احدث الاخبار

عمرو موسى لـ الجريدة: على ايران ان تحدد ماذا تريد من العرب و تدخلاتها خطيرة

عمرو موسى لـ الجريدة: على ايران ان تحدد ماذا تريد من العرب و تدخلاتها خطيرة
اخبار السعيدة - حوار -عبدالمحسن جمعة وبدر المشعان         التاريخ : 01-09-2009

رغم الإحباطات التي أبداها أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى لمجمل الأوضاع في المنطقة العربية، فإنه أظهر بعض التفاؤل الذي يمكنه حل المشكلات التي يعانيها الجسد العربي وأوضح موسى أن عملية إصلاح الجامعة العربية بدأت تشمل نواحي عديدة، منها تأسيس قوة سلام عربية، مشيرا إلى أن 70 في المئة من الدول التزمت بحصصها المادية في الميزانية، في حين أن آخرين لم يدفعوا بعد وبيتدلعوا.

• ما الهدف من تأسيس مجلس عربي للشؤون الإقليمية والدولية، وهل تعتقد أنه قادر على التأثير على أصحاب القرار في ظل عدم نجاح منظمات قائمة؟

- إن المطلوب من المجلس هو متابعة القضايا العربية، وأن يقوم ويساعد على دراستها ويكلف مراكز بحث ودراسة، ويتابع قضايا بعينها لأنه منظمة غير حكومية وداعم للقرار العربي الجماعي في معالجة القضايا، ويساعد على تغيير الرأي العام بشأنها، وربما يقوم بمساع حميدة من أجلها، بالإضافة الى جاهزيته للتشاور مع أعضائه بشأن تلك القضايا.

وتقف عملية التأثير على أداء المجلس الذي يخدم الطرف المقابل سواء الرأي العام أو الحكومات أو المنظمات الإقليمية صاحبة القرار، ويعد المجلس إضافة جيدة إلى العمل العربي المشترك.

• القمة العربية الاقتصادية التي عقدت في الكويت مطلع العام الجاري، توصلت الى قرارات عديدة أين وصل تنفيذ هذه القرارات؟

- بعض هذه القرارات بدأ تنفيذه ومجلس وزراء النقل العرب درسوا القرارات الخاصة بهم من خلال مراكز البحث والمكاتب الاستشارية للانتهاء من الجدوى الخاصة بربط السكك، بالإضافة الى متابعة الربط الكهربائي، أما في ما يتعلق ببعض القرارات فإنني ألاحظ أن هناك تباطؤا في ما يتعلق باقتراح إنشاء صندوق خاص لدعم الصناعات الصغيرة، وهو اقتراح غاية في الفائدة لأن فائدته ستعم على الكل، خصوصا أن الأموال موجودة من خلال الصندوق بمليارين دولار تعهد سمو الامير بـ 25 في المئة منه، لكنه لم يتقدم أحد آخر من الدول التي تستطيع أن تعطي، وما نريده من أجل البدء في هذا المشروع هو 5 في المئة فقط، لكننا لم نحصل عليها بعد، وهذا شيء خطير جدا ويؤثر في مدى فعالية القرارات، ونحن بالجامعة العربية عملنا كل ما نستطيع من أجل الوصول إلى القمة الاقتصادية ومن ثم إصدار قرارات.

• أين دور الجامعة العربية في التصعيد الذي شهدته العلاقات الكويتية العراقية، على خلفية اختلاف وجهات النظر بشأن الفصل السابع؟

- عند ظهور هذا الموضوع على السطح كانت أولى الاتصالات من الجامعة العربية، وكان الاقتراح أن تكون المقاربة بعيدة عن الإعلام، وأبلغت أنه تجري اتصالات ثنائية بين البلدين، لتشكيل لجنة ثنائية لمعالجة هذا الموضوع، ومع ذلك فقد استمرت الجامعة العربية في المراقبة واحترام رغبة الطرفين وإعطاء الفرصة للمساعي الجارية، ولم أعلم ذلك في وقته، لكن هذا الذي حصل.

• دعوتم دمشق وبغداد إلى عدم الاستمرار في تأزيم العلاقات، فما الدور الذي لعبتموه لرأب الصدع؟

- هناك اجتماع لمجلس الوزراء العرب بعد أسبوع، وسيكون ملف دمشق وبغداد مطروقا إن لم يكن مطروحاً، إذ سنبحث خلال الاجتماع كيفية تصفية العلاقات بين البلدين الشقيقين، مع العلم أن الاتصالات والمساعي جارية للملمة الموضوع والحيلولة دون اتساع الأزمة.

• ماذا عن القضية الفلسطينية والمساعي المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط؟

- لم نصل الى محطة محددة بعد، ولاتزال السياسة الإسرائيلية تتلاعب بالموقف وتحاول إخراج نفسها من الضغوط الأميركية والأوروبية والعربية، ويجب أن نبدأ من خلال وقف الاستيطان، لأن الوضع في الأراضي المحتلة وضع تغيير جغرافي، وإذا لم يكن هناك وقف حقيقي للاستيطان فلا داعي للتفاوض، لأنه يعطي غطاء شرعيا وهدية تعطى لإسرائيل لتلعب كما تشاء، لأننا نتكلم فقط وهذا ما وقعنا فيه منذ عشرين عاما، وأعتقد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس متخذ لهذا القرار، وإذا حصل تفاوض والاستيطان مستمر فستكون نهاية غير محترمة للقضية وللموقف العربي، وهنا أود تعريف معنى وقف الاستيطان، وهو وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية، والقدس الشرقية، ومجمل الأراضي الفلسطينية، كما يجب أن يصاحب ذلك إزالة المستوطنات السابقة، إذ إن هناك مستوطنات تعتبرها إسرائيل نفسها أنها مخترقة للقوانين، كما يجب أن يتم ذلك تحت رقابة دولية، ولا يجب أن نأخذ ذلك بكلام ووعود، ومن يصدق ذلك يكون ساذجاً، فلابد من توثيق ذلك وكتابته.

• ما الدور الذي تقوم به الجامعة العربية في النزاع الفلسطيني الفلسطيني، خصوصا في ما يتعلق بتدخل قوى خارجية؟

- هذا السؤال يوجه الى الفلسطينيين أنفسهم، فهم الذين وضعوا أنفسهم في مثل هذا الموقف، الذي جعل القريب والبعيد، والمعني وغير المعني يتدخل في شؤونهم، مع علمهم أن هذا الأمر سيقضي على قضيتهم الرئيسية.

ولم يكن لهذا التدخل الخارجي أن يتم إلا بوجود هذا الانقسام الخطير، الذي يعززه أيضاً الانقسام العربي، ولابد هنا أن نلوم الموقفين العربي والفلسطيني، ولابد من حوار سريع مع إيران، ووضع الأمور كلها على مائدة المفاوضات، ونتباحث بشأن: ماذا تريد إيران، وماذا نريد نحن، وأين هي خطوط التماس، وأين هي الحدود، وأين هي مجالات التعاون والتفاهم؟ فلا يمكن أن تسير الأمور هكذا بدون حوار جاد، لأن هناك أمورا لا بد من حسمها، ولن يستطيع أحد حسمها ما لم نتدخل نحن وننهي خلافاتنا.

• هناك حديث عن تدخلات إقليمية في الشأن الفلسطيني والعراقي واللبناني، وحاليا هناك تداول معلومات عن تدخل إقليمي وتحديدا من إيران في الأزمة اليمنية؟

- هذه التدخلات يجب ألا تتم ولا تحدث وهذا وضع خطير جدا، ونحن فعلنا الكثير، وطالبنا الدول العربية وإيران بفتح باب الحوار، مع العلم أن هناك مقاومة من قبل بعض الدول العربية، لعدم فتح هذا الباب، لكنه من مصلحتنا أن نبدأ في حوار عربي جماعي مع إيران، للتباحث حول القضايا الخلافية وتبادل وجهات النظر بشأنها، والدفع نحو حلها أو على الأقل توافق يرضي جميع الأطراف، وبما لا يضر بمصالح أي منهما.

ونسألهم ماذا تريد إيران... وما هي أو أين هي خطوط التماس والحدود ومجالات التعاون، وبدون حوار جاد لا يمكن أن تستمر الأمور هكذا مع طهران.

• ألا ترى أن هناك نوعا من الانصراف السياسي والإعلامي عما يدور في إقليم دارفور السوداني؟

- أعتقد أنه من الأفضل أن يكون هناك انصراف إعلامي عما يدور في إقليم دارفور، لاسيما أن الإعلام المغرض كان سببا في تخريب دارفور، حيث إنه وصف الوضع هناك بأوصاف لم تكن حقيقية، وحتى نكون أمناء كان بعض الوصف صحيحا، لكنه في الغالب لم يكن كذلك، إذ لم تكن هناك عملية تطهير عرقي، ونحن موجودون بشكل يومي هناك، والمبالغة في تناول ملف دارفور أدت إلى المعالجة غير الناجعة، لأنك تعالج مرضا ليس هو المرض الذي تم تشخيصه، وبشكل عام فإن الوضع في دارفور وضع مؤسف، ونحن لا نتكلم هنا بأنها كانت جنة ووصفت بأنها نار، فبالطبع هناك فقر ومجاعة، لكن الإعلام سعى الى التضخيم ثم التدويل، ثم الصراخ والنواح، طوال الوقت، وعلى كل حال بدأ موضوع دارفور يدخل في مرحلة مرنة، وأرى الآن ضوءا في نهاية النفق، لاسيما في ظل وجود اتصالات وتوافق على جميع المستويات، لاحتواء الأزمة، كما أن الوضع بدأ يتجه نحو الأفضل.

• ما تقييمك لما يجري في العراق، وهل يمكن الخروج من المأزق الذي يعيشه الوضع السياسي والأمني؟

- يعاني العراق ظروفا سيئة جداً، ونحن نتفق على أن العراق دولة عربية كبيرة، ومهمة في المنطقة، ولذلك من مصلحتنا تهدئة الوضع، حتى يقف العراق على قدميه، علما بأنني كنت أول مسؤول عربي يزور العراق بعد الحرب، وكان ذلك في عام 2005، كما كان أول مؤتمر لجمع كل القادة العرب وكل الأطياف برعاية الجامعة العربية، كما أن المطالبة الرئيسية بالمصالحة صدرت من الجامعة العربية، حيث كان الزخم وقتها على الاحتلال، وكان رأيي أن الاحتلال وعلى خطورته، زائل، إلا أن الإسفين الذي دق في المجتمع العراقي، خصوصا بين طائفتي السنة والشيعة، والأكراد والعرب، سوف يظل عشرات بل مئات السنين، فهذا شر مستطير، ولن تقوم للعراق قائمة، ولن يقف على قدميه، إلا بالمصالحة بين عناصر الشعب العراقي، ومهما كان الأمر لن تستطيع مجموعة أن تسيطر آمنة أو باستمرار، ولذلك فإن المفتاح لسلامة العراق هو المصالحة الحقيقية الأمينة.

• بدأ دور الجامعة يضمحل في لبنان... هل يعني ذلك أنكم يئستم من الوضع هناك؟

- الأمر في لبنان جعلني أضع العديد من علامات التعجب التي لا تنتهي، ويبدو أن لبنان يعيش مرحلة رخاء اقتصادي، وفقر سياسي، فاللبنانيون ينعمون بعيشة كريمة، والدنيا والصيف تمام 24 قيراط، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار العقارات، أما بخصوص الحكومة فما زالوا يشكلون حكومتهم، ويبدو أن حكومة تصريف الأعمال تصرف أمورها جيداً.

• أعلنتم جاهزيتكم للتدخل في اليمن... فماذا أعددتم في هذا الصدد؟

- لقد تحدثت مع المسؤولين اليمنيين، الذين أكدوا أنه لا حاجة إلى تدخل الجامعة العربية في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن الجميع قلق على ما يجري هناك، وسيتم بحث هذا الموضوع مع وزير خارجية اليمن خلال اللقاء الوزاري العربي المقرر عقده الأسبوع المقبل، لمعرفة آخر التطورات الميدانية والسياسية في هذه القضية.

• ما السبيل للحد من بؤر التوتر الذي يشهده العالم العربي؟ وماذا عن الأصابع الخارجية التي تغذي هذه التوترات؟

- لا بد من أن يكون هناك تضامن عربي بقدر المعنى، ولا بد أن نعي جميعا اننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، واننا محتاجون الى حركة أسرع لحل المشكلات، مش معقول نصحى كل يوم الصبح وفيه مشكلة جديدة في بلد عربي مختلف، فنحن خائفون من اتساع الشرخ العربي الذي لا نستطيع به أو من الصعب أن نحيط به في مشكلات العالم العربي.

وهذه المشكلات أسبابها داخلية وخارجية، ونحن لا نضعها على شماعة الأسباب والأصابع الخارجية فقط، إنما أيضا المجتمعات العربية تعاني توترا وخللا كبيرا.

• الإدارة الأميركية السابقة ركزت على قضية الديمقراطية في الوطن العربي، هل تعتقد ان هذا الزخم ذهب مع رحيلها؟

- المطالبة بالديمقراطية هو نداء سليم لأنه هو الطريق الذي يجب ان نسير فيه، ولكن الإدارة الأميركية السابقة إدارة جورج بوش استخدمت الديمقراطية لمصالح خاصة، وغيرت موقفها في ظرف 24 ساعة أحيانا و48 ساعة أحيانا أخرى وأسبوع على الأكثر في أحيان ثالثة، فلم تكن مقاربتها موضوعية، وكل ما كان يتم هو استخدام شعار الديمقراطية للوصول الى أهداف أخرى، ولم تكن مخلصة وصحيحة للدفع باتجاه الديمقراطية الحقيقية.

• أين وصلت جهود المصالحة العربية العربية، وماذا عن إصلاح الجامعة العربية؟

- بالنسبة إلى جهود المصالحة، هناك محاولات جادة وجارية، لكنها لم تصل الى محطة النهاية، ومن الضروري أن ننهي تلك الخلافات، كي نستطيع العمل بشكل موحد ومشترك، بما يخدم المصالح العربية العليا وتحقيق ما تصبو إليه الشعوب العربية من تنمية في جميع المجالات.

أما عن جهود إصلاح الجامعة العربية، فهناك البرلمان العربي وإن كان انتقاليا، إلا أنه لن ينطلق حتى يتم انتخاب أعضائه من الشعب، لكنه بطبيعة الحال كيان رسمي بمقتضى القوانين والاتفاقات العربية، التي تم التصديق عليها، كما أن هناك مجلس أمن وسلم ومشاورات من أجل إقامة قوات حفظ سلام عربية، كما أن قرارات الجامعة العربية أصبحت علنية إلا ما يتقرر أن يكون سريا، كذلك هناك توسع في استخدام الخبراء واللجوء إلى المكاتب الاستشارية لبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لكن يجب أن نعترف بأن هناك مقاومة قوية ضد التغيير داخل الصفوف العربية لأسباب مختلفة، لكننا في الجامعة ندفع بقوة باتجاه التغيير.

• الجامعة العربية تعاني عدم التزام الأعضاء بسداد ما عليهم من مستحقات مالية، الأمر الذي يؤثر سلبا في ميزانية الجامعة؟

- لم يعد الأمر على ما كان عليه، فمنذ قمة الجزائر قلت علنا: إما الدفع وإلا نوقف، وحتى الآن سدّد نحو 70 في المئة من الدول التزاماتها، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك دولا لا تستطيع أن تدفع، وفي المقابل هناك دول أخرى غنية لم تدفع لأنها  تتدلع.

المصدر : الجريدة
عدد القراءات : 2826
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات