احدث الاخبار

الجزيرة .... تحريض وإثارة علوٌ سريعٌ وسقوطٌ أسرع

الجزيرة .... تحريض وإثارة علوٌ سريعٌ وسقوطٌ أسرع
اخبار السعيدة - الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي         التاريخ : 25-04-2011

القناة الرائدة وثورة الإعلام العربي التي عَقَدَت الشعوب عليها آمالاً عريضة في إيقاظها , وفضح الممارسات والانتهاكات اللاأخلاقية والإنسانية التي يعاني منها الإنسان العربي .

مارست الجزيرة دوراً لا ينكره إلا جاحد وكشفت الانتهاكات وفضحت الممارسات وعرَّت الأنظمة وأزالت الأقنعة والزيف , وساهمت بشكل مباشر في رفع الغشاوة عن الأعين وقدَّمت مادة إعلامية وخبرية ما كان أحوج المشاهد العربي لها .

أملٌ أعاد الحياة وشعاع برز من واجهة العتمة ، محطُّ أنظارٍ صارت , ومحل اقتناع أضحت ومعشوقةٌ يتغنى ببرامجها ومادتها وإعلامها العربي أينما حلَّ وارتحل ، فاكهة المشاهد الذي يبحث عن الحقيقة في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان ومصر ولبنان وسوريا واليمن والجزائر والسودان .......... هنا وهناك مع كل حدث تجد الجزيرة وسط الحدث تنقل الحقيقة للمشاهد بجرأة وشجاعة وصدق ومهنية ودقة وحيادية .

ظهرت دولة قطر على واجهة الأحداث كثقلٍ لا يستهان به , لا لدورها المتميز ولا لمواقفها الفريدة وإنما لأنها مالكة الجزيرة وراعية هذا الإعلام المتميز والفريد .

إلى هنا وكل شيء بخير وفي أحسن حال حتى هبت رياح التغيير على الوطن العربي إبتداءً بتونس ويعلم الله أين النهاية ؟

شَكَرْنَا للجزيرة ما صنعت في تونس – ونحن لا نعلم واقع الحال شيئاً وإنما بحكم مصداقية الجزيرة - ثم شكرناها في مصر حتى وصلت اليمن والبحرين وليبيا وسوريا فصرخنا : كفى عبثاً .

أهذه هي الجزيرة التي ملأت الدنيا ضجيجاً ؟.

كلا ..... لقد تغيَّرت الجزيرة ومن يوم إلى آخر ومن حدث إلى حدث ومن تغطية إلى أخرى تتكشف الحقائق أكثر فأكثر .

لا نعرف حقيقة الوضع في ليبيا ولا نعرفه في سوريا ولا نرى أثراً للجزيرة في البحرين والسعودية , لكنَّا في اليمن وكمواطنين نعلم الواقع ونعرف ما على الأرض .

ظهر وجهٌ آخر للجزيرة ، وجهٌ قبيحٌ ودميم ، لا مهنية ولا صدق ، كذبٌ بواح وتحريض فاضح وإثارة غير مبررة أثارت الشكوك والشبهات حول الدور الذي تلعبه القناة والمهمة المناطة بها في هذا الصدد .

حتى المعارض للنظام في اليمن وإن وافق سلوك الجزيرة هواه , وساعدته في معارضته إلا أنه صار يعلم أنها سقطت وأنها تعمل على التضخيم والإثارة والتحريض , وأن كذباً بواحاً ترسمه في برامجها وتقاريرها وأخبارها , ففي مقابلة الصعود السريع هناك سقوط أسرع .

لم تكن استقالة الإعلامي الشهير غسان بن جدُّو الوحيدة كما لن تكون الأخيرة والأيام ستكشف ما يدور خلف الكواليس وما يتم في الخفاء , كمتابعٍ مستقل غير منحاز لا للسلطة ولا للمعارضة تصيبني أخبار الجزيرة بالصداع , وأُبقي نفسي بعيدا عن سماع أخبارها , وأوقن أن الصفحات البيضاء الجميلة والتاريخ المشرق الذي صنعته الجزيرة في زمن قياسي قد تم تلويثه , وما عليها بدلاً من إشعال الحرائق إلا البحث عن موطئ قدم إن بقي لقدمها موطئ .

عدد القراءات : 4201
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات