احدث الاخبار

"الطليعة....صوت وطن"

اخبار السعيدة - بقلم - الدكتور عادل رضا         التاريخ : 02-06-2012

التنفيس عن الغضب المكبوت , هو أحد الركائز التي تعمل عليها أجهزة الإعلام الاستكبارية , لكن بشكل دقيق و مدروس , من حيث التنفيس غير الخالق لأي حركة , و الذي يخدم الأفكار المراد وضعها في اللاوعي الإنساني.يتم في هذا التنفيس خلط الحقائق بالأفكار المطلوب بثها في اللاوعي , و أيضا العمل علي إزالة الاحتقان النفسي الموجود لدي الشعوب , للعمل علي التقليل من أي فرصة للانفجار الشعبي الذي قد يتطور إلي حركة تغييريه.


أن الاستكبار الإعلامي يتحرك في مجال إزالة الاحتقانات من هنا و هناك , من اجل تهدئة الوضع , و هذا المبدأ الذي يعمل عليه الغرب هو باختصار::

قل ما تريد و سنفعل ما نشاء.


بعيدا عن إي حركة إعلامية صانعة للوعي و الإيمان , أو حركة في صناعة المستقبل التغييري, الخادم لأهداف الأمة, في السعادة الفردية, و الحضارة المجتمعية ,لذلك ترتفع أهمية المنابر الإعلامية الصانعة للوعي و البصيرة و الشارحة لما وراء اللعبة.

في الكويت تحتل مجلة الطليعة الناطقة بأسم حركة القوميون العرب الكويتيون هذا الموقع لفترة طويلة من الزمن.

فكانت صوت الناس و المعبر عما في صدورهم و ما يريدون قوله إلي السلطة و كانت المنطلق الذين ينطلق منه الإخوة العرب كذلك بصوت يسعي إلي أحداث النهضة العربية.


ترتبط مجلة الطليعة بالكويت بتاريخ حركة الضمير و تاريخ النزاهة السياسية , و نتحدث هنا عن مجموعة الخطيب و مجموعة القوميين العرب الكويتيين , و هذا الارتباط بهذا المنبر الإعلامي الذي نشر ما يخاف الناس قوله و ما يختلج في صدور الكويتيين المخلصين لوطنهم من أراء و أفكار و تحليل للوضع المحلي و العربي.

كانت مجلة الطليعة بقيادة المرحوم سامي المنيس منبر للرأي الأخر من الكويتيين , صوت للضمير و لخط النزاهة في البلد.

الطليعة كانت في معركة الديمقراطية, و كانت في معركة تأميم النفط, و في صراع قوي النهضة العربية ضد الاستعمار, و في أبراز صوت الثائرين علي الظلم في العالم.

بدأت الكتابة في الطليعة في أوائل التسعينات بعد أن اتفقت مع الصديق "جاسر الدبوس" علي كتابة مقالة أسبوعية فيها بعد أن سمعنا أحد الصحفيين و هو الأخ "خالد الصوري" من شكوتنا من عدم وجود منبر أعلامي نستطيع منه أبراز أفكارنا بالشأن المحلي و الدولي و خاصة أنه في تلك الفترة لم يكن هناك وجود لشبكة الانترنت و قلة الصحف ناهيك عن الرقابة الخفية لرؤساء التحرير علي أصحاب الطرح الوطني الحقيقي.

و بدأت الكتابة فيها منذ ذلك الحين , و للأمانة لم تمنع لي أي مقالة و حتي الأمور التي فيها نقد مباشر للحركة الوطنية و هذا الانفتاح علي الرأي الأخر كان الفضل فيه للذهنية المنفتحة التي كان يدير فيها المرحوم سامي المنيس للمجلة و بشكل يتقبل الرأي الأخر.


و لمن لا يعرف المرحوم سامي المنيس فبأختصار:

المرحوم سامي المنيس من قيادات القوميون العرب الكويتيين و نائب في البرلمان الكويتي لعدة مرات و مؤسس جريدة الطليعة الكويتية عاشت ذكراه مع الزمن لأنه عاش الصدق والأمانة والشرف والضمير الحي مع ذاته ومع الناس و هو القائد والرمز الكويتي الأصيل الحر..

لم يبني سامي المنيس لنفسه تجارة ولم ينطلق في السياسة من أجل عائلة أو وجاهة بل من اجل المبدأ الحقيقي علي العكس من الاستعراضين الحاليين..

وسامي المنيس من أوائل الذين نبهوا الناس إلي خطر سياسيين مصلحيون يضعون رجل هنا وهناك لتحصيل المناقصات والمصالح بخداع الناس بكلام المعارض المزيف.


و في ظل هذا الانفتاح الإعلامي و بروز شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار و الآراء أصبح علي الطليعة أن ترتقي إلي مستوي الحدث و أن تنطلق في عالم الانترنت الافتراضي بما يواكب العصر لكي لا تأخر عن ركب صناعة النهضة العربية المأمولة, و لعلها ألان قد بدأت بذلك و هذه نقطة تحسب علي القائمين عليها في الفترة الأخيرة.


الدكتور عادل رضا

dradelreda@yahoo.com

عدد القراءات : 4848
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات