف والتباين صفة لصيقة بالمجتمع المكوّن الرئيسي للدولة ، كذلك الحال بما يخص الأفراد الذين يعتبرون النواة الأساسية للمجتمع الإنساني ، وجهود التوفيق بين المفاهيم والرؤى ـ في معظم المجالات ـ عادة ما تبوء بالفشل ، لهذا وجب على الإنسان أن يكون عنده استعداد نفسي لتقبل هذه الحتمية ، لأن ذلك التصور الذهني ، ومن ثم الاستعداد النفسي لتلك الحتمية الواقعية ، سوف تجعل العقل الإنساني ـ حتما ـ يقوم بابتكار وتصور آليات فاعلة ، تساعده في التعامل مع تلك الاختلافات والرؤى ، ومن ثم استيعابها ، وصهرها في قوالب عامة ، تستمر فيها الحياة .

 

إن التصور الإلهي لإشكالية تباين البشر فكريا أتى منطلقا من فرضية حتمية مفادها أن البشر لا يمكن أن يتفقوا على كل شيء وأن الخلاف أمر واقع حتما ( ولا يزالون مختلفين ( ، لهذا فقد أوجد الشرع الإلهي آليات من شأنها استيعاب الأفراد واحتواء المجتمعات مع استمرار وجود تلك التباينات في الرؤى والأفكار والتصورات ، فعندما قال المولى ( فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ) فإنه يقرر مبدأ التعايش كآلية ناجحة وناجعة تحتوي المجتمع الإنساني بما فيه من خلافات ، يظهر ذلك جليا من الأداة اللغوية الموجودة في قوله ( لما اختلفوا ) والتي تدل على أن الله هداهم للخلاف ، ولم يهدهم( في ) الخلاف أو في موضع الخلاف ، أي لم يقل المولى ( فهدى الله الذين آمنوا فيما اختلفوا ) ، فلو قال ذلك لكانت الهداية في موضوع الخلاف ، وهذا ما يصعب تحققه ، ولكن الهداية كانت في آلية الخلاف و السياسة العامة للتعامل معه ، أي أن الله هدى الذين آمنوا ليتجاوزوا خلافاتهم ، ويتعايشوا مع تلك الخلافات بما فيها من تباينات ، وهذا ما حصل في عهد النبي صراحة ، وفي عهد الخلفاء الراشدين من بعده ، كانت تحصل الخلافات لكن لم تختلف القلوب .


حصيلة الأمر ، أننا لا نستطيع خلق عالم متوافق ، خصوصا في تلك الخلافات التي عادة ما تكون نابعة من أفكار وإيديولوجيات تراكمية ، تعاقبت عليها الأزمان والأجيال ، ولكننا نستطيع أن نخلق استراتيجيات توافقية ، تعالج وتتناول مسألة التعامل مع تلك الخلافات ، هذه الآلية هي التعايش وقبول الآخر وعدم إقصاءه واحتكار الحق ، إلا إن كان هناك خرق للمبادئ الإنسانية العامة ، كالحرية والعدل والمساواة وحقوق الإنسان ، فإن المعالجة حينها تختلف ، ولكن مع مراعاة أن تظل وفق المعالجة الجماعية الحكيمة والناضجة ، التي تجمع ولا تفرق ، تجبر ولا تكسر .
 

ومن فريضة القول الإشارة إلى أن المجتمعات المدنية والحديثة والمتطورة ، هي المجتمعات التي قبلت بمبدأ التعايش السلمي كأسلوب حياة ، فالمجتمعات الأوربية بتعدد عرقياتها ومذاهبها ومشاربها ، صارت أنموذجا من نماذج الحياة الهانئة السليمة ، وحين يغيب التعايش يحل بديلا عنه التناحر ، التناحر الفكري ، الذي عادة ما يكون مقدمة للتناحر التقليدي . أي أن المسألة تأخذ شكل المقدمات والنتائج ، فاحتكار الحق مقدمة لإقصاء الآخر ، وإقصاء الآخر مقدمة ، للصراع معه ، والصراع الفكري مقدمة للصراع التقليدي ، وهكذا تتم فصول الرواية .
ختاما ما يجب أن ندركه هو أن الخلاف أمر حاصل وبدهي ، وهو إن حصل ليس مبررا لإقصاء الآخر ، وما هو دائر اليوم من صراعات واختطافات وترويع وقتل ليس الا سيناريو مدعوم من قبل دول اقليمية ودولية , وما يجب علينا هو أنه يجب أن نكون ـ كأفراد ومجتمعات ـ بذلك القدر من النضج والمرونة التي تسهم في قبول الآخر واحتواءه ، وتكون خلافاتنا حقلا للتنافس وتقديم خدمات جليلة للبشرية ، لا حقلا للصراع والعراك و التناحر .ولتبقى اليمن شامخة بابنائها وعقولها لا الاستعانة بالاخر وخاصة في الجانب السلبي وماهو حاصل اليوم في اليمن مسلسل درامي تم دبلجته في الغرب وانتاجه في الشرق واليوم يحاولون تنفيذه في اليمن فلتحيا الجمهورية اليمنية وتردد نشيدها ذات الافاق والابعاد للتعايش والسلام حتى نصنع مستقبل جميل وبنكهة اجمل

عدد القراءات : 2481
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات