احدث الاخبار

و الشعب أين يقضي إجازته؟!.

و الشعب أين يقضي إجازته؟!.
اخبار السعيدة - بقلم - أحمد غراب         التاريخ : 11-08-2009

عدد سكان بلدي ثلاثة وعشرون مليونا، بينهم أربعة ملايين موظف تقريبا، منهم عشرة آلاف مسؤول يتمتعون بالإجازات مثلما ينعمون بالسيارات والفيللات و... و... و... الخ تعلمون جيدا أن المسؤول في بلادنا مرتاح، ولذلك نقول إنه "داغز ريش"، وهو غالبا لا يحتاج إلى إجازة سنوية، لأنه طوال السنة مسافر، كالسندباد. الذي يحتاج إجازة فعلا هو الشعب. ارحمونا واعتقونا لوجه الله! وشوفوا لنا أي كوكب نصيّف فيه بعيدا عن البلاوي التي تحاصروننا بها. 
 من الأحق بالإجازة والراحة: المواطن الذي يدفع الضرائب ويتحمل ارتفاع الأسعار ويعاني من البطالة والروتين الممل والجوع وأزمة السكن ويعيش في الظلام... أم سعادة المسؤول الذي يعيش وكأنه هارون الرشيد في زمانه؟ 
 كم مرة سمعنا أن الرئيس الأميركي قطع إجازته واضطر إلى العودة بسبب إعصار كاترينا أو غيره؟! فلماذا لا نلمس لدى مسؤولينا مثل هذا الشعور الوطني؟! ألا يستحق منهم الوطن في هذه الظروف المالية والأمنية التنازل عن إجازاتهم؟! 
 وطبعا إجازاتهم غير إجازاتنا؛ أكبر موظف منا يأخذ إجازة بعد طلوع الروح، يخرج وادي ظهر، او يروح يتصور مع عياله فوق الخيل العجوز في ميدان التحرير. والموظف المرتاح منا يسافر الحديدة أو عدن. أما أصحاب المعالي السادة المسؤولين والوزراء فهم يفضلون مكانا بعيدا يمسح من ذاكراتهم شبح الأزمات التي تحيط باليمن. 
 فيما يلي إليكم مشهدا لموظف يمني غلبان من مسلسل "أريد إجازة":
ـ  أحتاج إجازة مرضية يا مدير!
ـ  تقدر تجيب ورقة تثبت انك مريض؟
ـ أيوة!
ـ طالما أنت تقدر تمشي إلى عند الطبيب، إذاً تقدر تجي العمل.
ـ يا مدير معي عملية الزائدة أشتي أستأصلها؟
ـ بحسب قانون العمل أنت وما فيك ملك للجهة الحكومية التي تعمل فيها، وممنوع استئصال أي عضو من أعضائك إلا بأمر من معالي الوزير.
ـ يا مدير معنا موت؟!
ـ من مات مات، الله يرحمه، حضرت جنازته أو ما حضرتها لا عاتقدم له ولا تأخر له.
ـ ألوووووو! يا مدير، فلان الموظف اللي كان يدور منك إجازة انتقل إلى رحمة الله؟!
ـ لا مانع من منح الموظف المتوفى المذكور إجازة أبدية وتوظيف ابن أخو الوزير بدله.

المصدر : نقلا عن السياسية نت
عدد القراءات : 2533
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات