قبيل مغادرته صنعاء .. اللواء الترب يفوض مهامه لنائبه ويؤكد عدم مشاركته في الحكومة القادمة
كشفت مصادر مطلعة أن وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب فوض نائبه اللواء/ علي ناصر لخشع للقيام بمهام وزير الداخلية وتسيير الأعمال خلال الفترة القادمة وحتى تشكيل الحكومة المقبلة.
وأشارت الى أن اللواء الترب غادر صنعاء فجر يوم الجمعة الماضي متجهاً الى الولايات المتحدة الامريكية في رسالة واضحة عن عدم رضاه من أداء الدولة وأجهزتها في التعامل مع الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء ومحافظات الجمهورية والتي سيطرت من خلالها العناصر المسلحة لجماعة الحوثي على مفاصل الدولة ومؤسساتها الوطنية.
وكان اللواء عبده الترب قدم في وقت سابق استقالته الى رئيس الجمهورية بُعيد سقوط عمران رُفضت في حينه كما تم نُشر نصها عبر وسائل الاعلام.. والتي حذر فيها من تخلي الدولة عن مهامها وواجباتها وتساهلها غير المبرر مع المتمردين الحوثيين والجماعات المسلحة التابعة لها..
مبيناً ان تلك التصرفات تأتي في خانة التواطؤ والخيانة للوطن، في إشارة الى وزير الدفاع الذي أسهم بشكل واضح في إضعاف المؤسسة الأمنية والعسكرية وتدمير قدراتها المادية والمعنوية، والمتهم من قبل القيادات العسكرية والأمنية بالتآمر على كيان تلك المؤسسات وتسليم المعسكرات والالوية والآليات والعتاد العسكري للمتمردين الحوثيين والتعاون المفضوح معهم .
كما ذكرت المصادر إن اللواء الترب اعتذر عن شغل منصب وزير الداخلية في الحكومة المقبلة بسبب التباطؤ في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وعدم سحب المسلحين.
معرباً عن عدم رغبته العمل في ظل الوضع القائم الذي تسطير فيه جماعة الحوثي على مفاصل الدولة وتقوم بممارسة سلوكيات غير مسئولة تضعف هيبة الدولة وتقوض عمل مؤسستها وكادرها الوظيفي وتدفع بمكونات الشعب الى الاقتتال وإذكاء الصراعات المذهبية والطائفية والمناطقية والتي تشكل كارثة حقيقة على الوطن والمواطن.
داعياً الدولة الى القيام بواجباتها وبسط نفوذها على كافة أراضيها ومواطنيها دون تمييز بينهم أو ميل الى فئة دون فئة أو تصفية طرف على حساب طرف اخر .
وكان مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية نفى وجود أي تنسيق بين وزير الداخلية اللواء الترب وجماعة الحوثي بخصوص تمددها في المحافظات..
مشيراً الى أن التوجيه الصادر بالتعاون مع جماعة أنصار الله في حماية المؤسسات كان خاصاً بأمانة العاصمة وفي محيطها الزماني والمكاني وقد أصبح ملغياً بمجرد التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة. وأن ما حدث بعد ذلك يتناقض مع ما تعاهدت عليه الاطراف من إزالة عناصر التوتر السياسي والأمني ووقف جميع أعمال العنف وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها وهو الأمر الذي لم يحدث.
وأفاد المصدر أن اللواء الترب شدد على ضرورة تظافر جهود جميع القوى السياسية خاصة في ظل هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن التي تتطلب اليقظة والتكاتف لإنقاذ الوطن وتفادي لما لا يحمد عقباه مطالباً في ذات الوقت جماعة أنصار الله بسرعة تنفيذ الاتفاق حقناً لدماء اليمنيين والإسهام في تطبيع الأوضاع وقطع دابر الفتنة التي تُطل برأسها بين الفينة والاخرى..