احدث الاخبار

دراسة بحثية بآداب قنا تؤكد: الهبوط الأرضى يحول المناطق المضارة إلى مدن أشباح بعد هجرة سكانها

دراسة بحثية بآداب قنا تؤكد: الهبوط الأرضى يحول المناطق المضارة إلى مدن أشباح بعد هجرة سكانها
اخبار السعيدة - مصر _ عبدالرحمن أبوزكير         التاريخ : 01-03-2009

يعتبر الهبوط الأرضى احد أهم  المخاطر الطبيعية التى تهدد البشرية في كل مكان والتى توصف بأنها حركة رأسية أو أفقية لسطح الأرض تنشأ عادة نتيجة للإخلال بحالة التوازن الاستاتيكى للطبقات الأرضية السطحية ، وقد تحدث هذه الحالة بشكل تدريجي محسوس أو بصورة فجائية.

   حول هذا الموضوع أعد الدكتور ناصر عبدالستار عبدالهادى المدرس بقسم الجغرافيا بكلية الآداب بقنا ، بجامعة جنوب الوادي بمصر، دراسة بحثية تتناول خطورة الهبوط الارضى وأسبابه والأماكن الأكثر عرضة بوقوعه ، هذا بالإضافة إلى تقديمه للعديد من المقترحات التى تعتبر بمثابة روشته علاج لتفادى مخاطر الهبوط الأرضى. وقد حدد منطقة الدراسة والتى تقع على الجانب الشرقى لوادى النيل بمحافظة قنا بين دائرتى عرض 18َ  25ْ ،58َ  25ْ شمالا ، وخطى طول 30َ  32ْ  ، 08َ  34ْ شرقا.
 
    وقد كان لهذا الموقع أثره الكبير في تعرض منطقة الدراسة للعديد من الأخطار الطبيعية والتى يصل بعضها إلى حد الكوارث ويعتبر الهبوط الأرضى أحد أهم هذه الأخطار.حيث تهد ف الدراسة إلى عرض وتحليل مدى تأثير الأخطار الطبيعية على مراكز الاستقرار البشرى والمنشآت الصناعية والممتلكات العامة . وكذلك رسم خريطة جيوموفورفولوجية لتحديد مناطق الخطورة التى تتعرض لها المنطقة. بالإضافة إلى دراسة عمليات الهبوط الارضى للتعرف على أسبابها وتجنب الأخطار الناجمة عنها ومحاولة الوصول إلى طرق مناسبة للحد من الأخطار الطبيعية التى تتعرض لها منطقة الدراسة والتى تتباين تبعا لتباين نوع ودرجة الخطر. حيث أعتمد الباحث على عدة مصادر هامة للدراسة تتمثل في الخرائط الجيولوجية والخرائط الطبوغرافية والخرائط المصورة ( الموزايك ) والصور الجوية والفضائية ، كما اعتمد على بعض التقارير والدراسات التى تصدرها الهيئات الحكومية بالإضافة إلى الدراسة الميدانية التى تمت على عدة مراحل بهدف جمع البيانات وإجراء بعض المقايسات والتقاط الصور الفوتوغرافية.

     وأوضح الدكتور ناصر عبدالستار أن الهبوط الأرضى قد يحدث بشكل تدريجى محسوس أو بصورة فجائية ، ويرتبط الهبوط التدريجى بالسحب الزائد للسوائل الجوفية نتيجة عمليات سحب السوائل من باطن الأرض حيث يحدث نقص في كميتها بالخزان الجوفى ، ويؤدى هذا إلى زيادة قوة التحميل أو الإجهاد على الطبقات التحتية عن طريق ما يعرف ( بإجهاد الجاذبية ) الناجم عن الحمولة الزائدة فوق الرواسب ، أو عن طريق الضغط الديناميكى الناجم عن تسرب السوائل خلال المسام بين الحبيبات وينجم عن هذا نقص في نسبة المسامية ، ويرتبط بهذا تغير في الخصائص الميكانيكية للرواسب حيث يشتد تماسكها ، مما يؤدى إلى حركة بطيئة إلى أسفل وبالتالى هبوطها.

   وأشار الباحث إلى أن عمليات الهبوط تؤدى إلى حدوث تدمير بالتراكيب الهندسية والأنشطة القائمة في المواقع الهابطة والتى تتميز بعدم الإستقرار ، وتعتبر المبانى والمنشآت والطرق من أهم الظاهرات لخطر الهبوط الارضى ( الترييح ). ومن خلاله دراسته الميدانية بمنطقة الدراسة تبين للباحث أن هناك بعض المظاهر المميزة للظاهرات المعرضة للهبوط الأرضى متمثلة في المبانى وبعض الطرق ، فقد لوحظ وجود تصدعات ( شقوق رأسية وشقوق مائلة متعمقة داخل جدران المبانى ) ويستمر اتساعها باستمرار عمليات الهبوط الأرضى واضطراب أجزاء المبنى إلى أن يصل إلى حالة من الثبات والاستقرار عندها تتوقف الشقوق عن الاتساع ويتراوح اتساع هذه الشقوق ما بين 0.6 ــــ 11 سم.


المناطق المضارة

     وترتب على حدوث هذه الظاهرة هجرة سكان هذه المناطق المضارة وأصبحت أشبه ما يكون بمدن الأشباح ، وتتمثل هذه الظاهرة بوضوح في مساكن الإيواء بحجازة قبلى بقوص والتى يقطن بها متضررى السيول التى حدثت في نوفمبر1994 _ والتى أحدثت خسائر بالغة تمثلت في هدم العديد من النازل وإتلاف العديد من المحاصيل والزراعات _ كما تتمثل في مساكن الشباب بخزام بقوص أيضا وتتمثل بدرجة اقل بمساكن قرى السيخ سالم والحجيرات والعاقولة وكرم عمران والعويضات. حيث تمكن الباحث من تتبع هذه الظاهرة أثناء الدراسة الميدانية ، من رصد حوالى 54 حالة ترييح بالمبانى والمنشآت بمنطقة الدراسة بواقع 36 حالة بمساكن السيل بحجازة ، و 18 حالة بمنشآت منطقة خزام. كما أثرت على الطرق وخاصة طريق فقط - القصير. وكمتراً،ريق الممتد من نجع الفتاتيح ونجع الحسينات مرورا بنجع طود ، والطريق الممتد بين نجع البغدادى حتى نجع العويضات مرورا بنجوع الزناقطة وأبوطربوش وجادالكريم ، والطريق الممتد ما بين نجعى العقب وعبدالله حتى قرية حجازة قبلى ، حيث لاحظ الدكتور ناصر عبدالستار أثناء الدراسة الميدانية وجود مواضع هابطة والتواءات تعد بمثابة مطبات عميقة ، كما لوحظ وجود العديد من الانكسارات العرضية والطولية بسبب عمليات الهبوط السريعة والمفاجئة مما يؤثر على عدم قدرة الطبقة الإسفلتية على الاحتفاظ بتماسكها ومن ثم تتكسر وتنفصل عن باقى أجزاء الطريق ، وتراوحت أبعاد الهبوط بمنطقة الدراسة ما بين 1.8 ـــ 3.5 متراً، في حين تراوح عمق الهبوط ما بين 12 ــ 36 سم.

أسباب الهبوط الأرضى بمنطقة الدراسة

   وقد أرجع الباحث أسباب الهبوط الأرضى بمنطقة الدراسة إلى عدة أسباب تتمثل في سحب المياه الجوفية ، أو استغلال الخامات المعدنية من المناجم التحت سطحية ، والسبب الثاني هو التشبع بالماء ثم الجفاف وبالتالى تعاقب تمدد وانكماش الصخور ثم ترييح المبانى وهبوط الطرق وتشققها نتيجة قربها من المزارع ، بالإضافة إلى السبب الثالث المتعلق بطبيعة الصخور الجيرية والتى تشكل معظم الصخور في منطقة الدراسة وكثرة ما بها من شقوق وفواصل إلى تسرب مياه الأمطار وحدوث تفكك حبيبى على طول امتداد هذه الشقوق وتكون أخاديد تنهار أسقفها بمرور الوقت مسببة ترييح المبانى وحدوث شقوق وتصدعات.

حلول ومقترحات

     الأخطار الطبيعية أحداث تتم بشكل فجائى ناتجة عن عوامل طبيعية ، أو ناتجة عن عوامل طبيعية أثر عليها الإنسان بتدخلاته مما أدى إلى حدوث تغيرات في خصائصها ، وهذه الأحداث تؤدى إلى تدمير كلى أو جزئى في البيئة ، كما أنها تضر الإنسان وأنشطته ، ويتطلب ذلك مواجهة آثارها من وقت لآخر تبعا لتكرار هذه الأحداث والأضرار بغرض الحماية وتجنب الأخطار بالنسبة لأشكال الاستخدام البشرى المختلفة.

    ولهذا فقد وضع الدكتور ناصر عبدالستار،عدة مقترحات لمواجه تلك المخاطر والتى من أهمها ( الهبوط الأرضى ) من أجل التخفيف من خطرها وتقليل الخسائر الناتجة عنها حيث أن عمليات الهبوط الأرضى تشكل خطرا على السكان والممتلكات العامة ، وتشمل تلك المقترحات تحديد مناطق التشققات والتصدعات والهبوط الأرضى وتوضع على خرائط بحيث تصبح في متناول المخططين والمهندسين والباحثين المهتمين بحماية المواطنين ، والمقترح الثاني يطالب بدراسة طبقات التربة للوقوف على مدى تحملها للضغوط والأحمال الناشئة عن البناء والتوسع الرأسى للمنشآت ويتم ذلك قبل البدء في الحفر والإنشاء من خلال الجسات الاختبارية للتربة وتحليل نتائجها.ويشير المقترح الثالث إلى ضرورة عدم إقامة أى منازل جديدة حول التصدعات أو التشققات أو الهبوط الأرضى وضمن المناطق الضعيفة البنية حتى لا تكون عرضة لمزيد من التصدع والهبوط. أما المقترح الرابع فيؤكد على إتباع نوع البناء والمواصفات التى تتناسب مع طبيعة وتربة كل منطقة والتأكد من تنفيذها من قبل أصحاب المبانى والمنشآت.هذا إلى جانب ما ينص عليه المقترح الخامس بالعمل على تنظيم معدلات سحب المياه والسوائل الأرضية لمنع حدوث عمليات الهبوط الشديدة.

المصدر : خاص
عدد القراءات : 7172
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
زهرة
ممتاز
زهرة اليمن
ممتاز اخبار اليمن السعيدة
محمد
بارك الله فيك
محمد رفعت
انا مش عارف اذا كنا سمعنا عن الجيوفيزياء ولا احنا بنسطعبط فى مصر .....عامتا تصادف بحثك اليوم مع حدوث هبوط ارضى فى منطقة امبابة شارع الامام الغزالى ياريت الحكومة تعطى اهتمام بالموضوع