احدث الاخبار

من المسئول عن تهميش الموسيقى اليمنية

من المسئول عن تهميش الموسيقى اليمنية
اخبار السعيدة - بقلم - محمد شجون*         التاريخ : 13-04-2011

موسيقانا  وأغانينا اليمنية  قديمها وحديثها  ما زالت  حتى هذه اللحظة تعتمد على آلة  العود  والإيقاعات  فقط  دون  غيرها  من الآلات  الموسيقية لماذا ؟ سؤال يحتل مساحه من تفكيري ابحث له عن إجابة  مقنعه ومنطقيه  منذ سنوات  ومازلت لم أصل  إلى جواب يفي بالغرض أو يقترب منه  نظراً  لازدحام الأفكار  وتنوعها وتقاربها  حيناً  وتباعدها  حيناً  أخر وهذا ما جعلني أعود بالذاكرة إلى الوراء واستعراض واقع الحركة الفنية الموسيقية  والغنائية اليمنية خلال الأربعين سنه الماضية أي من بعد قيام  الثورة  اليمنية المباركة حيث يلاحظ أن هناك بدايات  تبشر بميلاد نهضة موسيقيه وغنائية نشطة ومتسارعة النمو والظهور بخطوات  تسابق الزمن لتعويض ما فات ومواكبه مستجدات الحاضر وتستشرق آفاق المستقبل وذلك من خلال ظهور مجموعة من الأصوات الغنائية والملحنين والموسيقيين وشعراء غنائيين مبدعين ساهموا بفاعلية في  وضع  اللبنات الأولى  لصرح الإبداع والتحــــديد نذكر من هــــؤلاء الرواد الفنان والشــــــاعر والملحن/ محمد سعد عبد الله ومحمد مرشد ناجي ومحمد محسن عطروش واسكندر ثابت وعلي بن علي الإنسي ومحمد حمود الحارثي  وعلي عبد الله السمه ومحمد صالح حمدون وفيصل علوي وعبد الكريم توفيق وأيوب طارش وغيرهم من الفنانين والملحنين المبدعين وهم كثيرون وتلا هذه الخطوة خطوه أخرى هامة وهي إنشاء العديد من الفرق الموسيقية على مستوى الوطن نذكر منها ألفرقه الحديثة الموسيقية والفرقة العربية وفرقة الشرق بمحافظة عدن  وفرقة الندوة اللحجية (لحج) وفرقة نادي الفنون الشعبية بمحافظة الحديدة وفرق موسيقيه أخرى في كلٍ من مدينة المكلا وسيئون بمحافظة  حضرموت وأبين وتعز , ضمت في عضويتها امهر العازقين على مختلف الآلات الموسيقية وقد ساهمت هذه الفرق في إثراء الساحة ألفنيه اليمنية بأروع الألحان والأعمال الغنائية  المتميزة  من خلال مشاركتها  في إحياء العديد من الحفلات  والسهرات الفنية والمهرجانات الوطنية التي كانت تقام في الميادين والساحات العامة والمسارح ودور السينما  في العديد من المحافظات اليمنية  إضافة إلى مشاركة الفرق الموسيقية  المذكورة بتمثيل اليمن في العديد من المهرجانات  والفعاليات الفنية العربية والدولية.

وهذا مما ساعد على جو  من  التنافس والتسابق في  تقديم كل ما هو جديد ومبتكر وما تحويه مكتبة إذاعة  وتلفزيون صنعاء وعدن من كنوز فنيه  من تسجيلات سمعيه ومرئية خير  شاهد  على ما تم انجازه  من إبداعات رائعة  في السنوات  الماضية , وما اشرنا  إليه  في السطور السابقة هي غيض من فيض لا يتسع المجال لذكر  كافة التفاصيل والمراحل  التي رافقت بدايات تأسيس النهضة الموسيقية والغنائية  منذ  قيام الثورة اليمنية المجيدة حتى  بداية  التسعينات

وللاستزادة  ادعوا  القارئ الكريم  قراءة  ( موسوعة  الغناء اليمني )  الصادرة عن  دائرة التوجيه  المعنوي والسياسي  للاطلاع  على حجم  الجهد المبذول وما أنجزه جيل  الرواد من فنانين وملحنين وموسيقيين وشعراء من إبداعات رائعة  تشكل جزءً  هاماً  في مسيرة  تاريخ الموسيقى العربية المعاصرة

 وما نشهده اليوم من خلال المتابعة واستقراء واقع  الحركة  ألفنيه الموسيقية  والغنائية  يلاحظ أن الكثير مما  يقدم  ألان  عبر الوسائل الإعلامية  السمعية والمرئية و ما  تقدمه شركات  الإنتاج   والتوزيع الفني الخاصة يشكل  تراجعاً  لافتاً يشوه ويطمس كل  ما هو  جميل  ورائع  ومتجدد  ومبتكر ولا  يرتقي إلى مستوى البدايات التي أسسها  جيل  الرواد  حيث  كنا السباقون في تصدير إبداعاتنا  إلى دول  الجوار  معتمدين  على مخزون  هائل  وموروث غنائي وشعري متعدد  الألوان والأشكال والقوالب اللحنية استفاد منها  الغير وانطلقوا من خلاله إلى العالم, ونحن  لم  نتجاوز دائرة  تفكيرنا المتراجع إلى  الوراء ... ويبقي السؤال ترى من هو  المسئول؟؟

1-هل هم أصحاب الشأن  من فنانين  وملحنين وموسيقيين وشعراء الأغنية ومثقفين ومهتمين .

2- أو  وزارة  والإعلام بما يسموه " إعلام أللوزي الذي لم ينفع في الثمانينات ويتغير ويعود مرة أخرى في عصر التكنولوجيا والفضائيات ولا يزال الرجل بعقلية الثمانينات "

3- أو وزارة الثقافة التي من المفروض أن تنشر الثقافة والفنون وتساعد على توعية الناس واعتقد أن هذه الوزارة لم تقدم للفن والإبداع شيئا سوى فرقة موسيقية قد عفا عليها الزمن وتعود بداياتها إلى مايقارب ربع عقد ونيف .

4- أو  الإذاعات  والقنوات  الفضائية اليمنية .

5-  أو شركات  الإنتاج والتوزيع الفني

وفي الأخير نترك الموضوع مفتوح   للنقاش حتى نصل  إلى الإجابة  الشافية  التي تساعدنا  على  معرفة مكمن   الخلل  والخروج بتصور يتضمن الحلول المقنعة  والمنطقية .

*رئيس جمعية الحديدة  للموسيقى

عدد القراءات : 4334
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات