من مدير سائق .. إلى مدير قائد .
لا زال الكثير من المديرين في منظمات الأعمال العربية يديرون منظماتهم بنفسية ( المدير السائق ) اعتقاداً منهم أنها الطريقة الأفضل لقيادة منظماتهم نحو تحقيق اهدافها , غير أن هذا النمط من الإدارة الذي ساد في عصر ( الإنتاج الكبير ) لم يعد صالحاً في عصر الانفتاح الاقتصادي الذي يشهده عالم اليوم, وأصبح لزاماً على كل ( مدير سائق ) أن يُعيد النظر في نمط إدارته وأن يعكف على تغييره إلى نمط ( المدير القائد ) .. وسأحاول في هذه المقالة أن أوضح الفرق بين نمط المدير ( السائق ) ونمط المدير ( القائد ) .
المدير ( السائق ) مثله كمثل الراعي الذي يسوق أغنامه من الخلف , ولا يتأتى له ذلك إلا إذا كان يمسك بعصاً غليظة يطيح بها على ظهور أغنامه لكي تسير نحو الهدف , فإذا تخلى الراعي عن عصاه فقد السيطرة على أغنامه وتنافرت يميناً وشمالاً إلى غير هدفه , وكذلك المدير ( السائق ) لا يستطيع قيادة مرؤوسيه نحو أهدافه إلا بعصا القوة والسيطرة المتمثلة في أسلوب العقاب الذي ينم عن شخصية إدارية متسلطة لا تثق بالمرؤوسين , ولا تمارس أي نوع من أنواع التحفيز , وتجري اتصالاتها دائماً في اتجاه واحد من القمة إلى القاعدة , وتتخذ قراراتها بانفراد , وتنفذها بقمعية .
المدير ( السائق ) مثله كمثل صاحب الحمار الذي وضع لحماره جزرة في طرف العصا و وضعها أمامه ممسكاً بطرفها الآخر لكي يستطيع قيادته نحو وجهته , فسار الحمار ليس نحو الهدف بل نحو الجزرةة , وبالتالي فلن ييبلغ صاحب الحمار هدفه و وجهته إلا إذاا ظل ممسكاً بالعصا من الطرف الآخر , فإذا غفل عنها وسقطت من يده فقد سيطرته على حماره وظل الحمار ثابتاً دون حراك , وكذلك المدير ( السائق ) لا يستطيع قيادة مرؤوسيه نحو اهدافه إلا بالعصا والجزرة المتمثلة في أسلوب الإغراء الذي ينم عن شخصية ديكتاتورية عادلة في ذات الوقت , عادلة من حيث الاهتمام بالمرؤوسين من خلال منحهم المكافآت المجزية , وديكتاتوريرة من حيث أنه لا يسمح بالنقاش أو النقد أو المعارضة لأنه يعتبر نفسه مثال الحكمة والعلم والرحمة .
المدير ( القائد ) مثله كمثل الراعي الذي يقود أغنامه من الأمام وليس من الخلف ولذلك فإن معنى القيادة في اللغة جاء من ( القَوْد ) والقود هو زمام الدابة الذي يمسك بطرفه قائدها فيسير امامها وهي تسير خلفه , حتى إذا أفلت الزمام من يده تظل الدابة سائرة خلفه حتى يبلغ بها هدفه , وكذلك المدير القائد يمتلك من سحر الشخصية ما يجعل مرؤوسيه يسيرون طوعاً خلفه نحو بلوغ الأهداف وهو يتصف بالصفات التالية :
• يجعل إدرته أكثر ديناميكية وحركية .
• نشيط , طموح , متفتح الذهن .
• عملي , مبدع , عميق التفكير .
• صبور , مثالي , يثق بنفسه وبمرؤوسيه .
• متواضع , ودود , قريب من مرؤوسيه .
• يقبل الحوار والنقاش , ويتقبل النقد .
• يشرك مرؤوسيه في اتخاذ القرارات .
• التواصل بينه وبين مرؤوسيه في اتجاهيين متوازيين .
• يمتلك نظرة ثاقبة للمستقبل وله قدرة على التخطيط الاستراتيجي .
• أهدافه واضحة ومعلنة للجميع .
• يدير وقته بكفاءءة وفاعلية .