احدث الاخبار

ليلة مقمـرة......(قصة قصيرة)

ليلة مقمـرة......(قصة قصيرة)
اخبار السعيدة - يكتبها - يحي محمد جحاف         التاريخ : 02-07-2011

في ليلة مقمرة جلس عارف، فوق سطح منزله المتواضع، المتميز بطابعه المعماري الفريد، القابع فوق ذلك الجبل الشامخ في العلو والتحصين والكائن في الجهة الجنوبية لتلك القرية الملفوفة بسور دائري معظم أجزائه من الصخور الطبيعة والتي تمنع أي قادم الدخول إليها إلى من خلال تلك البوابة العتيقة الملفوفة بعقود نصف دائرية نحتتها أيادي ماهرة بعناية فائقة وإتقان بديع، والتي توحي بأنها عاصرت أزمنه وأجيال من البشر، شاخصا ببصره نحو السماء، يتأمل تلك النجوم المتناثرة وضؤ القمر وحركته البطيئة بتفكر وصمت مطبق .حتى ليكاد يحرك طرفة يمينا ويسارا إلى عند مرور نلك السحب الناصعة البياض في كبد السماء، والتي تحجب عند مرورها عن ناظره تلالا النجوم وضوء القمر معا لبضع ثواني محدودة. وفي وسط هذا التأمل والتفكير ينبعث فجئه صوت احمد الجهوري القادم من الزاوية اليمنى للمكان ليخرجه عن صمته و ينقله إلى عالم أخر أكثر حضورا مع ذاته ومع المنادي قائلاً له

- مساء الخير يا عارف ؟

- استدار عارف ببطء إلى الخلف في اتجاه مبعث الصوت راداً ببرود مساء النور يقترب احمد بخطوات سريعة قائلا

- مالك يأعارف الناس يجلسون في الديوان ويناقشون بعض قضايا الزراعة ويتقاسموا واجبات العمل، لكي يعرف الجميع مهامهم وأنت جالس لوحدك مثل (عدارالدار) بالله عليك قلي ماحل بك؟!.

- و هل هناك شي لا فهمه؟!

تطلع عارف في وجهه احمد مستغرباً لسؤاله قائلا لاشي كون مطمئناً.

- تقول لي لاشي وإنا رايتك بأم عيني سارح في علم الله.

- أقول لك لاشي مما تتصوره يحمد

- يقاطعه احمد لقد رايتك قبل أن القي عليك المساء غارقا ًفي التفكير فبالله عليك هل هناك شي يقلقك لأعرفه .فانا أتصور أنني الوحيد الذي لاتخفي عني شي

- لا لا اطمئن وكون على يقين أن ليس هناك أي شي يورقني فكن مطمئناً.

- إذا كان كذلك فما يبقيك ياصديقي وحيدا هنا تعال معي ننزل ونسمع حديث الأخوان فالحديث يهمنا جميعا وأعتقد أفضل لك من الطنان الذي أنت فيه لأنه يجلب الجنان كما يقولون .

- طيب طيب انزل أنت أولا وأنا سوف الحق بك..

- أكيد.. أكيد ..

- نعم نعم ..

- لأكن لا تتأخر..

نزل احمد بعد ذلك الحوار على أمل أن يلحق به عارف لكنه لم يفعل فقد عاد إلى ماكان عليه فغرق في التفكير مرة أخرى متناسياً موعد احمد بينما احمد هوا الأخر غرق في جو من الجدل والنقاش الحاد حول أعمال ذلك الموسم الزراعي وما يتطلب من واجبات يجب أن تنجز في أسرع وقت ممكن حتى تكون النتائج محمودة في جني المحصول المتوقع في ذلك العام كل ذلك جعله لم يتذكر صديقة إلى متأخرا.

عندها صاح فجئه بأعلى صوته حتى خيم الذهول والوحشة علا الجالسين ٌقائلا عارف عارف عارف ؟!

مسرعا بكل قوة في اتجاه المنفذ المؤدي نحو السطوح فهرع الجميع للحاق به لكن سرعته الفائقة لم تجدي ولم تعود ذات نفع فالكل وقف مذ هول من مشاهد ذلك المنظر المريع عندما راو فيه عارف لا يتحرك من مكانه متجمدا وكأنه كتلة من ركام بوضعه رأسه بين أرجله بعدان غرق في التفكير حتى فارق الحياة.

فمات لتموت معه كل أسراره إلى الأبد!؟..

عدد القراءات : 9773
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات