احدث الاخبار

الأحزاب المصرية ترفض عودة " فلول الوطنى " للحياة السياسية

الأحزاب المصرية ترفض عودة
اخبار السعيدة - القاهرة "مصر" / تحقيق – إيمان الطاهر         التاريخ : 18-06-2011

خلق تأسيس فلول وبقايا النظام المصرى السابق من أعضاء الحزب الوطنى " المنحل " لأحزاب جديدة ، يتخذونها ستارا يمارسون من خلفه الحياة السياسية ، فى أعقاب ثورة 25 يناير التى أسقطت الرئيس المخلوع " حسنى مبارك " جدلا واسعا بين المواطنين الذين انقسموا إلى فريقين ، الأول يرى أن ما يحدث حالة من الإصرار على البقاء فى المشهد وعدم الاكتفاء بما حققوه من مكاسب فى ظل حماية أباطرة الفساد لهم مع رفض تام لتلك الوجوه ومطالبات متعالية بمنعهم من المشاركة السياسية لعدة سنوات بعد أن تسببوا فى إفساد الحياة العامة ، بينما يرى أصحاب الرأى الثانى ضرورة إعطاء هؤلاء فرصة أخرى لإثبات حسن نواياهم طالما لم يدان أحدهم فى قضايا فساد من تلك التى تجرى النيابة العامة التحقيقات بشأنهم ولم يثبت تورطهم فى اى قضايا من هذا القبيل .

" شبكة أخبار السعيدة " اخترقت دهاليز الأحزاب السياسية فى جمهورية مصر العربية من اجل استطلاع أراء القيادات والوقوف على رؤية واضحة تحدد متطلبات المرحلة المقبلة .

بداية أعرب - حسانى عثمان - أمين عام حزب التجمع بمحافظة قنا فى صعيد مصر  ، عن الرفض المطلق من جانب حزبه لانضمام أى من فلول الحزب الوطنى - الذى كان يحكم مصر خلال الفترة الماضية – معتبرا خطوة كهذه تمثل شبهة تلويث لاسم حزب التجمع ، وأى حزب أو جماعة توافق على ذلك فكأنما تقدم على عملية انتحار سياسى ، ووصف الحزب الوطنى " المنحل " بأنه مستنقع فساد ، أفسد مصر كلها ، كما أعرب عن رفضه للرأى المطالب بمنح بقايا النظام السابق فرصة أخرى باعتبار أنه " عفا الله عما سلف " لان هذا القول لا يصح الأخذ به عندما يصل الأمر لحد التطاول على حق الأوطان ، لان هذا بمثابة تشجيع للفساد .

وطالب حسانى عثمان بمحاسبة هؤلاء بأقصى سرعة ، عن دماء الشهداء والجرحى وثروات الوطن التى نهبت لأنهم لن يتركوا الثورة تمر بسلام بل أنهم سيحاولوا دائما إشعال الفتنة لخلق الفوضى وشيوع الفساد . وقال أن لجوء أعضاء الحزب الوطنى السابقين لتكوين أحزاب جديدة يدخلون بها معترك الحياة السياسية من جديد إنما هى محاولة لتلك الفئران المذعورة التى هربت من المركب عند الغرق وتريد التنصل من ماضيها ، ويجب إلا نسمح بحدوث هذا لان هذه الأشخاص تؤمن بمبدأ اللا مبدأ ، فلو وقفوا ودافعوا عن حزبهم الذى انضموا إليه بمحض إرادتهم لكسبوا احترام الناس لكنهم تلونوا كالحرباء ، والشعب المصرى شعب ذكى ولن يثق فى أشخاص كانوا منذ شهور قليلة ينشدوا الشعر فى الحزب الوطنى وأمجاده ويعلنوا شرف انتمائهم له .

وأكد أن قيام فلول النظام السابق بتكوين أحزاب جديدة هو نوع من أنواع الثورة المضادة ومحولة للفرار من المحاكمة والقاص ، فرءوس الحزب المنحل التى تركت حتى الآن لن تترك الأمور تمر بسلام ، فسيحولون إثارة القلاقل والفتن حفاظا على مصالحهم الشخصية التى تتعارض مع مصلحة الوطن ، وقال أن المطالبة بالقضاء على أعضاء الحزب الوطنى ليست لتصفية الحسابات ولكن لتقدير مدى خطورة وجود مثل هؤلاء فى الحياة السياسية وما يتعلق بذلك من تأثير على وحدة واستقرار الوطن . ونفى أن يكون إلقاء عليهم أو منعهم من ممارسة السياسة سيحدث فراغا لان هناك العديد من الأحزاب القديمة والجديدة والتى يمكن من خلالها دمجها فى عدد قليل من الأحزاب أن يفرز قوى سياسية قادرة على إحداث التقدم المنشود .

وتطرق أمين عام حزب التجمع بمحافظة قنا لمرحلة الانتخابات البرلمانية التى تجرى فى مصر خلال شهر سبتمبر المقبل ، نافيا ما يتردد أن الناس ليس أمامها سوى اختيار الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطنى ، قائلا أن فلول الوطنى انتهى أمرهم تماما ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ، أما جماعة الإخوان المسلمين بعد تأسيسهم لحزب سياسى ، فقد أظهرت الثورة حجمهم الحقيقي فهم مجرد بضعة آلاف وليسوا مئات الآلاف أو ملايين كما كان يشاع من قبل ، ولا ننكر أن الناس كانت تتعاطف معهم لما تعرضوا له فى عهد النظام السابق من اعتقالات وتعذيب ، لكن الشعب المصرى رغم تدينه إلا انه شعب متحضر لا يريد من يشده إلى الوراء ، قائلا أن البرلمان القادم سوف يتشكل من كل القوى السياسية الموجودة على الساحة وسنرى فيه الإخوان وغيرهم رغم أن الأخوان المسلمين هم الأكثر مالا وتنظيما .

أما هشام القاضى عضو جماعة الإخوان المسلمين وعضو اللجنة العليا لحزب الحرية والعدالة ، وهو برلمانى سابق عن دائرة مركز قوص بمحافظة قنا ، فقد أعرب عن ترحيب الجماعة بكل من يود الانتماء إليها سواء من أعضاء الحزب الوطنى السابقين أو غيرهم ، وأوضح أن الجماعة تقسم أعضاء الوطنى إلى نوعين ، الأول هم من لطخت أيديهم بدماء شهداء ثورة 25 يناير وسرقوا أموال الوطن ونهبوا ثرواته ، فهؤلاء يجب محاسبتهم ولا يمكن أن نقبل عضويتهم بالجماعة ، أما النوع الثانى فهم من صغار الأعضاء الذين لم يتوغلوا فى أفعال الحزب وكانت مشاركتهم مشاركة شرفية ، متسائلا ، هل لو لديك " أخ " كان عضوا بالحزب الوطنى ستعلق له المشانق لمجرد عضويته ؟!

وقال انه لا يمكن أن ننكر وجود الثورة المضادة لأنه لا توجد أيضا ثورة ترضى جميع الأطراف فلابد من وجود أناس ترتبط مصالحهم بالنظام السابق ويسعون للحفاظ عليها . وأكد على أحقية أعضاء الحزب الوطنى السابق فى تكوين أحزاب جديدة طالما تنطبق عليهم شروط وبنود قانون تكوين الأحزاب ، ويبقى الرأى الفصل للناس لان الرهان الكاسب دائما يكون على الناس التى تحكم بعقلانية.

ورفض هشام القاضى استخدام الإخوان المسلمين كفزاعة من جانب فلول الوطنى أو غيرهم ، فالذين سرقوا أموال الشعب وقتلوا الثوار وفتحوا المعتقلات ليدخل فيها زهرة شباب الوطن وباع أراضى الدولة وادخل المبيدات المسرطنة للإضرار بصحة المواطنين لم يكون أبدا من الإخوان المسلمين وإنما هم رجال الحزب المنحل والنظام البائد .

ونفى مساندة الجماعة للثورة من اجل تصفية الحسابات مع الحزب الوطنى ، مؤكدا انه لا توجد خصومة شخصية ضد الحزب ، لكن الجماعة تأخذ مواقفها من الأشخاص والمؤسسات طبقا لأفعالها ، فوقوف الجماعة ضد النظام السابق كان لفساده فالإخوان منذ نشأتهم من حوالى 75 عاما لم ولن يحاولوا الانتقام من أحد سوى ممن أجرم فى حق الوطن ، كما نفى أن يكون قيام الإخوان بالتصويت بــ " نعم " على الاستفتاء من اجل التعجيل بالانتخابات البرلمانية ولتفويت الفرصة على الأحزاب الجديدة من ترتيب أوراقها  ، قائلا أن التصويت بــ " نعم " كان من اجل الاستقرار وعودة الجيش إلى ثكناته ولعودة الإنتاج ، فالجماعة قوية منذ عهد النظام السابق ولهذا كان دائما يسعى لتضييق الخناق عليها والجسد القوى يتحمل الضربات ، كما أن جماعة الإخوان المسلمين تعلى دائما المصلحة العامة على الخاصة وهى التنظيم الوحيد الذى لم يدخل الجحور بل ظل صامدا على مر السنوات الماضية .

والتقت " شبكة أخبار السعيدة " بإحدى عضوات الحزب الوطنى المنحل فقالت - سما محمود – أنها لم تكن تقتنع ببرامج وسياسات الحزب مشيرة إلى أنها انضمت إليه لأنه الحزب الحاكم ، كما أن البلد كلها كانت حزب وطنى ، إلى جانب كونه أداة حماية من المعاملة السيئة لجهاز الشرطة ووسيلة لفتح كافة الأبواب المغلقة ، فالجميع كان يعلم بفساد الحزب ولم يكن احد يقوى على المواجهة ، ورفض وصف انضمامها للحزب الوطنى انه مشاركة فى الفساد وتدعيم لموقفه فى المجتمع ، قائلة أنها أرادت استغلال شعبية الحزب لتقديم ما يخدم المجتمع ، وقالت أن ليس كل من انضم للحزب فهو فاسد بل هناك شرفاء كثيرون ولو أن احد هؤلاء الشرفاء خاض الانتخابات البرلمانية المقبلة فسوف امنحه صوتى . ويجب إلا نعلق المشانق لكل من ارتبط اسمه بالحزب فالوقت الآن للبناء لا لتصفية الحسابات.

وقال – عزام حسانى عبدالوهاب – أمين الحزب الوطنى السابق بقوص – أن لجوء بعض أعضاء الحزب الوطنى السابقين لتكوين أحزاب جديدة إنما هى محاولة لحماية مصالحهم الشخصية كما أن هذا الفعل هو قفز من السفينة ، مؤكدا أنه لن يحدث فراغ سياسى بعد رحيل الحزب الوطنى بل سيكون هناك سجالا وتنافسا حزبيا ما بين خمسون حزبا سينتهى المقام أن يظل على الساحة ما لا يزيد على خمسة أحزاب فقط واختفاء الباقى منها ، وأشار إلى انه لا يسعى لتكوين اى حزب أو الانضمام لاى من الأحزاب القائمة أو الجديدة لان الفترة اللاحقة لثورات – من وجهة نظره – يتبعها عدم اتزان سياسى واضطرابات ، واتخاذ القرار يظل فترة طويلة حتى تظهر على السطح قوى سياسية تكون هى المنبر والقيادة والقدوة .

كما التقينا ببعض المواطنين الذين كانت لهم آرائهم المستقلة ، فقال صلاح حسن المحامى ، أن تكوين فلول الحزب الوطنى لأحزاب جديدة ، هو تحايل وغش بما يشبه إنسان يرتدى ثوب مهلهل وهو مدمر من الداخل ، ثم يلقى بثوبه القديم ليرتدى الجديد دون أن يتغير ما بداخله ، ورفض أن يمنح صوته فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لاى عضو سابق بالحزب الوطنى لان كل أعضاء الحزب شاركوا فى الفساد سواء بالفعل أو بالصمت ، قائلا أنه سيلجأون إلى استخدام نفس الأساليب القديمة ومحاولة التأثير على الناس بالمال ، مستغلين الظروف الاقتصادية ، لكن أموالهم لن تدخلهم البرلمان الجديد الذى وصلوا إليه من قبل بالتزوير .

 

وتقول  -  آمال محمد – أنه لا يوجد حزب كل أعضاءه ملائكة وليسوا أيضا جميعهم شياطين ، فجميعنا بشر نصيب ونخطئ ، فبالتأكيد هناك شرفاء انتموا للحزب الوطنى دون أن يشاركوا فى الفساد ، حتى ولو بالصمت كما يقول البعض ، لان مصر كلها كانت " صامته " وإلا فعلينا أن نرفع شعار " الشعب يريد محاكمة الشعب " بسبب صمته على فساد الحزب الوطنى .

ويعترض - محمد أحمد – على الرأى السابق قائلا أن كل هذا ضحك على الذقون لان ما ذقناه من مرارة الحزب الوطنى ما زلنا نتجرعه ، فهؤلاء ساعدوا الفاسدين على فسادهم والخونة على خيانتهم فباعوا الوطن واشتروا السلطة ، حتى تحولت مصر إلى عشوائيات يقطنها مرضى بالسرطان والفشل الكلوى وفيروس " سى " ، فكل من تسبب فى تلك الأشياء هم أعضاء الحزب الوطنى وليس احد غيرهم .

وأكدت – ليلى عبدالصمد – رفضها منح أعضاء الحزب الوطنى المنحل فرصة أخرى للعودة للحياة السياسية ، لأنهم صبغوا بلون الفساد ولو وجدوا فرصتهم للعودة مرة أخرى فستجد " حزب وطنى " جديد يعيش بيننا ويعيث فى الأرض فسادا .

ويقول – صلاح محمد الصغير – خبير اللغة الانجليزية بديوان عام وزارة التربية والتعليم ، أن أعضاء الحزب الوطنى الذين يحاولون العودة من جديد للحياة السياسية ، إنما هم أشخاص يحاولون اعتلاء الموجة ، ولكن طوق النجاة هو الوعى الذى يمتلكه المواطنون إذا ما فطنوا إلى مخططات هؤلاء الأشخاص ، وأبدى اعتراضه على تكوينهم أحزابا جديدة ، وتساءل عن الدور الذى يجب أن تؤديه الأحزاب الأخرى وأين كانت قبل الثورة لدرجة أنها اتخذت موقف المتفرج ولم تشارك فى الثورة إلا بعد التأكد من نجاحها ، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد ولادة العديد من الأحزاب القادرة على إثراء الحياة السياسية بعيدا عن فلول الحزب الوطنى والنظام البائد .

عدد القراءات : 5774
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات

ماذا يجري حول المستجدات اليمنية الخامري