احدث الاخبار

لقاء مع الشاعر والمترجم الفلسطيني منير مِزيد مؤلف أضخم أنطولوجيا للشعر العربي

لقاء مع الشاعر والمترجم الفلسطيني منير مِزيد مؤلف أضخم أنطولوجيا للشعر العربي
اخبار السعيدة - التقاه - صالح سويسي         التاريخ : 13-09-2009

منير مزيد شاعر وروائي ومترجم عربي مقيم في العاصمة الرومانية بوخارست، درس في لندن والولايات المتحدة الأمريكية كتب في مجال الشعر والرواية والقصة القصيرة أبحاثا أدبية باللغة الانقليزية والعربية وترجمت العديد من أعماله الإبداعية إلى لغات عالمية متعددة ونشرت في الصحف والمجلات في كل أنحاء العالم وشارك في العديد من المهرجانات الثقافية العالمية... ويعتبر منير مزيد واحدا من أهم الكتّاب الذين ساهموا ومازالوا في تقريب الصورة الحقيقية للمبدع العربي من الآخر من خلال الاشتغال على ترجمة الشعر العربي بالأساس إلى الإنقليزية والرومانية، ومن خلال تأسيسه لعديد المبادرات الثقافية والأدبية في العاصمة الرومانية. هو صاحب أضخم انطولوجيا للشعر العربي بثلاث لغات في جزئها الأول وجزئها الثاني الذي يعكف على إتمامه قريبا..

     منير حل ببلادنا منذ أسبوع تقريبا من أجل السياحة والتعرف عن كثب على تونس وأهلها سيّما أن له صداقات كثيرة فيها، وخلال زيارته كانت له عديد اللقاءات بمبدعين ومثقفين تونسيين كما كان لـ «الصحافة» لقاء معه تحدث فيه عن تجربته مع الكتابة وعن سعيه لتقديم الصورة الحقيقية للإبداع العربي من خلال الترجمة وعلاقته بتونس و مثقفيها وكذلك مشروعه المتمثّل في إنجاز انطولوجيا الشعر التونسي المعاصر بثلاث لغات...الحوار مع منير مزيد ذو شجون ولا يمكن بأيّ حال من الاحوال نفيه حقه في هذا اللقاء..


من أيّ الأبواب ندخل عوالمك، من باب الشعر أم الرواية أم الترجمة؟

     أكتب الشعر وأجرب كتابة الرواية وأمارس الترجمة بشكل يوميّ تقريبا، وفي الحقيقة أنا لا أختار شكلا معيّنا أو نوعا خاصا من الكتابة فكل ما في الأمر أن النص يبدأ بفكرة ثمّ تتخذ الشكل المناسب لها شعرا كانت أم سردا أم مقالة، أما فيما يتعلق بالترجمة فهي مصدر دخلي، لكنني أتحيّز للشعر في الترجمة لأنني أجد لذة خاصة في ذلك وكلّما قرأت قصيدة تستفزني أسارع بترجمتها، كما قدمت للمكتبة العربية والرومانية عشرات الكتب الشعرية والترجمات من اللغة الرومانية وإليها، أعددت سبع أنطولوجيات منها أضخم انطولوجيا للشعر العربي بثلاث لغات هي العربية والإنقليزية والرومانية وجاءت بعنوان بوابة الشعر العربي في جزئها الأول وسيصدر قريبا الجزء الثاني منها. كما أنجزت انطولوجيا الشاعرات العربيات، وغيرها..

ماذا قدمت للمكتبة الشعرية والنثرية ؟

   نشرت عددا غير قليل من الكتب شعرا ونثرا منها «الالواح المفقودة» و«الوجه الآخر للجحيم» صدرا بالغة الإنقليزية وكذلك «فصل من إنجيل الشعر» صدر في رومانيا بثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والرومانية، و«جداريات الشعر»وصدر في رومانيا بأربع لغات هي الإنجليزية والعربية والرومانية والاسبانية، كما صدر لي في رومانيا كتاب «صور في الذاكرة» بأربع لغات أيضا هي الإنجليزية والعربية والرومانية والفرنسية وكتاب «وجوديات» وصدر بالإنجليزية والرومانية ثمّ «كتاب الحب والشعر» /وصدر في رومانيا بالإنجليزية والرومانية و«حكايا مدينتين» صدر في رومانيا بثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والرومانية و«دمشق معلقة الحب» وصدر في سوريا بالعربية والإنجليزية.. كما أصدرت روايتين الأولى «الحب والكراهية» صدرت في رومانيا بالإنجليزية والرومانية و«عروس النيل» صدرت بالإنجليزية، ولي عدة كتب قيد الطبع.

لكن يبدو أنّ الترجمة أخذت أغلب جهدك ووقتك؟

     نعم بشكل ما، من حيث هي رغبة في تقديم الأدب العربي للآخر بجهود شخصية بعيدا عن المؤسسات الرسمية وتعقيداتها، وفي وفي المجموع قدمت سبع أنطولوجيات منها «بوابة الشعر العربي» الذي ضمّ 186 قصيدة لـ 132 شاعرا عربيّا معاصرا. و«عقد اللولو» الذي ضمّ بين دفتيه 150 شاعرة عربية و«أكاليل الغار» وهو انطولوجيا للشعر الروماني، كما ترجمت لشعراء رومانيين كبار مثل ماريوس كيلاروا وكورينا ماتي غيرمان و شيزار أفينسكو وغيرهم. أنا أمارس الترجمة عن حب ورغبة في تقديم الصورة الحقيقية للثقافة العربية التي تسعى أطراف كثيرة بعضها معلوم وبعضها الآخر خفيّ لتشويهها والإساءة إليها وتقديمها في أبشع صورة ممكنة، لذلك أرى أنه من واجبي كمبدع عربي أملك أدوات الترجمة ومتمكن من أكثر من لغة أن أبادر بالمساهمة في رفع اللبس الساكن في عقول كثير من الغربيين وخاصة المثقفين منهم حول صورة العربي من خلال ترجمة أعمال أدبية وشعرية بالأساس يفند الشائع وتؤسس لنظرة أخرى مغايرة تماما لما هو موجود. وفي هذا الإطار انطلقت فكرة للأنطولوجيات وخاصة «بوابة الشعر العربي» بثلاث لغات.

لهذه الانطولوجيا قصة طويلة؟

    بالفعل بدأت فكرة الانطولوجيا منذ سنوات، أي بعد عودتي من الولايات المتحدة مباشرة إثر أحداث 11 سبتمبر بغاية الاستقرار في عمّان، حيث فكرت في إقامة مهرجان عالميّ للشعر يدعو للتسامح والسلام بعد مشاورات مع عديد الشعراء العالميين وقدمت فكرة المهرجان لوزارة الثقافة الأردنية لكنها رفضت تنفيذها، كانت الفكرة ترتكز على كتابة قصيدة تجمع كل العالم، تأسيسا لحوار حضارات مبنيّ على التكافؤ والانسجام والتحابب، بعيدا عن العنف والحروب، كنت أود أن أقيم أولمبيادا للشعر يجمع كل الأطياف على أرض عربيّة واخترت له اسم مهرجان «أوديسا» وفي العنوان إحالة إلى «الإلياذة» و«الأوديسا» للشاعر الإغريقي «هوميروس»، إذ كان للحضارة والثقافة اليونانية دور كبير في إرساء حوار الثقافات بين الشرق والغرب. وبدأت أفكر كيف أغير هذه الصورة التي يحملها الغرب عنّا كعرب خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وتحدثت مع كتاب وصحفيين وشعراء من العالم كله حول طريقة تمكننا من أن ننقل للأمريكان أن لنا قضايانا وأننا لا نعاديهم لا هم ولا غيرهم من شعوب العالم وأننا شعب مسالم نؤمن بالسلام والتحاور مع الآخر، فجاءت فكرة أن نأتي بهؤلاء الشعراء والمثقفين إلينا ليطّلعوا على ثقافتنا وعلى صورة الإنسان العربي الحقيقية وليدركوا أيضا أننا شعوب متحضرة ومبدعة.. المهمّ أنني بعد رفض وزارة الثقافة الأردنية للمشروع، جاءتني دعوة من الشاعر الروماني شيزار أفينسكو وهو بالمناسبة الأب الروحي للشعر الروماني وترجمت له كثيرا من شعره للعربية، كانت دعوة للإقامة في رومانيا وتنفيذا لمشروع هناك، فرحبت بالفكرة وتمّ الاستقرار في العاصمة بوخارست، حيث أشار عليّ عديد الأصدقاء هناك أن أنطلق في ترجمة الأدب العربي إلى الرومانية قبل إقامة المهرجان قصد تقريبه من المثقف والمتلقي الروماني والأوروبي، وجاءت فكرة «بوابة الشعر العربي».

بعد صدور «بوابة الشعر العربي» هناك من عاب عليها تضمنّها لأسماء غير معروفة وأخرى شابة، كما غيّبت بعض الأسماء المعروفة، بماذا ترد؟

أوّلا أنا لا أترجم إلاّ القصيدة التي أحسّها، ثمّ هناك قصائد مهمّة جدا في مدونة الشعر العربي أبدأ في ترجمتها ثمّ أتركها، لسبب بسيط وهو خوفي من عدم تقديمها للآخر المهتمّ بقراءة مبدع عربيّ كما يجب وفي الصورة الحقيقية للقصيدة دون خيانة لغوية أو فنيّة، أحيانا لا يمكن للمترجم أن يترجم صورة شعرية ما كما هي، وبالتالي ستصل مشوهة أو مبتورة، وهنا تكمن المشكلة.. هناك مسألة أخرى حول ترجمتي لبعض الأسماء الشابة والتي يرى البعض أنها غير معروفة (غير معروفة ورقيّا ربما، لكنها منتشرة على مواقع الإنترنت ولها قراءها) هذه الأسماء الشابة في أغلبها تستحق أن أقدمها للآخر لما تحمله نصوصها من مستقبل واعد.. أمّا بالنسبة للشعراء الكبار فهذه حكاية أخرى، أنا نشرت خبر الأنطولوجيا في عديد المواقع الثقافية الإلكترونية ورجوت كل الشعراء العرب مدّي بنصوصهم قصد ترجمتها وبسيرهم الذاتية وكذلك بتفويض للنشر حتى تكون الأمور القانونيّة واضحة، لكنّ كثيرين منهم لم يتجاوبوا معي، وبالتالي فلن ألهث خلف أحد كي يمكنني من نصوصه لترجمتها وتضمينها للبوابة، ومع ذلك فالمجال ما يزال مفتوحا في الجزء الثاني لكل شعراء العربية المعاصرين.

ألم تندم على ترجمة بعض القصائد التي رأى كثيرون أنها ضعيفة فنيّا؟

   مطلقا، لأنني أرى أنه يمكن أن أكون قد شجعت تلك الأسماء على التقدم وتطوير نصوصهم، لذلك لم أندم أبدا.

والترجمات ليست للنشر في الأنطولوجيات فقط، أليس كذلك؟

   طبعا أنا أترجم أشعارا لشعراء عرب وأنشرها في مجلاّت رومانية متخصصة في الأدب، ولا يمكن أن أحصي عدد القصائد أو عدد الشعراء الذين ترجمت لهم ونشرت نصوصهم مترجمة في مجلاّت رومانية كثيرة، جعلت الشعر العربي في متناول كل قارئ وكلّ باحث روماني، وكثير من القصائد المترجمة كانت محلّ بحوث ودراسات نقدية من لدن باحثين ونقّاد رومان، وهذا في حد ذاته كسب للشعر العربي.

وانطولوجيا الشاعرات العربيات، أين وصلت؟

هي الآن بصدد الطبع، وحال عودتي لبوخارست سيكون الكتاب جاهزا ويحمل عنوان «عقد اللؤلؤ» ، ترجمت لـ 150 شاعرة عربية وضمّ الكتاب خمسة عشر شاعرة تونسية من بينهنّ راضية الشعايبي وجميلة الماجري وآمال موسى وسلوى بالرحومة وفاطمة الحمزاوي وآمال جبارة وفتحية الهاشمي وسلوى بلحاج مبروك وضحى بوترعة...

وفي هذا الإطار ألم تفكر في إنجاز كتاب خاص بشعراء تونس؟

    هذا مشروع سأعكف على إنجازه بداية من العام المقبل ، حيث سأنجز انطولوجيا للشعر التونسي المعاصر باللغتين الرومانية والإنقليزية، وهذه دعوة لكل شعراء تونس كي يرسلوا لي نصوصهم لترجمتها وكذلك سيرهم الذاتية والإبداعية وتفويضا بالنشر في رومانيا، وأعتقد أن الكتاب سيكون جاهزا في الأشهر الأولى من سنة 2010 بإذن الله.

المصدر : جريدة الصحافة التونسية
عدد القراءات : 4155
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات