احدث الاخبار

صُنَّاعُ الحياة

صُنَّاعُ الحياة
اخبار السعيدة - كتب - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 29-04-2011

مع إطلالة الأول من مايو وحلول إجازته السنوية نتذكر العمال وعيد العمال , هؤلاء المنسيون من أذهاننا وأفكارنا كمجتمع , أما الدولة فلا تعرفهم إلا حين يأتي الأول من مايو فيتحدث الكل :

اليوم إجازة ويتساءلون فيما بينهم : لماذا ؟

فتأتي الإجابة : عيد العمال .

العمل شريعة الحياة الكبرى في كل زمان ومكان والناس أنواع :

• يحبون العمل ويبذلون في سبيله قُصارى جهودهم إخلاصاً وصدقاً بجدٍ ونشاطٍ واجتهاد.

• يعملون ولكنهم مابين الجد والكسل والإخلاص والرياء , يتذمرون ويسخطون ويسبون ويلعنون .

• يكرهون العمل , يقضون أيامهم متثائبين على الأسِرَّة متكئين , صفحاتهم مطوية وحياتهم فارغة , يعيشون عالة على أُسرهم وعلى المجتمع , و هناك من يتقاضى الراتب وهو في بيته , أغراهم الكسل وأكلت أيامهم البطالة , ولَفَظَهُم المجتمع .

عموما هذاالتصنيف لا يهمنا في الوقت الحالي أوبين هذه الأسطر فالكسالى وأنصاف العاملين الحديث عنهم يجلب الصداع , وما أعدَّت لهم الحياة سوى السأمة التي تتبعهم حيثما حلُّوأ وارتحلوا .

إن الحياة والراحة في العمل الذي يخلق اللذة والسعادة والغبطة الحقيقية وهذا مالا يدركه أويحسُّ به الكسالى , وإنما يشعر بمعناه ويتذوق حلاوته صنَّاع الحياة والبناء .

العمل من مقومات الفضيلة ويضاد العمل الكسل الذي هو من مقومات الرذيلة .

العامل محبوب عند الله والخلق , حيث يجد لذته في عمله وسعادته في كدِّه , وسروره في تحصيله , ولا يشعر بالتعب والشقاء مادام يأكل من عمل يده ومادام كسبه شريفاً وعرقه حسنات وثوابه عند الله عظيم , منهجه منهج أولياء الله وأحبابه وأنبيائه , يتذكر متأسياً نبي الله داوود (ع) الذي كان يأكل من عمل يده , وشرائع الله تعالى كلها وآخرها الرسالة الخاتمة دعت للعمل والكسب والجد والنشاط , وحذَّرت من الكسل والخمول ومدِّ اليد والرجل السُبَهْلل .

لقد أحسن من قال : إن الجوع يستطيع أن يترصد باب الرجل العامل , ولكنه لا يجرؤ على اقتحامه .

لهذه الشريحة الشريفة كل الحب والتقدير, لصُنَّاع الحياة وبناة المجد قبلات الوفاء المرسومة على جباههم .

في عيد العمال أتوجه لهم بأسمى آيات التهاني والتبريكات , سائلاً العلي القدير أن يُبَدِّلهم بالشقاء نعيماً وبالتعب هناءً وبالعناء راحةً في الدنيا , وغبطة وسعادة ورفعة في الآخرة .

عدد القراءات : 3894
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات