احدث الاخبار

مدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز ـ رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات الأستاذ عبد الكريم محمود صبري : الأمن تحول من عامل مساعد لمنع الغش إلى عبئ على المراكز الإختبارية وساهم بزيادة مساحة الغش

مدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز ـ رئيس اللجنة الفرعية للامتحانات الأستاذ عبد الكريم محمود صبري :  الأمن تحول من عامل مساعد لمنع الغش إلى عبئ على المراكز الإختبارية وساهم بزيادة مساحة الغش
اخبار السعيدة - تعز (اليمن) لقاء / سلطان مغلس ـأحمد صالح البخاري         التاريخ : 07-07-2012

ـ الخطر الأكبر على التعليم يأتي من انتشار ثقافة الغش في أوساط المجتمع  ـ "التربويون هم الداء وبنفس الوقت هم الدواء " ولن يستطيع احد ممارسة الغش إلا بتواطؤ من التربويين ـ اللجنة المكلفة بالتحقيق بقضية مدرستي أسماء ونعمة رسام عملت بكل حيادية ولم تتعرض لأي ضغوط 

اجتاحت المراكز الإختبارية بمحافظة تعز نوبة من عمليات الغش الجماعي بصورة موحشة لم تعهدها تعز ولم يكن لأحد من أبناء تعز يتوقع أن يصل حال التعليم إلى هذا المستوى وتتراجع ثقافة المجتمع الى مستوى يجعل من الغش حق مكتسب للطالب وعلى المراقب ورجل الأمن أن يساعده في الحصول على هذا الحق ما لم فإن استخدام العنف والاقتحام المسلح للمراكز هو من سيستعيد هذا الحق

  المسئول الأول عن التربية بمحافظة تعز الأستاذ / عبد الكريم محمود كشف من خلال هذه المقابلة عن جوانب كثيرة وهامة فالي الحصيلة :

تعز , كغيرها من محافظات الجمهورية تجري حاليا امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية , كيف هو الوضع فيها ؟

في  الحقيقة مثلها مثل غيرها من المحافظات لكن يبدو أن ما يحصل في تعز هو حالة تردي لم تشهدها تعز على الإطلاق وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالتجمهر والقضايا الأمنية التي تحولت في معظم المراكز الامتحانية من عامل مساعد لإنجاح الامتحان إلى عامل تغشيش في بعض المراكز , وقد حضرتم اليوم معنا استعراض التقارير الواردة من المراكز الامتحانية بالمحافظة ولاحظتم أن نسبة كبيرة منها تؤكد الاختلالات الأمنية , عندما يحصل اقتحام للمركز ألامتحاني والدخول للقاعة بمجاميع من المسلحين وحتى من رجال الأمن وربما من ينتحلوا شخصيات رجال الأمن لغرض تنفيذ التغشيش عندما يحصل هذا كله ما الذي بوسع رئيس المركز الأمر الذي حتم علينا في أللجة الفرعية اتخاذ قرارات بنقل عدد كبير من المراكز الامتحانية من الريف إلى المدينة أو من الريف إلى الريف أو من المدينة إلى الريف .

كم تبلغ عدد المراكز الامتحانية وعدد المتقدمين لامتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية؟

في الشهادة الأساسية 478 مركز امتحاني وعدد طلابها 25324 طالب وطالبة , وعلى مستوى المرحلة الثانوية العامة 172 مركز امتحاني بلغ إجمالي عدد الطلاب فيها 34732 طالب وطالبة وهذا الرقم اكبر رقم في محافظات الجمهورية وهو ما يتطلب من كل القيادات الاهتمام والرعاية بصورة أكثر.

ما هي الآلية التي اعتمدت عليها اللجنة الفرعية في اختيار رؤساء المراكز ؟

عندما تم اختيار رؤساء المراكز تم اختيارهم بعناية فائقة من قبل اللجنة الفرعية بحسب الكفاءة والنزاهة , وكان لكل عضو في اللجنة حق "الفيتو" على قبول أو عدم قبول أحد المرشحين لرئاسة المركز , وادعوا كل المشككيين أن يستعرضوا قائمة مدراء المراكز الامتحانية لن يجدوا فيها إلا خيارا مهنيا صرفا وفيها من كل الأطياف والأحزاب ولم يكن لنا إي اهتمام بمسألة الأحزاب عند اختيار رؤساء المراكز وما هذه التقارير التي تصلنا أمامكم من رؤساء المراكز والتي تتضمن حجم المخالفات التي ترتكب من قبل المخلين وضعفاء النفوس إلا دليل قاطع على أنهم شرفاء وذو أمانة وتفاني في عملهم واختيارهم كان وفقا لمعايير الكفاءة والنزاهة .

وللعلم في تعز فقط دون غيرها من المحافظات أقمنا عملية تدوير شاملة لكل رؤساء المراكز الامتحانية وتم نقلهم إلى مراكز آخري واعتبارا من الأحد الماضي 1/7/2012 نفذت عملية التدوير , منهم من انتقل من منطقة قريبة إلى منطقة بعيدة ومنهم من مركز معاناته قليل إلى مركز آخر معاناته أكبر,  وكل التربويين نفذوا علمية التدوير دون أي اعتراض من أحد وهذا دليل أنهم على استعداد لأي أوامر وتوجهات تستدعي تحسين الأداء والتغير للأفضل , وهي فرصة لأسجل لكل مدراء المراكز الامتحانية اسمي آيات الشكر بكل فائتهم وأحزابهم على جهودهم الوطنية المخلصة ..

كم المراكز التي تم نقلها ؟

بلغت عدد المراكز التي نفذت عملية النقل فيها إلى يوم امتحان مادة الفيزياء 36 مركز امتحاني , وفي يوم امتحان مادة الفيزياء وحدها أقرت اللجنة الفرعية نقل 12 مركز إلى مراكز أخرى بسبب حالات الغش والاقتحامات المختلفة لتلك المراكز .

وبعض من تلك المراكز تم نقلها إلى جامعة تعز بعد التنسيق مع قيادة الجامعة ولولا الظروف الخاصة بالجامعة لنقلنا أكثر عدد ممكن من المراكز إليها نضرا لحالة الضبط وما تتميز به من قاعات مغلقة وتبعد عن الضوضاء ونقدر للإخوة في جامعة تعز هذا التعاون .

ألا تتوفر لديكم وسائل آخرى ناجعة تساعد في عملية الضبط غير عملية النقل التي ثشكل عبئ على الطلاب في تحمل تكاليف التنقل ؟

للأسف الشديد هذه الوسيلة الوحيدة التي بيدنا فعندما نقرأ في تقارير رؤساء المراكز الامتحانية أنهم فقدوا السيطرة والتحكم على سير العملية الامتحانية لم نجد إمامنا إلى خيار واحد وهو الانتقال من هذه المنطقة التي كانت سبب في التجمع والاقتحامات إلى منطقة بعيدة لا تسمح بتواجد مثل هؤلاء .

ونحن للأسف نتخذ مثل هذه القرارات ونحن في حالة من الأسى والحزن ونعلم الظروف العامة للناس , لكننا بين خيارين  إما ان نترك المراكز ألامتحانيه تسير على هوى الناس والغش يسيطر عليها بالعلن جهارا وبقوة السلاح الأمر الذي سيحرم أبناءنا الطلاب المتفوقين من الحصول على الدرجات التي يستحقوها كونهم لن يتمكنوا من الاجابة على الاسئلة بمثل تلك الأجواء المقلقلة والسيئة , والخيار الثاني يتمثل في ما نقدم عليه من عملية نقل للمراكز الى مناطق مستقرة وآمنه.

كيف تتعاملون مع حالات التلبس والتقصير الحاصل من بعض رجال الأمن؟

 نرفع تقرير لوزارة التربية وصورة منه للمحافظ ونخاطب مباشرة إدارة الأمن بالمحافظة ومدراء المديريات ومدراء الأمن لطلب تعزيز الأمن ومحاسبة المتورطين في مثل تلك المخالفات .

من طرحكم , كأنكم توجهون أصابع الاتهام إلى الأمن بالتقصير في ضبط العملية الإمتحانية ؟

التقصير قائم وخاطبنا بمئات المذكرات الجهات المعنية لضبط الأمن في المراكز الأمتحانية .

وهل يتم التجاوب معكم؟

هنا المشكلة تكمن , لم نجد أثر ايجابي أو رد فعل يساعد على تقليص الفجوة القائمة , وربما سمعتم أن المركز ألامتحاني الذي يكلف فيه 3 فقط للحراسة أصبح فيه 12 وأكثر بالزى العسكري , التقارير تؤكد استخدام التهديد بقوة السلاح لممارسة الغش , بل إن عدد من القائمين على الامتحانات تعرضوا لاعتداءات مباشرة , نحن لا نحمل اللجان الأمنية فقط هذه المسئولية هناك عملية تجمهر واقتحامات من المواطنين نظرا لانتشار ثقافة الغش التي لم تكن تعز قد عهدتها على الإطلاق مثل هذا العام .

إلى ما يعود السبب في ذلك ؟

الأسباب كثيرة قد يكون منها موضوعية مرتبطة بضعف الأداء التعليمي طوال العام الدراسي إما بسبب عدم وجود المدرس المتخصص او نقص في المنهج أو ضعف في قدرات وإمكانيات بعض المعلمين , والاسواء من ذلك عدم تفعيل اللائحة المدرسية في اتخاذ الإجراءات ضد المخلين من التربويين , لدينا إستراتيجية في المكتب  خلاصتها تقول "التربويين هم الداء وبنفس الوقت هم الدواء " , لن  يستطيع إي شخص مهما كبر حجمه او صغر يمارس الغش إلا بتواطؤ ومساعدة من احد التربويين وهو الأمر الذي يستدعي اللجنة الفرعية للامتحانات اتخاذ إجراءات وعقوبات صارمة بحق من يثبت إخلاله وتقصيره في مهامه , حيث  استبعد خلال الأعوام الماضية أكثر من 36 مدير مدرسة واتخذت جزاءات خصم من الرواتب على البعض , وتلك الإجراءات عدلت مسار العلمية التربوية والتعليمية في الأعوام الماضية.

البعض يرجع لجوء بعض الملاحظين للتكسب الغير مشروع نظرا ًلقلة المستحقات المالية الزهيدة التي يستلمونها ؟

لا نستطيع إنكار مثل هذا , وهذه الحالات محدودة وهناك  ضعفاء نفوس من التربويين يقعون في مثل هذه المزالق , وعندما نجد  مثل هذه الحالات نحاسب بقوة ونتخذ قرارات صارمة في مجازات أمثال هؤلاء وأريد التنويه بأن كثير من أمثال هؤلاء كفوا عن هذه التصرفات بسبب الإجراءات الصارمة التي كانت تتخذها اللجنة بالمحافظة ولن يبقى إلا القليل من هؤلاء .

لا يخفى على أحد ما تعرض له قطاع التربية بمحافظة تعز (خصوصا) من تشوهات جراء الأحداث الأخيرة التي مر بها الوطن , هل ثمة خطط لديكم لرد الاعتبار لهذا الجانب الهام ؟

أؤكد ما طرحت ’  للأسف الشديد  نقول بأن تعز أكثر من غيرها تضررت وقطاع التربية خصوصا تضرر أكثر من غيره جراء الأحداث التي مر بها الوطن في مختلف الجوانب , وهناك آلية أعدت ليس فقط للامتحانات التي هي نتاج لعام دراسي كامل يعكس ننفسه على الامتحانات , لديننا خطط استراتيجيه وقد فتحنا ملف الإدارة المدارس ونعمل مع السلطة المحلية من خلال عملية التدوير الوظيفي إلى تحسين الكفاءة التربوية وهناك من سيتغير وهناك من سيعين في مراكز أخرى , نحن لأول مرة في تعز أعددنا استمارة تقييم تبدأ بالمعلم وتمر بمدير المدرسة ثم الموجه ثم الإدارة التعليمية بمشاركة جمع من التربويين المختصين وسيبدأ تنفيذ استمارات التقييم وآلياته وسيقيم فيها كل تربوي ومن خلالها سيتبين جوانب القوة والضعف لكل تربوي وسيتم التركز على معالجة السبلبيات وتعزيز الايجابيات , وسيتم من خلال الاستمارات رسم صورة واضحة لتقييم العلمية التعليمية بشكل عام , وما نتمناه هو أن يعم الأمن والاستقرار أنحاء الوطن والتربويين على استعداد تام للتغير عندما يجدوا أنفسهم قد تحرروا من تدخلات المتطفلين والمتنفذين والقيادات الفاسدة ونحن على ثقة بان هذا لن  يتحقق إلا بتوفر الأمن والاستقرار.

محافظ تعز بشر بأكثر من لقاء بتدوير وظيفي شامل بقطاع التربية والتعليم , ما لذي نفذ إلى الآن في هذا الجانب؟ 

بدأنا بتوزيع الاستمارات لكل موظف وعلى ضوء هذه الاستمارات التي ستكون المعيار الرئيسي العام ستتم عملية التدوير , أشير بأن التدوير بحد ذاته ما هو إلا وسيلة وفي  بعض الأحيان يصيح غاية عندما يضل الموظف أكثر من 15 عاما في وضيفته يسبب له الملل والإحباط والعجز عن العمل , ونتمنى أن تصدر اللائحة التنفيذية لقانون التدوير الوظيفي التي هي في مجلس الوزراء ولم تصدر إلى الآن ونحن في التربية تم استكمال تدوين بيانات الموظفين وتحديثها وهو ما سيساعدنا على اتخاذ قرارات صائبة .

مدرستي أسماء ونعمة رسام , لطالما اشغلتا الرأي العام في تعز خصوصا , وزير التربية والتعليم شكل لجنة لحل الإشكالية ورفعت تقريرها وحدث لبس واتهمت بأنها لم تكن محايدة , ما هي المعايير التي تم من خلالها تشكيل هذه اللجنة ؟ 

اللجنة التي شكلت كلها من المختصين وتكونت من  مديرا الشئون القانونية والرقابة بمكتب التربية بالمحافظة وممثل عن المديرية وممثل عن نقابة المهن التعليمية وممثل عن نقابة المعلمين من اجل البحث والتحقيق فيما نشب , واستمرت اللجنة في إجراءاتها وخرجت بنتائجها وهناك من يدعي أنها تأثرت بضغوط وما شابه ذلك وهذا لم يتم .

استبعاد مدير أو إعفاءه يتطلب إدانات قانونية , نحن لا ننزه مديريتي المدرستين أو نزعم أنهما خاليتان من السلبيات لكننا لم نجد ما يستدعي الاستبعاد بهذا الشكل , وما حصل سواء في المدرستين وغيرها من المدارس من عمليات تجمهر للطلبة أحيانا بتحريض من بعض هيئات التدريس وأحيانا من  خارج الحقل التربوي من شتم واهانات وضغوط وعبارات غير لائقة لا يليق بطالب أن يقولها لمعلم , بل لا يليق بطالب أن يقولها لزميل , تلك هي الظروف التي واكبت الحالتين والآن كما أسلفنا ذكره داخلين في عملية التدوير ومدرتي المدرستين داخلتين في التدوير

ما يلفت النضر أننا في تعز وجدنا أنفسنا أمام أكثر من 42 حالة لما يسمى بثورة المؤسسات , انتفاض طلاب على  مدرائهم ومدرسيهم لكنها للأسف لم تكن مسألة إجماع من جميع الطلاب ولكنها من قلة فأي استجابة لمثل هذا الكلام , , لا بد من  إجراء تحقيقات وإدانات ومثل هذه الأمور بعضها فرضت بالقوة وتم استبعاد بعض مدراء المدارس وتم تكليف من يديرها , وفي كل الأحوال أينما وجدنا مسئول مدان سيتم استبعاده ولسنا مصرين على  بقاء إي فاسد في أي مرفق, وأحب أن أنوه بالمناسبة أن هذا المكتب ( مكتب التربية بالمحافظة ) تعرض لأكثر من  76 عملية اقتحام ومسيرات ومظاهرات وفي كل الحالات كنا نمتص مثل هذه الأمور وحرصنا على الاستمرار في أداء الواجب ولا نستطيع  أن ننكر أن مثل تلك الأعمال قد إعاقتنا بعض الشئ في عملية الإصلاح والتطوير للجانب التربوي والتعليمي .

ما تود تطرحه في نهاية لقاءنا ؟

نؤكد بأن الامتحانات ليس إلا نتاج لعملية تعليمية تربوية على مدار العام وادعوا كل التربويين وقيادات التربية إلى استشعار المسئولية وتقديم أفضل أساليب الأداء لأبنائهم الطلاب وتزيدهم بالمعارف اللازمة كي يتمكنوا  أن يصبحوا  عناصر فاعلية في مجتمعاتهم , مركزين على القيم التي كادت أن تفقد للأسف الشديد , أأسف حقيقة عندما أسمع بعض الألفاظ البذيئة والسيئة التي يتلفظ بها بعض أبنائنا او بعض معلمينا أيضا وهذه لم نكن نسمعها على الإطلاق من قبل بشكل سافر وبهذه البجاحة .

وادعوا أولياء الأمور إلى التعاون معنا , فمصلحة أبناءهم ليس في الغش ولكن في التعليم والتزود بالمعارف والمهارات والخبرات وهذا يستدعي اهتمام أكبر على مدار العام في مختلف النواحي .

وأخيرا أؤكد بأن ليس هناك مستحيل , فالرجال الشرفاء متواجدون في هذا الوطن العظيم وما أكثرهم وهم من بيدهم صناعة الغد المنشود وبناء المستقبل الأفضل .

عدد القراءات : 5683
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات