احدث الاخبار

شباب.. ومستقبل غامض

شباب.. ومستقبل غامض
اخبار السعيدة - بقلم - رأفت الجُميّل         التاريخ : 28-07-2009

• حينما أحاول قراءة مستقبل بلادنا الحبيبة، يصيبني القلق وأشعر بالخوف في آن واحد، فالمستقبل هو الشباب الذين يعتبروا عماد هذا المستقبل لأي بلد وهم قادة الغد.. وبهم تنهض الأوطان.. ويرتفع شأنها بين الأُمم.
• شعوري بالقلق والخوف نابع من منطلق أن شباب هذا الجيل في بلادنا لا توجد لديهم أي طموحات –وإن وجدت في بعضهم تكون سخيفة مثل أفكارهم تماماً، ولا أدري ماهي أسباب هذه المشكلة؟؟ هل هي فترة التعليم التي تلقوها في المدرسة أو الجامعة؟ أم هو المنهج الدراسي التي تعلموه ولم يستفيدوا منه شيئاً –لأنها دش وكلام فاضي- ولم تستوعبهم وتستوعب مهاراتهم وهواياتهم؟ أم قد يكون السبب من الأسرة نفسها أو من المجتمع الذي قتل بهم الطموح وخيّب الآمال وقتل فيهم أيضاً روح التنافس وحب التعليم؟.
• إني أكتب اليوم من واقع لمسته حينما وجهت سؤالاً بسيطاً لأحد الأطفال من دولة عربية هي مصر، سألته ماذا تحلم أن تكون في المستقبل؟ سؤال بسيط وبديهي أيضاً، تخيلوا ماذا كان رد هذا الصبي الذي لم يتجاوز ربيعه التاسع بعد.. رد بثقة كبيرة في النفس قائلاً: أحلم بأن أكون رئيساً لمصر.. وسوف أقضي على الفقر والبطالة التي يُعاني منها الآلاف.. وأجعل كل مصري يعيش بسعادة كبيرة.
• وقتذاك شعرت بخيبة أمل كبيرة بشبابنا اليمني، فهذه الإجابة كانت من طفل صغير، وجهت نفس هذا السؤال لكثير من الشباب في (حارتنا) والذين تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً، كانت إجابات مختلفة سوف أترككم الآن معها لتحاولوا أنتم الحكم عليها:-
• صديقي (محمد اليمني) بصوته النشاز والذي تعرّض أكثر من مرة للضرب حينما يُغني في الأعراس، حلمه أن يكون فناناً كبيراً ذائع الصيت، على النقيض من (حاشد غلاّب) الذي يملك صوتاً رائعاً ولم يفكر بالغناء أبداً، فهو يحلم بأن يكون مسؤولاً كبيراً يستطيع من خلال منصبه جني الكثير من الأموال ويحقق كافة أحلامه، سواء كان هذا المال حلالاً أم حراماً، فهو يقول أن هذا الأمر أصبح لدينا سلوك وطبيعة فالمنصب يدُر الكثير من المال.
• أما (على العامري) فحلم حياته هو وظيفة حكومية.. وهو الذي لم يُكمل (السادس أساسي) وأصبح الآن عمره 25 عاماً، أكثرهم غباءاً وبلادة (طارق المطري) الذي كان يحلم بأن يتهرّب للشقيقة المملكة ليقوم ببيع مادة (الحشيش)، لكن (ليس كل ما يتمناه المرء يتحقق)، فقد تم ترحيله من المملكة بعد أسبوع فقط من وصوله، وعاد مُمتطياً ظهر (موتر) وبالإيجار ليصبح دخله في اليوم ألف ريال وهو الذي يعمل منذ السادسة صباحاً حتى ما بعد العاشرة مساءاً.
• وآخر وهو (ياسر العنسي) الذي يحلم بالحصول على فرصة عمل وهو الذي يصحو عند الواحدة ظهراً كل يوم، فأي عمل هذا وأنت (راقد) يا ياسر، أما أكثرهم وسامة وأناقة هو (أحمد قاسم) فيتمنى الزواج من حبيبته لكنه عاطل عن العمل ولا يستطيع أن يوفر لنفسه قيمة الأكل والشرب.
• هل رأيتم عقول أخف من هذه؟ وهل رأيتم غباء أكثر من هذا؟، أنا لم أقس باقي شباب اليمن بهؤلاء.. لكنهم يمثلون حي بأكمله.. فأين هي العقول الناضجة؟ وأين هي الأحلام والطموحات؟ هل سنأتي بشباب من خارج البلاد ليديروا الدولة يوماً ما؟ أتمنى فقط أن يصبح لكل شاب في اليمن حلم يسعى لتحققه ويكرّس كل جهوده في سبيل الحصول عليه.. أتمنى فقط.

* ملاحظة: ابتداءاً من هذا الأسبوع، سيكون لي عمود كل أربعاء في هذا الموقع الجميل،

عدد القراءات : 2786
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
المقهوررررر
قال البردوني هذه بلادي وفيها كل شيء الا انا وبلادي لااااا تعليييييييييق
محمد الهيجي
صحيح والله كل ما ذكره كاتب المقال، وأحييه على هذه المواضيع المهمة، وأود القول والله أني لست من هواة القراءة ولم أقرأ مقالاً وشدني إليه كما أقرأ لهذا الكاتب الجميل جدا