احدث الاخبار

تربوي يمني يحاضر عن مستقبل التربية والتعليم في اليمن في ظل العولمة

تربوي يمني يحاضر عن مستقبل التربية والتعليم في اليمن في ظل العولمة
اخبار السعيدة - صنعاء- يحيى احمد الضيقي         التاريخ : 03-03-2009

اقيمت مساء اليوم الثلاثاء  بمركز منارات فعالية تربوية حاضر فيها الباحث والتربوي / مقبل نصر غالب  مستشار وزارة التربية والتعليم في محاضرة أقيمت بمركز منارات للدراسات التاريخية , إلى  خصائص المجتمع العربي حيوية التفاعل والتأثر والتأثير تبعاً لقوة المؤثر ووقعه في النفس وقدرته على الجذب سلباً أو إيجاباً يجعله في حالة تفاعل داخلي بين مؤيد بشدة ومعارض بشدة ومعتدل مع كليهما ومتفرج أو محايد.
وكل فريق يحرص إلى درجة الاستماتة على شد الآخرين إلى صفه في وحدة تكاملية وفق قناعته ورفض التنازل عن موقفه، فإذا امتلك القوة ومراكز التأثير استطاع تحقيق أهدافه بكل الوسائل المتاحة حتى العنف.


وأضاف غالب : هذه الحيوية أكسبت الأمة العربية قدرة على التضحيات وامتصاص النكبات وتحمل الكوارث لمعاودة التلاحم والصمود ومحاولة النهوض وجعلها تسير في موكب واحد رغم اختلاف القيادات، الثورة العربية الكبرى، الاستعمار، الثورات التحررية، حرب الصهاينة، التطبيع، وتعيش حالة واحدة من التخلف، الغليان، الاضطهاد، الشمولية، الانفراج الديمقراطي والتعددية، الأزمة الاقتصادية، التحول الثقافي، وتواجه قضية واحدة، الغزو الثقافي، الامبريالية، العلمانية، التبعية والهيمنة ثم العولمة.

وحول مناخ العولمة تحدث غالب لقد هيأ النظام التعليمي المناخ المناسب للعولمة بعد أن خلق جيلاً متناقضاً مشتتاً رغم حرصه على الوحدة الفكرية والثقافية التي أصبحت مناهجها أشبه بما تبثه وسائل الإعلام الحكومية يومياً من الإشادة والتمجيد والفخر والدعايات وما يلمسه الجيل من الزيف والتضليل والخداع.
لقد خلق النظام التعليمي جيلاً يعطي الأسرة ما تريد لترضى عنه، ويعطي الوسط الاجتماعي والمحافظة على العادات والتقاليد، ويعطي الطائفة حقها والمدرسة حقها، والدولة حقها (كمواطن صالح).
عولمة الاقتصاد عولمة الثقافة إعداد وتصميم المناهج عولمة المعارف والمعلومات عبر القنوات الفضائية وشبكات الإنترنيت والبريد الإلكتروني تتطلب أن يتعلم الجميع مدى الحياة، وأن تفتح المدارس لتتعامل مع مراكز المعلومات وتدرب الطلاب على التعامل معها وأن يكون التعلم للجميع بعدة وسائل وبرامج مثل تكنولوجيا الاتصالات والتعليم عن بعد إعادة النظر في أزمنة التعليم ومجالاته التي يجب أن تتكامل وتتداخل بحيث يتسنى لكل فرد طوال حياته الإفادة على أحسن وجه من بيئته التربوية، يتسع نطاقها باطراد
وأكد غالب أن هناك أزمة الفكر التربوي تتجلى أزمة الفكر التربوي في غياب الوعي التربوي بقضايا التربية وما من بحوث إلا وتحوم حول المدخلات التعليمية ( مبنى – كتاب – معلم – وسيلة – طالب – امتحان ).

ودعا غالب كل تربوي أن يشغل دماغه في واقعه ومشكلاته، ويفكر كثيراً في مسئوليته أمام أمه تعاني من إحباطات النهوض وتواجه تحديدات لا حصر لها في القرن الحالي، علمية وسياسية واقتصادية وثقافية وتكنولوجية وفكرية، إذا لم تكن في مستوى التحدي في نخبتها التربوية فلن تقوم لها قائمة وستظل في حلقة مفرغة تدور على دوامة المدخلات والأنماط والأشكال، والمظاهر إلى ما لا نهاية.  نريد أن تشغل عقول المعلمين، عقول الطلاب، عقول التربويين، عقول الآباء، لنبني سوياً جيل المستقبل وحضارة اليمن.
موضحا صعوبات التطوير التربوي وصلت التربية إلى حالة تشبع بالأفكار والنظريات التربوية، وفائض من الدرسات والأبحاث التربوية وبحر من المقترحات والتوصيات لحل المشكلات التربوية ومحيط من التجارب والخبرات والمشروعات والأنظمة والفلسفات وأي جهد في هذا المجال يعد تكراراً مملاً ومخلاً وإضاعة مال ووقت..إن أي تربوي يستطيع أن يسرد لنا فلسفة التربية غيبياً مما حفظه بالتكرار ويسرد لنا مشكلات المناهج، المعلم، التخطيط التربوي، التقييم التربوي من كثرة ما قرأ وكثرة الندوات والدورات التدريبية والمحاضرات

وأشار غالب  إلى مشكلات الإدارة  السلطة الإدارية العليا غالباً ما تعين لأسباب سياسية، للمحافظة على سياسة الوزارة والنظام والقانون وتسير عملها لتحقيق أهدافها المحددة مع صلاحيات واسعة في اتخاذ قرارات التطويرات التي تقتنع بها تأتي ومعها قوائم من الطلبات لجهات متعددة، وقوائم من المقترحات لهيئات وشخصيات متعددة وأطنان من ورق المعاملات وبرامج الزيارات والاحتفالات والسيل المتدفق من المشكلات والطلبات وشلة تلتف حولها تملي عليها أو تؤثر بقدر علاقتها وتمكنها وقدر مهارتها في اكتساب الثقة إلى درجة أنها (الإدارة العليا) لا تستطيع التنفس في الهواء الطلق دقيقة واحدة..ثم تجد نفسها أمام عدد من المستحيلات . ومن ضمن المشكلات أيضا مشكلات المناهج المدرسية   كل ما ذكر عن عيوب المناهج الدراسية صحيح وما ذكر عن اختزالها في كتب دراسية التي هي وسيلة من وسائل المناهج وغياب بقية الوسائل والأساليب، غياب الأهداف التعليمية، والنقد الموجه للكتب المدرسية صحيح في كل ما ذكر من حشو معرفي مجرد، ونقل حرفي مقلد، وخطاب لفظي مجمد جفاف روحي وضباب سلوكي وغيم اصطلاحي.

وحول إصلاح مسار التعليم يقول الباحث  لو كنت وزيراً للتربية لأعلنت فتح الباب للمسابقات في:
تأليف كتب مدرسية حديثة للصفوف الأولى.لائحة مدرسية حديثة للمدرسة الأساسية.
قانون تربوي خاص بالتربية والوظائف التربوية.نظام امتحانات جديد يقضي على ظاهرة الغش نهائياً.
نظام للتدريس بدلاً من نظام الحصص يضمن تطوير أساليب التدريس ووسائله.تطوير الإعلام التربوي.تطوير التدريب والتأهيل.توزيع الخدمات التعليمية (الخارطة المدرسية) وأعتمد مكافأة مجزية لأفضل ما قدم لا تقل عن مكافأة مؤسسة السعيد في كل موضوع.

واختتم الباحث  محاضرته بتقديم مقترحات وتوصيات إن التربية أمام مسئوليات جسيمة وتاريخية عليها أن تتحملها بجدارة حتى لا تجني على مستقبل أمة بكاملها وتجني على نفسها أمام الجيل والتاريخ .
عليها أن تطلق مجال التفكير للتربويين تفكيراً عميقاً ومستنيراً وتدرب الذين لم يتعودوا على التفكير تدريباً عملياً متنامياً حتى يصلوا إلى مستوى التفكير في قضايا التربية ومثيلاتها.
وأن تفتح الحوار مع مراكز القرار ومراكز الثقل والقوى المؤثرة للخروج بالتزامات محددة.
وأن تحزم أمورها داخلياً وإعادة ترتيب وضعها ومسئولياته ووظائفها.
إعادة تنظيم المدرسة بحيث توفر إمكاناتها في أول العام الدراسي وإعادة نظام التدريس بحيث تتيح للمعلم فرصة للتطبيق والنشاط وربط المعلومات فرصة للتطبيق والنشاط وربط المعلومات ببعضها (سوف نقترح نظاماً في مكان آخر) وإعادة تنظيم الامتحانات لتكون عملية تطبيقية.
استبعاد كل موظف من التربية تثبت إدانته في قضية أخلاقية أو تزوير، اختلاس نصب، احتيال، غش، مخدرات، ضرب طالب ضرباً مبرحاً، اعتدى بالضرب على زميله، أو إرساله الخدمة المدنية إذا كانت ستحميه.
مساءلة المعلم ومدير المدرسة عن مستوى الإنجاز ومستويات الطلاب محاسبة دقيقة تقوم على قياس دقيق، ولا تكون المبررات سبباً لرفع العقوبة، إنما لتكليفهم باستيفاء المهام بجهد إضافي عليهم، والعزل والفصل في حالة الفشل.

المصدر : خاص
عدد القراءات : 7459
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات