احدث الاخبار

(( الوطن لمن يستحقه يا من أحضرتم السبع من ذيله ))

(( الوطن لمن يستحقه يا من أحضرتم السبع من ذيله ))
اخبار السعيدة - غزة - بقلم - تحسين ابو عاصي         التاريخ : 13-09-2009

 ((من يجهل معاني وفلسفة الرسالة العميقة للأدب الساخر ومقوماتها وأسلوبها فلا يلمنا ، بل يلم عقله وتفكيره))....... الطالبة المتفوقة سانغ يو من سنغافورة في الصف العاشر والتي تنحدر من أصول ماليزية ، كانت تقود حملة للنظافة في بلادها وهي تردد : الذي يحب سنغافورة يحافظ على نظافتها ، وفي حملتها هذه رفعت شعار ((الوطن لمن يستحقه لا لجنس أو لون أو ملّة)) وقالت : علينا أن نكون خليطاً بشرياً مسلمين ومسيحيين وبوذيين وهندوس نستحق سنغافورة ،لأن سنغافورة مثل القمر ، وكان رد والد الطالبة سانغ يو الأستاذ الجامعي : حياة بلا قمر كحياة بلا حساب ، بلا زمن ، وبلا رياضيات ، هل تكون سنغافورة كما هي الآن دون رياضيات ؟ .
ومن خلال هذا الفهم العميق في مدلولاته الوطنية والإنسانية والحضارية ، أرسل التحية كل التحية من قلب الوطن إلى القادة الفلسطينيين المناضلين الأبطال : كل من : أبي عرقوب وأبي عرميط وأبي كرنيش ، وأبي بريص وأبي أمرك سيدي ، وأبي سلخة وأبي فزاعة وأبو لصيمة ، وأبي لطيخة وأبي لمّة وأبي حنجل ، وأبي فهلوي وأبي لحمة وأبي خلفية ، وأبي ماكر وأبي مخادع وأبي كذاب ، وأبي لف ودوران والعونطجي والحاج معرّص ، وكل الضريطة ، وكل من أحضر السبع من ذيله ، وكل من رفع ذيل الكلبة بعودة ، وجميع القادة والمقُودين ، كلاً بلقبه وباسمه وبمرتبته وبحصانته ، وشو بدي أتذكر فيك يا سفرجل كل عضة بغصة ، وكنا ننتظر إمام عادل جاءنا عادل إمام . أيها النجوم اللامعة في سماء النصر والبدور النيرة في ظلمة الحرية وصدق فيكم المثل الفلسطيني : ( والله غنمها أبو الحصين وعَشَّرت ) ، افتقدناكم كثيرا فوجدناكم أكثر ظهورا في كل ليلة ظلماء (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) ودقّّي يا مزيكا قي ليلة حِنّا وتبريكا ، وصدق فيكم المثل الشعبي : وحيرتني يا أقرع من وين أبوسك .
أيها القادة الأشاوس : لكم من قلب الوطن النازف بالجراح أسمى معاني التقدير والاحترام والمحبة ، وأذكركم بأن الفلسطينيين كانوا في ثورة 1936 يهتفون قائلين : أبو جلدة والعرميط مزعوا كل البرانيط ، و الحطة والعقال بخمس قروش والعرص لابس طربوش . فلا تنسوا فلسطين فهي أمانة في أعناقكم جميعا ، حفظكم الله من كل وسواس قهري ، ومن كل الأمراض النفسية والعقلية والعصبية الأخرى ، ورعاكم من حسد الشياطين وأعين الحاسدين ، على ما أنجزتموه من نصر كبير لشعبكم ، وتأكدوا أننا نثق بكم كنا ولا زلنا ، كما كنا ولا زلنا نثق بشركاء السلام من قبل ، ومن سار بدربهم وعلى نهجهم إلى يوم القيامة ، وكما تعلمون فيوم القيامة يوم الحسرة والندامة ، لا وقاكم الله من ويلاته خَطيّة شعبنا المغلوب على أمره .
أيها القادة الفحول على النساء بامتياز ، شعبكم يشعل لكم في كل ليلة البخور الهندي ، ويعلق لكم التمائم التي سوف تحميكم من اجتياح اليهود اليومي للمسجد الأقصى واعتداءاتهم على الآمنين ، ومن حصار وقصف اليهود للغلابة في غزة ، وتحميكم من مرض عقم الرجال ؛ لأن شعبنا لا يرضى لكم العقم الجنسي ولا الفكري ؛ خشية عليكم من سواد وجوهكم التي طال بياضها .....
أيها الأسود المغاوير: إن شعبكم وحفاظا على الثوابت العونطجية ينصحكم بما يأتي :
• أن تكثروا من أكل الفَت بالرز واللحم ، وأن تزيدوا من الولائم التي تعرفونها بامتياز، ولا تنسوا شرب مرق العجول لأنها تزيدكم ذكاءً وحكمة ، أو تدخين السيجار الكوبي الفاخر ، فذلك من أهم الثوابت الفلسطينية التي عودتمونا عليها ،
• احذروا من مرض الحول أو النظر بعين واحدة ، فعلاجه الوحيد حبات الفياغرا ، وإياكم ثم إياكم من حبات الفياغرا المغشوشة .
• استعيذوا بالله من أن تصيبكم سهام دعاء الأرامل والأيتام ، إن كان يعنيكم تسولهم في الطرقات ، كما أصابتكم سهام وخوازيق إسرائيلية كثيرة ، على مائدة تِشِّن بِِلِِّم تَلَ لَلِّي . 
• أن تقصروا من تطلعاتكم وطموحاتكم ، فعدوكم لن يمنحكم نصرا إلا من خلال مجاراة العولمة والمدرسة الواقعية التي قادها وأسسها حبيبنا بورقيبة ، أو من خلال التخبط الفكري وضيق الأفق السياسي بغطاء أيديولوجي ، أو حمرنة سياسية ولطاخة فكرية ، أو  بتهورنا السياسي من جهة ، وبضعفنا أمام صديقتنا إسرائيل ، والقضاء التام على المقاومة بكل أشكالها من جهة أخرى ، فالمرحلة التي نعيشها جديدة ، وهي تحتاج إلى فكر جديد يغذيه الكاشو الثوري والبندق الوطني ، والموكيت الإيراني والأثاث الايطالي ، والحلل الأمريكية ، والرز واللبن ولحم الخراف المشوية ، ومن خلال الضحكات التي تظهرون بها ، حيث كروشكم المنتفخة وخلفياتكم المتمايلة ، كما يغذيه أرواح وبضائع واقتصاد أنفاق الموت على الحدود الفلسطينية المصرية ، فهنيئا لشعبنا بكم ، ويا مرحبا بالنشامة اللي غنّموها ، ويا ليت ما قالوا لأمَّك مبروك ما أجاكي .    
• حاربوا الشللية التنظيمية ودكاكين البضاعة بإنتاج وطني بامتياز ، فجهدكم لم يضع سدى على مسيرة واحد وستين عاما من عمر النكبة ، أو اثنتين وعشرين عاما من عمر الانتفاضة ، فقد صار ذلك سيّان ، فهذه أحذيتكم تطأ تراب الوطن المقدس ، فكلكم مانديلا فلسطين وغاندي فلسطين وجيفارا فلسطين ، وعِدّي يا أمي رجالك عِدي ، ومن الأقرع للِمصدِّي ، ويا قلب لا تحزن .
يا قادة الشعب الفلسطيني الأحرار الأشاوس الميامين الأبطال الشجعان الرجال المناضلين الشرفاء الأوفياء النشاما المخلصين ، وخمسين كيلو غرام من هذه الكلمات والمعاني والصفات ، وكل كيلو منها وراء كيلو وبينطح كيلو لعيونكم وخاطركم : عندما أجاب الفيلسوف البريطاني برنارد شو عن أسباب المجاعة في العالم ، هل هي بسبب قلة في  الموارد الاقتصادية ، أجاب قائلا : غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع ، وأشار إلى  لحيته الكثة والى رأسه الأصلع ....  .فهل وصلت لكم الآن الرسالة من بعد أن جاع شعبكم الفلسطيني في العراق وغزة ولبنان ؛ بسبب سوء توزيع أفكاركم بامتياز !!! ؟ .
ولقد تساءلت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في حينه ،عندما أنكرت وجود الشعب الفلسطيني فقالت : أين هم الفلسطينيون ؟ . فهل فهمتم الآن المعنى معشر القادة الأبطال ، أم نقرأ الفاتحة على أرواح الأموات !!! ؟.
فعاشت فلسطين عربية حرة وعلى رأسها جميع قيادتنا الراشدة الحكيمة ، وإنها لثورة حتى النصر، وحتى التغيير والإصلاح ، وحتى تحرير الأرض والإنسان ، وحتى تحرير فلسطين كل فلسطين ، وربنا يعين شعبنا عليكم . وعظّم الله أجركم – والبقية في أعماركم – والفاتحة على أرواح موتاكم. ((ومن يجهل معاني وفلسفة الرسالة العميقة للأدب الساخر ومقوماتها وأسلوبها فلا يلمنا ، بل يلم عقله وتفكيره))


www.tahsseen.jeeran.com 

 مدونتي  : واحة الكتاب والمبدعين المغمورين

عدد القراءات : 3665
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات