احدث الاخبار

رجال أعمال يعيشون على المهدئات

رجال أعمال يعيشون على المهدئات
اخبار السعيدة - بيروت         التاريخ : 31-07-2009

ثلاث صور رسمت مرارة الواقع  لم يعد من الصعب ملاحظة الوضع المرير الذي يعيشه معظم رجال المال والأعمال اليوم، ولم تعد الصورة غامضة كما كانت في منتصف العام الماضي فالعام الحالي قد يكون من أسوأ الأعوام التي مرّت على أصحاب النفوذ والمال أزمات كثيرة مروا بها، ارتبط بعضها بالأزمة المالية التي غيّرت مراكز البعض من القمة للقاع لتتلاشى وتمحي قوة أعظم نفوذ بعد السياسة، إن لم تكن قد تجاوزتها في زمان ما

 فيما البعض الآخر نتيجة النفوذ والسلطة التي غالبا ما يكون لها انعكاسات سلبية على تصرفات صاحبها.

البعض فسر ما يحدث لرجال الأعمال هذه الأيام، بأنه صراع الثيران والدببة، الذي يبدو أنه بدأ في التأصل والتغلغل داخل دهاليز أسواق المال العربية عموما، والخليجية تحديدا، فما بين جبروت الفريق الأول في الصعود، إلى تماسك وقوة الفريق الآخر في التأرجح هبوطا دون أن يمسه الأذى.

لكن يبدو أن هذه المفاهيم تغيرت لتكون سطوة المراقبين لهؤلاء عامل رعب ربما، أو محفزا لأرقْ يطول مداه أو حتى أن يفارق المرء الحياة بيديه.

وأتى خبر انتحار رجل الأعمال الكويتي حازم البريكان ليعطي دلالات واضحة على الفترة المريرة التي يعيشها معظم رجال الأعمال اليوم.

ولم تسجل حالات انتحار مشابهة لما أقدم عليه البريكان، إلا أن حالات رصدت لرجال أعمال تعرضوا لسقوط مفاجئ أو جلطات في المخ أو القلب، أو تدهور في الحالة الصحية بسبب خسائر ماليه ومعنوية تعرضوا لها.

وتشير معلومات من مصادر مقربة من رجال أعمال كُثر، أن الغالبية منهم يعيش في دوامة متواصلة من القلق والتفكير وقلة النوم نتيجة التقلبات اليومية في ميزان ثروتهم. ليس هذا فحسب، بل إن البعض منهم أصبح يتعاطى بصفة يومية حبوب مهدئة للأعصاب، ليتغلب على توتره وخوفه من المجهول الذي لم يعد مجهولا بالقدر الكافي.

 ولا يمكن إحصاء عدد المتضررين من رجال المال العرب هذا العام، إلا أن ثلاثة صور كانت هي الأبرز والأكثر تداولا في وسائل الإعلام المختلفة، والرابط المشترك بين هذه الصور أن أصحابها اشتركوا جميعا بأنفسهم في صنع الأزمة التي مرواّ بها.

الصورة الاولى, لعضو مجلس الشورى المصري، رجل المال والسلطة البارز هشام طلعت المحكوم عليه بالإعداد شنقا بعد ثبوت تورطه في حادثة مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، بتحريضه على قتلها انتقاما منها لأسباب شخصية.

 أما الصورة الثانية، فهي صورة للثري السعودي ورجل الأعمال البارز معن الصانع الذي وجد نفسه فجأة محاصراً من كل الجهات بسبب عدم مقدرته على سداد قروض البنوك، وانخفاض القيمة التقديرية التي على ضوئها حصل على تلك القروض، وانتهاءً بالشكوى التي رفعتها ضده مجموعة القصيبي مؤخرا.

الصورة الثالثة، كانت أكثر قسوة ومرارة، وهي صورة لرجل الأعمال الكويتي حازم البريكان، الذي لم يجد وسيلة يرتاح فيها من المشكلة التي أوقع نفسه فيها، وهي التورط بمخالفات مالية وتعاملات غير سليمة في سوق هيئة الأوراق المالية الكويتية، إلا أن يتقل نفسه بنفسه تاركا خلفه بحر من الأسئلة والتفسيرات المتضاربة. هذه الصور قد تكون الأبرز على المشهد الإعلامي، إلا أن الأيام المقبلة قد تشهد المزيد منها، في ظل تكاثر الأزمات المالية، وتقلب أمزجة رجال

المصدر : إيلاف اللندنية
عدد القراءات : 2891
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات