احدث الاخبار

ضحايا الإيدز يتحدثون لشبكة "أخبار السعيدة "عن معاناتهم: نناشد الجهات المختصة بأن تهتم بنا وتسلط الضوء على معاناتنا وأطفالنا في المدارس يعانون من الوصمة والتمييز والمستشفيات لا تقبلنا

ضحايا الإيدز يتحدثون لشبكة
اخبار السعيدة - عدن (اليمن) لقاء / منى قائد         التاريخ : 26-01-2013

 

الإيدز مرض خطير يسببه فيروس نقص المناعة البشرية (H.I.V) حيث يعمل هذا الفيروس على تدمير جهاز المناعة في جسم الإنسان، فيصبح عرضة للإصابة بالالتهابات الانتهازية وبعض الأورام الخبيثة التي قد تودي بحياته.
 
شبكة "أخبار السعيدة" التقت بعدد من القائمين بالعمل الإنساني تجاه ضحايا المرض وكذا ببعض ضحايا المرض أنفسهم وخرجت بالحصيلة التالية :
 
العيش بحرية وشفافية
 
بداية لقاءاتنا كانت مع الأخت/ رصينة ياسين رئيسة الشبكة التفعيلية لمكافحة الإيدز ورئيسة جمعية الرعاية الشاملة والخدمات الاجتماعية التي قالت: نحن بحاجة أن نظهر بعمل متقدم في مجال نشر الوعي حول الأمراض المنقولة جنسياً، وكذا حول عدوى فيروس الإيدز (H.I.V) والعمل على إنشاء جمعية تهدف إلى مساعدة مجموعة معينة في المجتمع مثل جمعية (مجموعة الدعم والمساندة الإيجابية) للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) يعتبر عملاً فريداً من نوعه.
 
وأضافت: أن مدينة عدن تعتز بأنها تحتضن جمعية مختصة في هذا الشأن حيث سينطلق من خلالها كل المتعايشين المتواجدين في المنازل والذين يعيشون في وصمة وتمييز وعزلة عن الأسرة والمجتمع والتنمية والتعليم، وكذا الصحة وكل الخدمات والرعاية التي يجب أن يتحصل عليها المتعايشون.
 
وفي الأخير أفادت: أن الجمعية لا تستطيع أن تعمل لوحدها، ولكن بمساندتنا جميعاً وفي كل المجالات، وذلك لأن المتعايشين يجب أن يتحصلوا على العديد من الخدمات والرعاية، حيث لا يزال أطفالنا يعانون من الوصمة والتمييز في بعض المدارس وبعض الأماكن الصحية وكذا العامة، لهذا لابد أن نحتذى بالدول الأخرى التي تعيش بحرية وشفافية.
 
خطوة جبارة وفريدة
 
أما الأخت/ سميرة بانويرـ مسؤولة في مفوضية اللاجئين بعدن فقالت: الايدز(H.I.V) هو مرض لا يعرف حدوداً ولا ألواناً ولا جنسيات ولا حتى أعماراً وممكن أن يصيب أي شخصاً والعمل، على تأسيس جمعية لمجموعة الدعم والمساندة الايجابية للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز تعتبر خطوة جبارة وفريدة من اجل المناداة بحقوق المتعايشين.
 
وأضافت: أن هناك كثيراً من الجمعيات أو المنظمات الدولية تحاول أن تساند المتعايشين، ولكن التوجه الدولي الآن هو أن على المتعايشين أن يأخذوا بزمام الأمور، لأن لا أحد سيطالب بحقوقهم أكثر منهم، لهذا مطلوب منا جميعاً مساندة هذه الجمعية والعمل على تدريبهم ودعمهم حتى يكونوا ممثلين جيدين لكل المتعايشين.
 
جمعيهن سواسية
 
كما التقينا بالأخت/ ذكرى عثمان ممرضة في مستشفى الوحدة التعليمي بعدن فقالت: نقوم بتقديم المشورة وكذا الفحص الطوعي الـ (B.M.T.C.T) الذي يخص الأم الحامل والجنين ومن المعروف إن كل أم حامل لا يتم التمييز بينها وبين غيرها فجميعهن سواسية، بالنسبة لنا ونقدم جميع الفحوصات الخاصة لهن، وكذا المشورة والنصائح من خلال التعريف بكيفية انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) وكذا كيفية الوقاية منه.
 
وأضافت: طبعاً عندما نجري الفحوصات الطبية للأم الحامل، ونكتشف إصابة الأم الحامل بفيروسH.I.V)) نبدأ علاجها من الشهر الرابع للحمل، وتستمر فيه أثناء وبعد الولادة.
 
أما بالنسبة للطفل (الوليد) فيظل تحت مراقبتنا خلال الـ (18) شهراً الأولى من عمره، وذلك من خلال مراقبة الأجسام المضادة لغاية ما تختفي بعدها نستطيع أن نقول أن الطفل سليم، وغير حامل للفيروس، وهذا يتم عن طريق جهاز الـ (CD4) الذي يعمل على كشف مناعة الطفل .. بالإضافة إلى انه عندما تضع الأم الحامل مولودها نقدم لها بعض النصائح والإرشادات الخاصة بكيفية إرضاعه ومدة رضاعته الطبيعية من (3 ـ 6) أشهر وبعدها يتم إرضاعه بالطريقة الاصطناعية.
 
وأكدت: إن العلاج الوقائي في المركز متوافر ويقدم للمتعايشين بشكل مجاني.
 
بصيص أمل
 
وأثناء تواجدنا في الاجتماع التأسيسي للجمعية التقينا بإحدى ضحايا المرض وتدعى (س. ص) والتي روت لنا قصتها بمرارة وحزن شديد وقالت: أنا متعايشة مع المرض منذ (7) سنوات ولدي (5) أطفال تفاجأت بأني حاملة لفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز H.I.V)) الذي انتقل إلي عن طريق زوجي الذي أصيب به أثناء عمله ممرضاً في أحد مستشفيات الجمهورية، لكن للأسف الشديد عندما عرفت إدارة المستشفى بمرضه تم طرده منه وأهينت كرامته وتم التشهير به في إحدى وسائل الإعلام وأصبحنا عائلة منبوذة من قبل الأهل والأصدقاء والجيران حيث نفر منا الجميع، حتى إن أطفالي لا يحاولون الاقتراب منهم أو حتى تقبيلهم بالرغم من أنهم أصحاء وليسوا حاملين للفيروس.
 
وأضافت: لكن رغم الصعوبات التي واجهتنا من الجميع والمعاملة الصعبة حتى من المستشفيات التي لجأنا إليها للعلاج، إلا انه كان هناك بصيص أمل يشع من مركز مكافحة الايدز الذي قدم لنا العلاج والمشورة وتعاملوا معنا معاملة حسنة، لهذا نناشد الجهات المختصة بان تهتم بنا وتسلط الضوء على معاناتنا نحن وأطفالنا من الوصمة والتمييز خصوصاً في المدارس.
 
وواصلت حديثها بعد تنهيدة عميقة وقالت: فإذا علمت إدارة المدرسة أن هناك طفلاً مصاباً بفيروس الايدز (H.I.V) يتم إصدار قرار فوري بطرده وحرمانه من حقه في التعليم وتمييزه عن زملائه الآخرين، وذلك دون مراعاة لمشاعره وكونه ضحية هذا المرض الفتاك.
 
وقالت: طبعاً نحن بحاجة إلى أشياء كثيرة منها العمل، وكذا توفير العلاج والمعاملة الحسنة دون أي تمييز، بالإضافة إلى أننا بحاجة إلى الاهتمام والرعاية الصحية والعلمية.
 
إهمال الكادر الطبي
 
كما كان لنا لقاء مع ضحية ثانية وتدعى (ع.ن) التي تحدثت إلينا وفي صوتها حشرجة وقهر وقالت: أنا أم لـ (5) أطفال متعايشة مع الفيروس منذ عام (2007م) وقد انتقل إلي من خلال زوجي الذي انتقل إليه عن طريق أجراء عملية جراحية في أحد المستشفيات بالجمهورية بعدها خضعت للفحوصات الطبية التي كشفت إصابتي بالمرض، كما خضع أطفالي لنفس الفحوصات الطبية لكن والحمد لله طلعت كلها سليمة.
 
وأضافت: طبعا واجهتنا الكثير من الصعوبات والمشاكل، منها نفور الأهل، والأقارب والجيران، وكل شخص يعرفنا، كما تغيرت نظرة الناس والمجتمع وتبدلت فكرتهم عنا وأصبحوا لا يقتربون منا، بالإضافة إلى عدم تلقينا لأي اهتمام أو مساعدة من المستشفيات التي لجأنا إليها، ولم نجد عندهم سوى التمييز والوصمة وذلك من خلال وضع شعار ورمز الـ (H.I.V) على السرير الذي كان يرقد عليه زوجي، وذلك كي يتنبه له الممرض أو الدكتور المناوب الذي يزور القسم.
 
وتوقفت لبرهة ثم واصلت حديثها قائلة: كان كل المرضى المرقدين في نفس القسم يتساءلون لماذا لا يتم تقديم أي مساعدة طبية لنا علماً بأن زوجي أصيب بجلطة عندما عرف بأنه مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة الـ (H.I.V) الايدز، وتوفي على إثرها، وذلك نتيجة للإهمال والتمييز الذي لقيه في المستشفى نفسه الذي نقل فيه إليه هذا المرض الذي لا يرحم أحدا.
 
وكأني المذنبة
 
أما الضحية الثالثة وتدعى (م. م) فقد قالت: أنا ضحية هذا المرض ومتعايشة معه منذ (عامين) حيث انتقل إلي عن طريق زوجي الذي لا أعرف من أين أصيب به؟ وعندما سقط مني طفلي الأول ذهبت إلى أحد المستشفيات لإجراء عملية (تصفية) للرحم من بقايا الإجهاض، حيث تم إجراء عدد من الفحوصات الطبية اكتشفوا من خلالها أني مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز (H.I.V) وقاموا بكتابة الرمز (H.I.V) على الملف الخاص بي، بعدها تنافر مني الجميع ولم يتم تقبلي في المستشفى وأخرجت منها دون أن تقدم لي أي مساعدة طبية، علماً بأنه مضى علي (أسبوع ونصف) منذ أن سقط مني طفلي وإلى الآن لم اخضع لأي عملية تصفية لهذا نناشد الجهات المختصة بالتعامل معنا وتقديم العلاج مثل أي مريض طبيعي موجود في المستشفى ودون أي تمييز.
 
وأضافت: طبعاً بعد إصابتي تغير كل من حولي ولم يعد مثل السابق حيث قام أخي بطردي من المنزل وعدم الاعتراف بي وكأني أنا المذنبة في الأمر.
 
إقامة علاقة غير شرعية
 
وآخر لقاءاتنا كان مع المتعايش (م. ع. م) الذي روى لنا قصته التي كانت تختلف تماماً عن الآخرين حيث قال: أنا اعمل سائقاً لشاحنة في النقل البري ودائماً ما تكون الطرقات التي نجتازها مقطوعة وطويلة ووعرة وقد وسوس لي الشيطان وأقمت علاقة جنسية (علاقة المثليين) مع أحد الأصدقاء لفترة بعدها أصبت بإسهال حاد وقيء شديد من غير أن يتوقف رغم إني استخدمت كل العلاجات الطبية لإيقافه، ولكن دون جدوى.
 
وأضاف: من ثم حضر لي منسق برنامج مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة الايدز (H.I.V) في محافظة لحج واقترح علي عمل فحص الـ (H.I.V) للتأكد، وباقتناع تام مني قمت بعمل الفحص الذي كشف إصابتي بالمرض.
 
وواصل حديثه: طبعاً ندمت لفعلتي هذه، كما أصبت بالانهيار وانتابني الخوف على نفسي وزوجتي وطفلي، فذهبت إلى مركز مكافحة فيروس الايدز الذي فيه قدمت لي المساعدة والمشورة، وكذا التوعية والإرشادات عن هذا المرض بالإضافة إلى ما وصل إليه العلم في الآونة الأخيرة
 
3 وخاصة في مجال الطب من تطور وتقدم، وذلك لتجاوز الخوف الذي كان بداخلي، ومن ثم عاد إلي الأمل من جديد وبدأت أشارك في نشر الوعي بين الشباب من خلال عرض قصتي وما وصلت إليه من هذه العلاقات المحرمة شرعاً والمنبوذة في المجتمع في قريتي (الثعلب) في محافظة لحج.
 
وأضاف: أنا الآن مستمر في تلقي العلاج شهرياً الذي يصرف لي بشكل مجاني من المركز.
عدد القراءات : 4054
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات