احدث الاخبار

تقمص / قصة قصيرة

تقمص /  قصة قصيرة
اخبار السعيدة - كتبت - انتصار دوليب         التاريخ : 15-07-2011

تماما كوعـــاء طبخ ساحرة..تمدد الطريق أمامها..أبخرة فارغة من الهدوء..وبقع سوائل متغطرسة تعِد كل مار فوقها بتقلبات لا بأس بها على نسيج أرديته الثابت.تمضي وتلك المذنبات من أنفاسها.. تشق طريقها فوق اسمنتية مبللة بـ كثافة غريبة من لعاب السماء..كم تبدو شرهة هذه السماء اليوم..لماذا تصر و أصابعها المجعدة الزرقاء على غسل ما تدعوه بـ الخطيئة من على رأسها الصغير..؟! ولماذا تنحني عليها كعجوز لا تجيد إلا التقوس وهي تبحث عن حاجتها البكماء لديها ..؟!

 

كم كان جميلا أن تدعي تجولها على النجوم هناكــ..ما الجريمة في إعادة ضياء وموجة إلى وجهها.. قفازي حلم لأطرافها المنطفئة..و نبيذ قصير لـ ضحكتها. هي لم تستطع يوما أن تقبض على المألوف أو أن تتوقف عن تأمل معرض الحياة وخططها المتشعبة المليئة بمروج النار لتعديله وإشعاله في وضعه الصحيح لها..

 

هذا الواقع واجتماعاته المريرة التي يعقدها في أقدارها بـ انتظام أسود...ودسيسة الكون التي أسقطتها في تلكــ الآنية الفارغة من الساعات..لم تصنف الحياة وجودها عبثا لكنها فضلت وضع صورتها بـ صندوق مغلق لغرض في نفس يعقوب.

 

رغم كل ما تنفق تلكــ الحياة الغيورة في وجهها من حاضر غرابي الملامح..لن تكون يوما إلا هي..من قال أن حذائها ينتحب.. أو أن وشاحها يعاني من الاكتئاب..من قال أن الغلاف الجوي يتكوم حولها فقيرا معدما..وأن الهواء قد فقد رقصته من الجوع..

 

تلك العروق في تنورتها لا تنغمس إلا بحواف ألف رقعة وهمية .. وذلك الخزين المؤقت للتعب بـ نهاياتها.. كم تأسف لإصراره على الكذب الطويل هناك..

 

لم تبذل الكثير من الينابيع هناكــ لتتحقق في رؤوس الجميع كــ سيدة أرستقراطية ويدركها الحضور كبحر جاء بموعده تماما..ثم..

 

آه..يا لهذه الطرقات التي تغلي أسفل قدميها وتعلن ذاتها بطريقة خضراء عجيبة...!!

 

تدلف إلى القصر الصغير وتصعد المجهول نحو غرفة مخدومتها..تئن آلات الهواء وهي تشقها بتمردها الغريب..ستخبر سيدتها أن الشتاء لديها قد ذهب في عطلة ميتة..وأنها ستحزم رياحها اليوم وتنطلق نحو أسطورتها الصحيحة..

 

تتوقف على صوت ذلك الطقس السخيف الذي تمارسه الكأس كلما فقدت اتزانها وهوت على الأرض..ذلك العويل الرهيب من الكأس الذي شق وجهها الآخر وشده نحو موطنه الأصلي..الأرض

 

انحنت وهي تتكئ في سخرية على ظلالها..وراحت تلملم بصولجانها ما ضاع من الكأس في أبدية علي الأرض....ومنها..

 

ثم انحنت أكثر لتدركــ تماما..أنها لن تجيد يوما إلا الركض في سكون بين عينيها..والهرولة بين شفتيها بقدمين أغلقت غريمتها الحياة أكثر المطافات بهما!!..

عدد القراءات : 3080
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات