احدث الاخبار

في زيورخ.. جراحة الدماغ دون فـتح الجمجمة تفتح آفاقا جديدة

في زيورخ.. جراحة الدماغ دون فـتح الجمجمة تفتح آفاقا جديدة
اخبار السعيدة - سويسرا         التاريخ : 30-07-2009

هل يمكن لأي مريض أن يتخيــّل أن بإمكانه تناول مشروب لذيذ مع فريق الجراحين للإحتفال بنجاح عملية أجريت على دماغه مباشرة بعد الإنتهاء منها؟ قد لا يُصدّق ذلك كثيرون ولكن هذا ما يحدث بالفعل في مستشفى بمدينة زيورخ  فقد نفـَّذ أطباء سويسريون بنجاح قبل حوالي شهر أول عملية في الدماغ تتم على الصعيد العالمي بدون الحاجة لفتح الجمجمة، بحيث اكتفوا باستخدام الموجات فوق الصوتية العالية التركيز (HIFU) لمُعالجة عشرة من المرضى البالغين الذين كانوا مستيقظين خلال تلك العمليات الثورية الخالية من آية آلام. وكان هؤلاء المرضى يتلقون العلاج منذ سبتمبر 2008 في مُستشفى الأطفال الجامعي بزيورخ.

وقد نُشرت نتائج كافة العمليات التي تمت بنجاح ودون مُضاعفات تحت إشراف البروفيسورين دانييل جونمونو (Daniel Jeanmonod) وإرنست مارتان (Ernest Martin) في أواخر شهر يونيو الماضي.

وفي تصريح قال البروفيسور إرنست مارتين، مدير مركز الرنين المغناطيسي في المستشفى: "إن هذا الإجراء المنعدم التوغل تماما يفتح آفاقا جديدة لجراحة الأعصاب وعلاج اضطرابات عصبية مختلفة في الدماغ".

وتشمل قائمة الأمراض والحالات التي يمكن علاجها بهذه التقنية الآمنة والفعالة الشلل الرعاش (باركِنسون)، والألزهايمر، والصرع، وأورام المخ، والسكتة الدماغية.

اختفاء الآلام
وقد ركز مارتين وجونمونو على فئة المرضى الذين يعانون من الآلام العصبية الناجمة عن اضطرابات وظيفية في المخ، وخاصة أولئك الذين يشعرون بـألم في أجزاء من الجسم تعرضت للبتر أو للشلل.

ويوضح البروفيسور مارتين أن "مصدر الألم يختفي لكن الدماغ يوحي بالألم وكأن المصدر مازال متواجدا، لذلك نحن نجري عمليات على الدماغ". وكانت النتيجة إيجابية حيث تخلص كافة أولئك المرضى من آلامهم منذ خضوعهم للعملية.

وتُستخدم الموجات فوق الصوتية العالية التركيز منذ بضعة سنوات في علاج أورام الرَّحم الليفية وأورام غدة الموثة (البروستات). فهذه الموجات ترفع درجة حرارة المنطقة المُصابة (إلى حدود ستين درجة مئوية) إلى أن تتسبـَّب في حدوث جرح في النسيج المُستهدف وتصيبه بالخمول. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق هذه التقنية على المخ من خلال الجمجمة ودون اللجوء إلى جراحة مفتوحة.

اختراق
ونوه البروفيسور مارتين إلى أن "الاختراق الكبير تمثل في تقنية التوجيه بواسطة صور الرنين المغناطيسي والرنين المغناطيسي الحراري، وهو ما يتيح لنا التوفر على الخرائط الحرارية ويمكننا أن نتتبع بدقة بالغة درجة الحرارة في الجـزء الذي نُجري فيه العملية".

ومن المعروف أن الموجات فوق الصوتية لا تمر عبر الجمجمة لأن العظام تمتص الموجات، لكن فريق البروفيسوريْن مارتين وجونمون نجح في التغلب على هذه العقبة باستخدام جهاز دائري شبيه بالخوذة مزود بـ 1024 من المُحولات (وهي أجهزة صغيرة تحول الأشعة إلى إشارات كهربائية)، بحيث يمكن ضبط كل محول على حدة ليرسل الأشعة بشكل منفصل إلى الجمجمة.

أما فوائد هذه الطريقة فهي "هائلة" حسب البروفيسور مارتين الذي قال: "إننا نتجنب خطر النزيف، فنحن لا نُلحق الضرر بأي جزء في الدماغ حيث يقتصر تدخلنا على منطقة مُحددة للغاية، ولا يوجد بالتالي خطر الإصابة".

وتستغرق كل جلسة إشعاع (بالموجات فوق الصوتية) ما بين 10 و20 ثانية تتخللها فترات استراحة لعدة دقائق، وبالتالي يتم رفع الحرارة تدريجيا.

وعندما تقترب نهاية الجلسة، يشعر بعض المرضى بالدوار أو أحاسيس بالوخز، لكن فقط خلال فترة الإشعاع. وتستغرق العملية عدة ساعات لكن المريض يظل في كامل وعيه ومُستيقظا طوال الوقت.

آفاق جــديدة
الإختراق الذي تحقــَّق في زيورخ يفتح مجالا واسعا لتطبيقات مُحتملة للموجات فوق الصوتية العالية التركيز في جراحة الدماغ.

وباتت الآن فرق طبية مختلفة، لاسيّما في أمريكا الشمالية، على وشك البدء في إجراء تجارب أخرى بالموجات فوق الصوتية العالية التركيز لعلاج عدد من الأمراض بما فيها أورام المخ والسكتة الدماغية والأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر.

في الأثناء، يقوم فريق زيورخ بتجارب سريرية على علاجات الآلام، لكنه سيعمل أيضا خلال الأشهر القليلة القادمة على معالجة اضطرابات الحركة مثل الألزهايمر والصرع.

 

المصدر : خدمة سويس انفو
عدد القراءات : 4062
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات