احدث الاخبار

السفر إلى تهامة ...؟!

السفر إلى تهامة ...؟!
اخبار السعيدة - كتب - يحي محمد جحاف         التاريخ : 06-05-2011

السفر إلى تهامة، كما يسمونها الآباء،ونعني بذلك مدينة الحديدة ،عروس البحر الأحمر متعة حقيقية، خصوصا في هذه الأيام،فكل شي يشاهده ألمراء جميل ويتناوله حلو المذاق، ابتداء من راوية بحرها الواسع، بمدة وجزرة وأمواجه المتلاطمة في منتها ساحلة الأنيق، المزين بتلك المباني والاستراحات ذات الأشكال الهندسية البديعة، التي أعطته جمالا إضافيا إلى جمالة الطبيعي،والذي دفع بالناس أن يتقاطرون إلية أفواجا، لغسل همومهم قبل غسل أجسادهم ،ناهيك عن الهوى العليل القادم مع تلك الأمواج المتسرعة الخطاء إلى منتهاها، لتتبعثر على الرمال والصخور المصطنعة والطبيعية ،ناهيك عن سحر ليلها الجميل الهادئ، كهدو ناسها الطيبين وبساطتهم في حياتهم المعيشية، البعيدة عن التكلف الذي يزداد معه حلاوة ومذاق الطعام والشراب فيها،كونه يحمل خصوصية متميزة عن الكثير من حياة المدن الأخرى ، الشي الذي يجد القادم إلى هذه المدينة، متعته الحقيقية المنشودة.من السفر، سوا رغب في البقاء فيها كثيرا،أو رأى تغيير وجهته منها إلى مكان أخر،متى شاء دون اعتبار للوقت، فكل العوامل المناخية تساعد على الحركة في أي للحظة .

ما جعلنا نقررفجئة الرحيل بعد أيام،والاتجاه جنوب شرق نحو مديرية ذاع صيتها منذ زمن بعيد، والمشهورة بالمياه الحارة( الكبريتية ) إنها مديرية (السخنة ) الواقعة على بعد 60كم تقريبا من مدينة الحديدة، والتي وجدنا الناس يأتون إليها من كل إنحاء البلاد، اخذين بالأسباب لعل الله أن يمن عليهم بالشفاء، من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزم وأمراض العمود الفقري، وغيرها من الأمراض الأخرى، مدينة صغيره متواضعة لكنها تحمل خصوصية متميزة، عن غيرها من المدن والقرى التي مررن بها،في مبانيها الأثرية وقلاعها العتيقة ،وجبالها المتفحمة التي تتوق أنفاسها إلى اهتمام الباحثين والمتخصصين، لمسح الغبار المتراكم على جسدها، من خلال الدراسة والبحث لمعرفة أسرار المكان، بكل جوانبه المعرفية والتاريخية، فالطاغي على بناء المساكن (الياجور) الطوب الأحمر، وهي مادة التي تساعد على خلق جو معتدل صيفا وشتاء،والقلاع الحصينة المحيطة بالمدينة إذا صح التعبير، من الحجارة ولعلها تنتمي إلى أحقاب متفاوتة من التاريخ،وجميعها أصبح اليوم بحاجة ماسة إلى إنقاذها من التهالك والانهيار والاختفاء من الوجود،نتيجة الإهمال من جانب، و عوامل التعرية ويد الإنسان من جانب أخر، لجهل الأخير ما تعنيه هذه الكنوز الثمينة، وبرغم بساطة المكان وفقرة للخدمات الفندقية، وجدنا سعي ناسها الحثيث بتوفير بعض ما يحتاجه الواصلين إليها، من طعام وشراب ومسكن برغم بساطة في المضمون، إلا أن ذلك يبقى جميلا جدا كونه يتم بجهود ذاتية، من قبل هولا الأشخاص،الذين عملوعلى بنا بعض الغرف البسيطة، وتأجيرها للنزلاء لغياب المستثمرين، وغياب الخدمات الفندقية عن المكان،كل ذلك سعيا منهم إلى تطوير وتحسين مستوى دخل الناس.

الجميل الملفت في المكان، التواضع والبساطة والقناعة التي يعيشونها، .بالإضافة إلى قربها من المحمية الطبيعية، في مديرية (برع ) هذه المحمية التي لا تبعد عنها سوى بضع كيلو مترات حتى يتوقف الزائر أمام تلك البوابة الحديدية، التي لأتسمح بالمرور إلى من خلالها، والمكتوب عليها بالخط العريض ،أهلا وسهلا بكم في المحمية ،عند ها ظهر احدالاشخاص طالبا من الجميع، قطع تذاكر الصعود للمحمية ،وما أن تبدءا السيارة في الصعود، عبر تلك الطريق الإسفلتية الوحيدة ومنعطفاتها، الملتفة حول تلك السلسلة الجبلية المكسوة بالخضرة، صعودا نحو القمة كلما وجد ألمراء طبيعة تبهر، وجمال يسلب الوجدان بسحرها وألوانها، البراقة التي يبدءا رداء اخضرارها يتدرج، من منتهى تلك السلاسل الجبلية الشاهقة والوعرة في تضاريسها، التي تلفها تلك الغابات الكثيفة بأشجارها المعمرة، الخالية من المنافذ والطرق، من أسفلها حتى قممها العالية، التي تعانق السماء في علوها .

إنها للوحة ربانية ،كساها الله ثوب اخضر جميل، مطرز بكتابات إرشادية تحذر ألسائح من أماكن الخطر، وصور بعض الحيوانات المفترسة والزواحف القاتلة، ومواقع وجودها في الغابة، لكي لايقترب الزوار من أماكنها، حفاظا على سلامتهم .

أن عوامل البقاء واحتفاظ تلك الجبال، بلونها الطبيعي لاشك أن ورآه صعوبة الأرض وتضاريس المكان، استطاع منع أيادي البشر من الامتداد إلية والعبث بمحتوياته ، حتى ظل هذا المنظر البديع،متفرد بذاته، ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى الجزيرة العربية.

لذلك فالمكان بحاجة ماسة، إلى الدراسة والبحث والتدوين، من قبل المهتمين لكل ما يحتويه،من عناصر نادرة أثرية وتاريخية وطبيعية،فكل شي هنا مختلف، أشجار حيوان شكلا ومضمون بالإضافة إلى تسليط الضوءالاعلامي، بإقامة الرحلات المنظمة لمعرفة هذه الثروة التي وهبها الله لهذا البلد...

عدد القراءات : 4839
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات