احدث الاخبار

الأسواق الشعبية في محافظة حجة

الأسواق الشعبية في محافظة حجة
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 22-06-2011

تعتبر الأسواق الشعبية ملتقى الناس الأسبوعي ومحطة استراحة للتاجر المتجول القادم من المناطق القريبة والبعيدة على حدا سوى، بدا من ذلك التاجر الذي يحمل بضاعته البسيطة على ظهره، وذلك الذي يأتي بها على ظهور الجمال والحمير والسيارات، ليستقر بها كل يوم من أيام الأسبوع في فناء المساحات المكشوفة لتلك الأسواق التي يرتادها الناس أسبوعا،لاتقي رأسه وجسده من حرارة الشمس،إلى تلك الشماسيات والطرابيل الملونة بألوان الطيف ، ليتشابه المشهد في تلك المساحات الواسعة لناظرها من بعيد مصايف شواطي البحار الجميلة، التي يرتادها الناس هربا من حرارة أللجو وبحثا عن الهواء والمتعة والهدو، مع الاختلاف بين الحالتين شكلا ومضمونا، فالأول يبحث عن الرزق والأخر لقضاء وقت ممتع .

عالم بسيط يكتنفه الحياة البعيدة عن صخب المدينة ومتطلباتها التي لاتنتهي

تجارة متواضعة من خلال مشاهدة كمية السلع التجارية التي لأتغيب عنها لحظات من المساومة بين البائع والمشتري .

الغالب على ألباعه في هذه الأسواق أينما اتجهت في زواياه أن غالبيتهم يفترشون الأرض، واضعين كلما يريدون بيعه إمامهم والذي لأيتجاوز في محتواه احياناعن متر مربع، بينما المشتري يظل يدور باحثا عن متطلباته على عجالة من أمره حتى يشتري كل حاجياته مستقيما عند الشراء من أولئك القاعدين في الأرض مشير بأصبعه نحو السلعة التي يريد شراها، وسائلا عن القيمة النقدية لها.ليعود إلى منزله حاملا محتاجا ته الضرورية على ظهره أو فوق ظهور الحيوانات اوالسيارت.والتي لايكثر من شرائها بل يقتصرالامر على القليل منها ليومين أو ثلاثة أيام خصوصا اللحوم والخضروات والفواكه خشيه التلف لغياب الكهرباء عن هذه المناطق، وعامل أخر تدني مستوى دخل الفرد لاعتمادهم الأساسي على الزراعة وتربية الماشية القائمة على مياه الأمطار.

الارتباط الزمني:-

ارتبطت هذه الأسواق جميعها بأيام الأسبوع ،لتبدءا من أول أيامه السبت وتنتهي بيوم ألجمعه،لتشمل كل مديريات هذه المحافظة البالغة (32)مديرية موزعه بين والجبل السهل والساحل. وقد اشتهر من أسواقها سوق الجُريب الذي يعتبر من أسواق العرب ويستمر ثلاثة أيام ،وسوق الصلبة والذي كان يعتبر مركز تصدير لمحصول البن القادم من المناطق الجبلية إلى ميناء اللحية ومركز استيراد للبضائع القادمة من شرق أسيا والهند والأسواق العالمية عبر هذا الميناء .ليغطي حاجة الناس في مناطق السهل والجبل ،سوق عدن لاعة وهوا أيضا مركز تصدير البن القادم من الجبال الشرقية للمحافظة إلى ميناء اللحية، وسوق لشراء المنتجات العالمية منه،بلاضافة إلى سوق قطابة وسوق مآذن وسوق عاهم وغيرها من الأسواق.

تقسيم الأسواق:-

قسمت هذه الأسواق إلى أقسام نوعية، لاشك إنها لم تكون وليدة الحاضر بل تعود إلى فترات زمنية متعاقبة، من خلال الخصوصية التي تحملها من خلال البيع والشراء، بدا من نوع السلعة وأنتها بقيمتها والذي يتطلب الترويج والترغيب، في الشراء من خلال أشخاص متخصصين يعملون على التوسط والمقاربة بين الأطراف في القيمة المختلف عليها وإيصالهم إلى حل مقبول يسمى (المصلح) ويعطى مقابل ذلك مبلغ نقدي من البائع والمشتري متفق علية في السوق .لذلك نجد أن لكل سلعة سوقها الخاص بها وطابعة وطرق التعامل فيه بين البائع والمشتري ولوسيط ،فهناك سوق الحبوب،وسوق الحيوانات ،وسوق الخضار،وسوق المواشي،وسوق الأعلاف،وسوق الخضروات والفواكه والبقوليات،وسوق القات،وسوق المنتجات المحلية من مصنوعات يدوية وفخارية وأثاث والتي تقوم بأصالتها تقنيات الصناعات الحديثة المستوردة في ظل غياب الجهات المسئولة عن حمايتها وتطويرها وتشجيع الأسر المنتجة في الاستمرار حتى لأتغيب وتصبح في خبر كان,بلاضافة إلى سوق المنتجات الاستهلاكية واللحوم المذبوحة،والمنتجات الزراعية المصنوعة محليا.

الوقت الزمني:-

تبدأ هذه الأسواق من بعد صلاة الفجر وينتهي بعضها عصرا والآخر منها يستمر إلى منتصف الليل وربما إلى يوم أخر.

الضوابط الامنيه للأسواق:-

تحكم هذه الأسواق أعراف قبليه وضمانات اجتماعية وأخلاقية من قبل جميع مرتادي هذه الأسواق، فلا يباح فيها الاقتتال والقتل مهما بلغ الجرم ، لأنها مهجرة من القبائل المحيطة بها، وهي الحافظة لأمنها واستقرارها فلا اعتداء ولا عدوان على احد فيها، مهما بلغ جرمه، ويضمن ذلك مشايخ ضمان وفق قواعد ومراقيم(كتابات) خطية تعلنها هذه القبائل في الأسواق ليعلمها الجميع، ومن خالف ذلك يتحمل العقوبات الصارمة التي تبيح بعضها كلما لايتصوره الشخص، من أحكام وضوابط وفق قواعد وأعراف قبلية متواترة من ألأحكام العرف المنصوص عليه في تلك الوثائق المكتوبة. كما للأسواق إلى جانب ذلك حاكم شرعي يسمى حاكم السوق لفض النزاعات في البيع والشراء، فورا وهوا بمثابة محكمة للأحكام المستعجلة التي لايتجاوز إنهائها عن ساعات .

العادات:-

هناك عادات اختفت نتيجة عوامل زمنية،منها أولئك الأشخاص الذين كانوا يدورون في الأسواق، حاملين لماء فوق ظهورهم ليشربون مرتادين الأسواق، بمقابل زهيد من المال ،والذي يذكرني بأولئك الذين لازالوا في أسواق الشام ، و أيضا الأشخاص الذين كانوا يقومون بإعلان الظاهرة (أي الأنباء) وذلك من خلال صعودهم على اعتلاء قمة في الأسواق وعند سماعة يقف الناس صامتون لسماع تلك الأخبار وتناقلها حيث يختتم قول (الحاضر يعلم الغائب ).

إنها رحلة ممتعه في هذه الأسواق التي تغيب عنهااقلام الباحثين والمدونين والتواقين إلى المعرفة والهواة والمحافظين على ماتبقى من الصناعات التقليدية التي أصبحت بحاجة ماسة إلى الحفاظ على ماتبقى منها وتشجيع الأسر المنتجة من خلال الترويج والدعم المادي كون ذلك ملك الجميع.

عدد القراءات : 6167
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
ابن بطوطة
إنه مقال شيق، لقد أخذتناإلى عالم جميل، عامر بالاقتضاد والقانون والسياسة، وأعتقدأن لهذه الأسواق ما يميزها عن غيرها في اليمن وإن كان التشابه كبير، ونخشى أن تهمل وتندثر.أتنمى أن يكون العمل هذا مشروع كتاب