احدث الاخبار

احذروا انفلونزا القرود!!

احذروا انفلونزا القرود!!
اخبار السعيدة - بقلم - إبراهيم زيدان         التاريخ : 30-10-2009

لم يكن مستبعدا حدوث الاختراق الامني في مجال صحة الانسان في ظل تجارب دول الاستهتار العالمي بأرواح البشر من خلال جعلهم فئران تجارب اولا ولتسويق الادوية والامصال للبلدان المنكوبة بوباء انفلونزا الخنازير ، فكيف بالعراق المخترق في كل المجالات بفضل الاحتلال الامريكي الصهيوني البريطاني وتدخل دول الدمار وغيرها ؟
 لقد كشفت الايام الماضية انتشار الوباء هذا في العراق عبر احدى مدارس قضاء الحي بمدينة واسط التي انتشر فيها بشكل سريع من خلال احدى الطالبات التي جاءت مع اهلها من بلد اجنبي ناقلة المرض الذي اثبت انتشاره السريع فيما بعد في بغداد عن اختراق امني صحي يهدد حياة الطلبة والطالبات ،، وقالت سندس فيصل عضو مجلس محافظة واسط  تم غلق جميع مدارس المحافظة وعددها 980 مدرسة لمدة خمسة ايام ، واوضحت ان "رياض الاطفال والابتدائية والثانوية تم غلقها مدة ستة ايام  فسارعت وزارة الصحة الى غلق المدارس التي ظهر فيها المرض وتعطيلها عن الدراسة مدة اسبوع ، وفي
 محافظة ذي قار ( الناصرية )  اعلن رئيس مجلس المحافظة قصي العبادي تعليق الدراسة في مدارس المحافظة الابتدائية والثانوية لمدة عشرة ايام ، واكد مدير دائرة البيئة في محافظة ذي قار ان اغلاق المدارس ( جاء خوفا على صحة الطلاب بعد اكتشاف دائرة البيئة عدم نظافة دورات المياه في المدارس ورداءة مياه الشرب فضلا عن كثافة عدد الطلاب في الصفوف ) ، فضلا عن تشكيل وزارة الصحة غرفة عمليات لمواجهة هذا الوباء الخطير. 
 وفي بغداد ابتدأ مسلسل غلق المدارس بست منها في جانب الكرخ حسبما اعلنته وزارة الصحة  يوم الاربعاء الحادي والعشرين من تشرين الاول  الجاري أثر اكتشاف حالات الاصابة بهذا المرض ، وقال مدير عام الصحة العامة الطبيب إحسان جعفر، إنه ( تم إغلاق ابتدائية أشبيلية وثانوية أم عمارة وابتدائية الشريف الرضى وثانوية سيف الدولة وابتدائية الرياحين وابتدائية رفح ) ، مشيرا إلى أن المدارس المذكورة أغلقت لمدة أسبوع، وتم إدخال الحالات الموجبة إلى مراكز العلاج المخصصة لهذا الغرض".
وقد انجزت انجزت وزارتا التربية والصحة خطة مشتركة لمواجهة احتمالات ظهور اصابات بمرض انفلونزا الخنازير في المدارس، وهي خطة تسير عبر مسارين احدهما وقائي والاخر علاجي ، ويؤكد المتحدث باسم وزارة التربية وليد حسين ان اولى خطوات الخطة الجديدة تمثلت في تشكيل لجان عمل جوالة لزيارة المدارس ومتابعة الوضع بشكل مباشر، مشيراً الى ان هذه الاستعدادات هي امتداد للاستحضارات الاقليمية لمواجهة المرض.
من جهة اخرى يؤكد مدير الصحة العامة في وزارة الصحة د.احسان جعفر اهمية هذه الخطة في مواجهة كل الاحتمالات والسيطرة عليها ، ويوضح جعفر المناخ السائد في المدارس العراقية يساعد على الانتشار السريع للمرض، لافتاً الى ان اللجان المشتركة ستعمل على اغلاق اية مدرسة تظهر فيها اصابة بمرض انفلونزا الخنازير او تتعزز احتمالات ظهور اصابات فيها ، هذا في وقت لم يحرك اعضاء البرلمان العراقي ساكنا تجاه الكارثة الصحية هذه لانشغالهم بالانتخابات البرلمانية المقبلة ونزاعهم وجدلهم المستمر بشأن التعديلات على قانون الانتخابات فضلا عن قانون الاحزاب
 الذي تسعى الاحزاب الممولة من الخارج الى عدم اقراره كونه يفضح تمويلها ، تاركين المواطن العراقي فريسة لشتى انواع الارهاب ومنها الارهاب الصحي هذا .
وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية الجمعة أن فيروس ( اتش1 أن1)  المسبب لمرض أنفلونزا الخنازير لا يزال يستشري فى النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وأودى حتى الآن بحياة 4735 شخصا فى 191 دولة من العالم.
ولاندري كم سيبلغ عدد المدارس والكليات التي ستعطل الدراسة فيها بسبب الكارثة الصحية هذه  .
ولو عدنا الى سبب تفشي هذا الوباء في بعض الدول دون غيرها فأننا نجد ان السبب الاول يعود الى تفشي وباء انفلونزا القرود الذي يحمله المسؤولون الفاسدون وموظفو الدولة المتملقون فيها لغرض حماية مصالحهم الشخصية ، وهذا يعني ان الفساد السياسي الذي تعاني منه هذه الدول كان في مقدمة الاسباب التي ادت الى اختراق الامن الصحي للانسان فيها ،ففيروس الفساد السياسي الذي تسبب في انتشار انفلونزا القرود هو الذي فتح الابواب على مصراعيها امام وباء انفلونزا الخنازير الذي لم تعرفه مجتمعاتنا قبل هذا الوقت الا بعد تفشي الفساد السياسي في مفاصل الدولة
 ومؤسساتها الحكومية .
ان المطلع على واقع الكثير من المدارس التي تعاني انعدام النظافة وعدم توفر دورات مياه صالحة للاستخدام البشري فضلا عن تدهور المؤسسات الصحية في العراق بعد التاسع من نيسان 2003 يعرف جيدا ان عوامل انتشار هذا المرض وسواه متوافرة بشكل جيد ، بينما حصل العراق في سنوات ماقبل التاسع من نيسان عام 2003 على جائزة من منظمة الصحة العالمية بفضل الواقع الصحي المتطور الذي كان يؤشر بوضوح وجود رعاية صحية ممتازة الى الحد الذي كان المواطن لايفكر في اللجوء الى المستشفيات الاهلية الا في حالات محدودة جدا ، بينما اليوم حدث العكس .
ويشير المؤمنون في مجتمعاتنا الى تفشي مرض اخطر من مرض انفلونزا الخنازير ذلك هو مااطلقوا عليه ( انفلونزا الذنوب ) وهو المرض الذي له علاقة وطيدة بمرض ( انفلونزا القرود ) انفلونزا ولكنها اخطر من انفلونزا الخنازيروهذا المرض اشد خطراً,واكثر فتكاً,لانه لايضر الجسد فقط,بل يضر الجسد والروح والعقل والقلب,ولانه لا يتعلق باالدنيا فقط بل يتعلق
بالدنيا والاخره !! ومصير المريض الهلاك وموت القلوب معنويا !!! وقد قال الشاعر :

 رأيت الذنوب تميت القلوب                      ويورث الذل ادمانها
وترك الذنوب حياة القلوب                     وخير لنفسك عصيانها

 ويستوطن هذا المرض القلب ثم ينتقل الى الجوارح !
 وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (  ألا وانه في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله..واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وتعود اسباب هذا المرض الى مجالسة او مصاحبة المصابين به ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( المرء على دين خليله ) فضلا عن اسباب اخرى يشير اليها المؤمنون تتمثل بنقص في جهاز المناعة الروحية للانسان والبعد عن طاعة الله وذكره  واتباع الهوى والنفس والشيطان  والانغماس في الدنيا وملذاتها وشهواتها
وسماع الاغاني, والاعراض عن سماع وتلاوة القرآن ، اما اعراض هذا المرض فهي ظلمة في الوجه, ووهن في البدن، وقسوة في القلب وضيق في الصدر والرزق, وشتات الامر, وهم لاينقطع, وانصراف عن التفكير في الآخرة, ووقوف على متاع الحياة الدنيا ، ويوصي المؤمنون المصابين بهذا المرض باتباع وسائل الوقاية والعلاج والمتمثلة بالتوبه والاقلاع عن كل ذنب
واخذ جرعات منتظمة في مواعيد محددة ( خمس مرات يوميا ) بإتقان وخشوع وتدبر (الصلوات الخمس ) واخذ جرعات منشطة من كتاب الله يوميا وصيام رمضان والاتعاظ بموت السابقين ،كما يوصي هؤلاء المؤمنون بعدد من التحصينات منها التزود بجرعة منتظمة يوميا( اذكار الصباح والمساء ) فضلا عن استخدام مصل واق يتمثل ب ( قراءة آية الكرسي والمعوذتين يوميا،وحبذا قراءة (قل هو الله احد) كثيرا ) والاستغفار والتوبه النصوح ، ويرى هؤلاء المؤمنون ان هذا المرض  يتسبب بهدم الافراد والاسرة والمجتمع فضلا عن القضاء على القيم والاخلاق  ، وهي ذات الاعراض والتأثيرات التي يتركها
 الفساد السياسي في كل مجتمعات الكرة الارضية .


•        صحفي وكاتب عراقي
•        عضو منظمة الدفاع الدولية

ملاحظة : المقال فيه تضمين       

عدد القراءات : 4253
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات