احدث الاخبار

وفاة إمرأة تبحث عن عمل ... قصة قصيرة

وفاة إمرأة تبحث عن عمل ... قصة قصيرة
اخبار السعيدة - كتب - القاص توفيق القرشي         التاريخ : 31-08-2012

مروان سعيد كان قد أتى الى مكتبه الساعةالعاشره صباحا ... وكعادته عندما يدخل الى مكتبه يجد امامه اشخاص مقدمين ملفاتهم من شهور ومنتظرين الوظائف الشاغرة التي وعدهم بها مروان .. وكيثرا ما يتخلص منهم بأعذاره المعتادة ..

كانت عبير البنت المسكينة التي ضربت بأقدامها كل شوارع العاصمة فلم تجد عملا يسد حاجتها وأسرتها البائسه فهناك الف عبير مثلها يبحثن عن عمل .. كانت هذه هي المره الأخيره تدخل فيها مكتب مروان الذي وعدها بعمل مناسب يليق بمقامها كونها بنت محترمه ومتعلمه وأنيقه ..

دخلت عليه المكتب وكانت بحاجه ملحة أن تتذلل أمامه

نظر اليها بهدوء وأبتسم امام عيناها المليئتان بالدموع .

وقال : في مكتبي الأخر الذي يبعد من هنا ثلاثه شوارع لقد توفت والدة السكرتيرة وقدمة استقالتها عن العمل .. وأنا بحاجة الى موظفة تكون ملتزمه بتأدية العمل بأكمل وجه..

قالت : وأنا .......

قاطعها الحديث وقال : أنا أعرف بأنك ستكونين سعيده بهذا العمل لانه عمل مريح وما عليك سوى ترتيب المكتب وتنظيفة ومن ثم استقبال ملفات التوظيف و لا تقلقي سوف أكون بجانبك .

قالت: طيب أ نا.........

قاطع كلامها وقال : أعرف بأنك تتسائلين عن المرتب .. هههههه ... لا يهمني كم سأعطيك بقدر مايهمني التزامك با لعمل ...ولكن من باب أن تكوني على علم ويقين بداية براتب خمسه وعشرين الف هذا من خلاف الإكراميات والحوافز

قالت: إن شا ....

قاطعها بكلامه أنا واثق بأنك ستكونين على إستعداد لهذا العمل ... ومن الأن ستبدأ ساعات العمل بأعتبار اليوم الأحد أول يوم تداومين فيه بالمكتب ومحسوب أجره .

قالت : بس الي ...

قاطعها الكلام لالالا .. لا تقلقلي .. اليوم سيكون العمل خفيف ليس سوى أن نقوم بجوله سريعه تتعرفي على المكتب وأشياء بسيطه بحاجة الى ترتيب ..كما أن هناك أوساخ قليلة تحت المكتب بحاجة الى تنظيف ولا أنسى بأن أذكرك بأن الدرج الخارجي المؤدي الى المكتب متسخ ولابد من تغسيلة ... وشوية غبار في طاقات المكتب وفوق رفوف الأدراج وتحت كراسي الإنتظار كذلك من الظروري تنظيفة ..وأوساخ عالقة في سقف المكتب والجدران وكذلك أرضية المكتب بحاجه الى تنظيف وتغسيل .. هذا عملك في المكتب سيكون بشكل يومي .. وبعد اغلاق المكتب في الثامنه مساء ... منزلي في الشارع الخلفي مباشرة قريب من جولة عشرين تقاطع شارع هايل ..

كانت منسطمه لكلامه بهدوء وشعرت بغصه في حلقها..أردفتها بسعلة كح كح كح .... عفوا سيدي كمل كلامك..

قال : وفي منزلي هناك أشياء ظرورية بحاجه الى ترتيبها وهي كما ترأين سهله وبسيطه ... المطبخ وأدوات المطبخ والصحون بحاجة الى تغسيل ولا تنسي دائما تستخدمي الماء الدافي لإزلة الدهون ...وهناك أواني زجاجيه وتنظيفها لابد أن يكون برفق وأي إتلاف أوكسر سيخصم من راتبك ... وكذلك ثيابي وثياب أولادي وأثاث المنزل كلها بحاجة الى تغسيل بشكل نظيف و بصفة يومية ... أما غرفة الضيوف وأرضية المنزل وغرفة نوم الأطفال فهذه بسيطه هناك مكنسة كهربائية عندما تنتهي من إستخدامها تفرغي الأوساخ العالقة فيها برفق .. ويتبقى أمامك تنظيف مرحاض الحمام وأرضيته .. وقبل إنتهاءك من العمل بنصف ساعة تكوني قد كويتي ثيابي وثياب الأولاد ورصفتيهم بشكل مرتب.. .

وفي تمام الساعة الثانية عشر ليلا سيكون السائق بإنتظارك أمام الباب ومن ثمة توصيلك الى منزلك ...

وعلى الساعة السابعة صباحا تكوني على موعد الدوام ... وأي تأخير أوتقصير في العمل سيكون ذلك مخصوم من الراتب.

شعرت بدوار شديد وهي تسمع كلامه بخجل دون أن تنبس بكلمة .... وتساقطت من عيونها قطرات قليله من الدمع بحرقه .. رفعت رأسها قليلا لتنظر الى الباب ..وأحست شيئ ما بداخلها يتقطع وخرجت وهي تسحب أرجلها الى الشارع وما إن أوشكت أن تقطع رصيف الشارع لتسقط ميتةتحت عجلات شاحنه كانت تلتهم الشارع .

عدد القراءات : 4130
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات