احدث الاخبار

لمن تقرع الأجراس

لمن تقرع الأجراس
اخبار السعيدة - كتب - عبد القوي العديني         التاريخ : 03-05-2011

أفضل نكتة يرددها الشارع اليمني , قصة ثلاثة سجناء حكم عليهم بالإعدام , وقبل تنفيذ الحكم وافقت السلطات على تحقيق أمنية لكل واحد منهم .. فطلب الأول سيجارة ,والثاني نصف ساعة يقضيها مع زوجته , أما الثالث أن تكون فرصته الأخيرة لدراسة اللغة الصينية ..

والنكتة إ...سقاط شعبي ساخر من أعذار الرئيس علي عبد الله صالح وسيناريوهات دهائه للتمسك برئاسة اليمن , وكلما ضاقت الخيارات يجد الرئيس أفكار جديدة لتوسيع الوقت وتجميد لحظات الرحيل !

وما إن تكاد ساعة الرحيل تقترب لتصفو السماء وتتلاشى الغيوم وسحب الخوف من الانزلاق إلى حرب اليمن مع اليمن ؛ تتجلى أفكار الرئيس بخياله الخصب ...

لكن الرهان على تفكيك ثورة الشباب عبث ومضيعة للوقت وخسارة لما تبقى من فرص أخيرة للرئيس , ومحطات حاسمة وقادرة على إعادة الروح للأحزاب السياسية ..

وليس بمقدور أي قوة على وجه الأرض إن تثني اليمن ,أو تحول بينه وبين تحقيق ثورته وأهدافه الكاملة ..

لا أريد أن أتحدث عن أسباب تأخر الثورة ؟! ولا عن الأسباب التي أثرت عليها,وهزت المخاوف وجلبت معها محاذير بدت حقيقة تحمل أدخنة سامة ورياح متذبذبة ,لا تصنع التغيير المنشود , الذي جذب بعنفوانه عاطفة عامة الناس وخاصتهم تحت كلمة سواء.

والمؤكد أننا الآن أمام سيناريوهات تبدو محتملة في ذهنية المجتمع .. وممكنة في أجندة النظام ومؤكدة في أهداف الشباب .. ومتوقعة في اتجاهات المعارضة .. وغامضة في ملفات الجنرال وأيدلوجيات قواعده السياسية المشهود لها بالحيوية والديناميكية والتنظيم؛ وكلها سيناريوهات واردة .. ومع كل هذه السيناريوهات ترتفع أصوات النسبة الأكبر في المجتمع (الفئة الصامتة) تطلب من الجميع الكف عن الجدل في حقائق تاريخية ووطنية ؛ والانتقال الآمن والسلس للسلطة دون تأخير .

لقد كثرت السيناريوهات والتحليلات .. ووفقا للمبادرة الخليجية.. وفي أسوء الاحتمالات المتوقعة بعد توقيع الاتفاقية , والتحديات التي قد تواجه تطبيقها ؛ تحتمل دراسة أمريكية عدة سيناريوهات مختلفة ؛ جاهزة تحت طاولات الحوار , وفي الوقت المناسب سيتم تحريكها إلى السطح !

وان صحت تلك الاحتمالات ستدخل البلاد في أزمة كبرى، وستعود بخطوات سريعة إلى الخلف .. وبمعنى أدق سترجع إلى مربع الرئيس ( صناديق الانتخابات ).. وسط فوضى واختلا لات وتدهور اقتصادي مريع .

ويظل السؤال الملح بنجاح الثورة .. وببقاء علي محسن : هل سيعمل جنرال الفرقة الأولى مدرع على إقامة حكومة مدنية مؤقتة، وهل ستتساوى الأحزاب السياسية ,أعضاء اللقاء المشترك , بالحصص عند توزيع الحقائب فيما لو تم تشكيل حكومة وطنية لفترة انتقالية ؟؟

في كل الأحوال ترى الدراسة الأمريكية " أن الجنرال هو من سيمسك بالسلطة فعليا ,ومن خلف الكواليس.. كما أن الصراع الدموي قد يؤدي إلى نمو منظومة التسيير المحلي للولايات في اليمن " .

أيضا , يستبعد الأميركيون أن يتم التحكم في مناطق تحت سيطرة الحوثيين في وقت قصير..

أما الجنوب فهو احرص من الشمال على الوحدة .. غير أن ذلك مشروط برحيل الرئيس ؛ الذي يراوغ بذكاء .. ولا يكون دقيقا من يظن أن الرئيس يتخبط وان تنصله من التوقيع على المبادرة الخليجية تهور وجنون ..

بالمفهوم الدبلوماسي , يبدو علي عبد الله صالح وهو يقاتل في الوقت الراهن على عامل الوقت لتحقيق مكاسب سياسية لحزب المؤتمر ؛ من باب الوفاء للمشايخ والأعيان ومراكز القوى في المؤتمر , كمخرج أخلاقي وأدبي له أمام أركان حكمة و القوى التي استند عليها .. وتجزم الكثير من المصادر المقربة بان علي عبد الله صالح سيغادر الحكم وسط ترتيب عالي المقام , وإجماع سياسي يمني في 17 يوليو ؛ ليكون آخر التتابعة الذين صدروا أزماتهم الداخلية إلى أسباب خارجية ؛ فبقراءة التاريخ نجد أن هزيمة ذو نواس على يد حملة الأحباش التي ما كان لها أن تحتل اليمن لولا ضعف الدولة وتفكك عوامل مجدها وقوتها , فيما تصفدت جن الملك ذي يزن وكبلت مردته ..لأنه أراد أن يكون قرار القوة للحكم بيد فارسية وعلى الذاكرة الشعبية أن لا تنسى خرافات وبطولات تحكم من عالم الغيب .

وتحت هذا الكم الهائل من المخاوف , لا يختلف اثنان حول أن المستقبل سيكون أفضل بسقوط نظام وحكم الرئيس علي عبد الله صالح ؛ رئيس الفتن كما وصفه الفلكي محمد عيسى داوود في كتابه الشهير( المفاجأة) والذي يتفاءل فيه لليمن بعد رحيل صالح بتحول عظيم وازدهار وحضارة لم تشهدها من قبل .

وعود على بدء .. فان احمد علي يفضل الحرب ويملأه الحماس وعزيمة الشباب .. ولا يخلو من ثقة ولا تنقصه ترسانة القوة والحداثة .

علي محسن يتوسع ويتمدد قبليا وجغرافيا .. والحرس يحتوي ويطوق علنا وفي ظلمات الليل يثابر ويعد .. والجاهزية في كل الجبهات ليست اقل من 100% .

أما المشترك .. فإما أن ينج ويكسب دبلوماسيا أو يرحل مع الراحلين .. وقوى الشباب والتغيير والتنمية .. والعدالة ستأتي وان تأخرت .. وستثب إلى فضاء الأحلام والأماني الوطنية لشهداء التغيير وإرادة شعبنا الجسور .

فلمن تقرع الأجراس .. ومتى يعزف السلام لحنه الجديد ؟.

عدد القراءات : 4330
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات