احدث الاخبار

أبناؤنا نهبت أعضاؤهم

أبناؤنا نهبت أعضاؤهم
اخبار السعيدة - السويد - تقرير - دونالد بوستروم         التاريخ : 24-08-2009

تاجر الأعضاء البشرية الحاخام روزنباوم معتقلا..يقول ليفي اسحق روزنباوم من بروكلين إنه من الممكن تسمية مهنته بـ"صانعالملاءمة"، وذلك في تسجيل سري مع أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدراليالذي كان يعتقد أنه أحد الزبائن.وبعد عشرة أيام من تسجيل هذه المكالمة، في نهاية تموز/ يوليو الماضي،اعتقل روزنباوم في قضية الفساد الكبرى المتشابكة بمدينة نيوجرسيالأمريكيةأعرب الحاخامات عن ثقتهم بالمسؤولين المنتخبين، وكانوا يعملون لسنوات فيتبييض الأموال غير المشروعة، ضمن شبكات مثل شبكة سوبرانو.

وكان روزنباومله صلة بعملية بيع الكلى من إسرائيل إلى السوق السوداء، حيث كان يشتريالجثث من المحتاجين في إسرائيل بسعر عشرة آلاف دولار، ويبيعها للمرضىاليائسين في الولايات المتحدة الأمريكية بسعر 160 ألف دولار.هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن الاتجار بالأعضاء بصورة موثقة فيالولايات المتحدة الأمريكية.وردا على سؤال حول عدد الجثث التي باعها روزنباوم، يجيب مفاخرا بأنالحديث عن عدد كبير جدا..

 وأن شركته عملت في هذا المجال منذ مدة طويلة.وقال فرانسيس ديلمونيسي، أستاذ جراحة زرع الأعضاء وعضو مجلس إدارة الكليةالوطنية لمجلس إدارة المؤسسة، إن الاتجار بالأعضاء في إسرائيل مماثل لمايجري في أماكن أخرى من العالم، حيث أن 10% من 63000 عملية زرع الكلى تجرىفي العالم بصورة غير قانونية.البلدان "الساخنة" لهذا المشروع هي باكستان والفلبين والصين، حيث يعتقدأن الأعضاء تؤخذ ممن ينفذ فيهم حكم الإعدام، لكن هناك شكوكا قوية أيضابين الفلسطينيين أنه يتم استخدام شبانهم مثلما هو الحال في الصينوباكستان، وهو أمر خطير جدا.

ويعتقد أن هناك ما يكفي من الأدلة للتوجهإلى محكمة العدل الدولية، ويجب فتح تحقيق فيما إذا كان هناك جرائم حربإسرائيلية.إسرائيل تستخدم الطقوس اللا أخلاقية لأسلوب التعامل مع الأعضاء والزرع.وهناك عدة دول، بينها فرنسا، قطعت التعاون الطبي مع إسرائيل منذالتسعينيات.

نصف الكلى الجديدة المزروعة منذ عام 2000، تم شراؤها بصورة غير قانونيةمن تركيا وشرق أوروبا وأمريكا اللاتينية، والسلطات الصحية الإسرائيلية لاتفعل شيئا لإيقافها. في عام 2003 كشف في مؤتمر أن إسرائيل هي البلدالغربي الوحيد الذي لا تدين فيه مهنة الطب سرقة الأعضاء البشرية أو اتخاذإجراءات قانونية ضد الأطباء المشاركين في العملية الجنائية، وإنما العكس،ويشارك كبار الأطباء في المستشفيات الكبرى في معظم عمليات الزرع غيرالقانونية، وفقا لصحيفة "dagen nyheter"الصادرة في الخامس من كانونالأول/ من ديسمبر 2003.وفي محاولة لحل مشكلة النقص في الأعضاء، قام وزير الصحة في حينه، إيهودأولمرت، في صيف 1992، بحملة كبيرة للحصول على تشجيع الإسرائيليين علىالتبرع بالأعضاء.

 وتم توزيع نصف مليون كراسة على الصحف المحلية، تضمنتدعوة المواطنين إلى التبرع بأعضائهم بعد وفاتهم. وكان أولمرت أول من وقععلى بطاقة التبرع.

وبالفعل بعد أسبوعين كتبت صحيفة "جيروزالم بوست" أن الحملة أسفرت عننتائج ايجابية، حيث أن ما لا يقل عن 35 ألف شخص قد وقعوا على بطاقةالتبرع. علما أن العدد لم يكن يزيد عن 500 متبرع في الشهر سابقا.

وفي نفس المقال كتبت الصحافية جودي سيغل أن الفجوة بين العرض والطلب لاتزال مرتفعة، 500 شخص بحاجة إلى زراعة كلى، لم يتمكن منهم سوى 124 شخصامن إجراء العملية الجراحية. ومن بين 45 شخصا كانوا بحاجة إلى زراعة كبد،لم يتمكن سوى ثلاثة منهم من إجراء العملية الجراحية.وخلال حملة التبرع بالأعضاء اختفى شاب فلسطيني، وبعد خمسة أيام تسلمتعائلته الجثة ليلا، بعد تشريحها.

وكان هناك حديث بين الفلسطينيين فيالضفة الغربية وقطاع غزة عن جثث مشرحة وارتفاع حاد في حالات اختفاء شبانفلسطينيين.كنت في المنطقة، أعمل على كتابة كتاب، وتلقيت اتصالات من موظفين في الأممالمتحدة عدة مرات يعربون فيها عن قلقهم من أن سرقة الأعضاء تحصل فعلا،ولكنهم غير قادرين على فعل شيء. تحدثت مع عدة عائلات فلسطينية أعربت عنشكوكها من سرقة أعضاء من أجساد أبنائها قبل قتلهم.

ومثال على ذلك كنتشاهدا على حالة الشاب راشق الحجارة بلال أحمد غانم.كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل عندما سمع هدير محركات المجنزراتالإسرائيلية على مشارف قرية أماتين شمال الضفة الغربية، التي يسكنها ألفانسمة. كانت الرؤية واضحة، والجيش قطع الكهرباء وحول القرية إلى منطقةعسكرية مغلقة.

فقبل خمسة أيام حينها، أي في 13 أيار/ مايو 1992، كانت قوةإسرائيلية قد وقعت في كمين، وعندها قررت الوحدة الخاصة قتل بلال غانم (19عاما)، أحد قادة أطفال الحجارة.سار كل شيء وفقا لخطة القوات الخاصة الإسرائيلية، وكان بلال قريبا بمافيه الكفاية منهم. أطلقوا النار عليه فأصابوه في صدره. وبحسب سكان القريةالذين شاهدوا الحادث، أطلق عليه النار مرة أخرى فأصابوه في ساقه، ثم أصيببرصاصة أخرى في بطنه.

 وقامت القوات الإسرائيلية بجر بلال مسافة 20 خطوة،قبل أن يتم تحميله في جيب عسكري باتجاه مشارف القرية، حيث تم نقلهبمروحية عسكرية إلى مكان مجهول.بعد خمسة أيام أعيدت جثة بلال ملفوفة بأقمشة خضراء تابعة للمستشفى. وتماختيار عدد قليل من الأقارب لدفن الجثة. وكان واضحا أنه جرى شق جثة بلالمن رقبته إلى أسفل بطنه. وبحسب العائلات الفلسطينية فإنها على ثقة من أنهتم استخدام أبنائها كمتبرعين بالأعضاء غصبا عنهم.

كما قال ذلك أقارب خالدمن نابلس، ووالدة رائد من جنين، وأقارب محمود ونافذ في غزة، وجميعهم تمتإعادة جثثهم بعد تشريحها.كان بلال غانم واحدا من بين 133 فلسطينيا قتلوا في العام 1992 بطرقمختلفة، وتم تشريح 69 جثة منهم.نحن نعلم أن الحاجة إلى الأعضاء البشرية كبيرة في إسرائيل، وأن تجارةالأعضاء غير القانونية منتشرة بشكل واسع وبمباركة السلطات وكبار الأطباءفي المستشفيات.

ونعلم أيضا أن جثة شاب تختفي يتم تسليمها مشرحة بعد خمسةأيام، بسرية تامة ليلا.حان الوقت لتسليط الضوء على العمليات المروعة التي تقوم بها إسرائيل فيالأراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة.    
 

المصدر : جريدة عرب السويد
عدد القراءات : 3413
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات