احدث الاخبار

سُنةُ التغيير‎

سُنةُ التغيير‎
اخبار السعيدة - كتب - فؤاد الحبيشي         التاريخ : 12-04-2011

التغيير سنة من سنن الله في الأرض, ولا غنى للخلائق عنها, وقد جعلها الله ملازمة للبشر لشدة حاجتهم إليها لأنَّ البشر خُلفاءُ اللهِ في الأرض وهم المكَّلفون بعمارتها.

وعمارة الأرض لاتتم بروتين واحد متكرر مهما كان جيداً ومفيداً لأن فائدته محدودة وفترته قصيرة, والإنسان بطبعه يملُّ الروتين المتكرر في حياته وعمله .

ويبحث دائماً عن الجديد في أفكاره و أفعاله وأقواله ومشاهداته وذهابه إيابه. بل حتى في مأكله ومشربه وملبسه.

وكما أن الإنسان يتغيَّر بمراحل العمرالتي يمرُّ بها من طفولةِ إلى فتوَّة إلى شباب و شيخوخة , فتتغيَّر بذالك أعباء الحياة عليه .وتتغيَّر التكاليف من مرحلة إلى اخرى, فمرةً يأخذ ويستقبل وهذا في مراحل الطفولة الأولى ,ومرةً يعطي ويرسل ,وذالك في المراحل الأخرى , ولايعقل أن يبقى الإنسان يأخذ ويستقبل في جميع مراحل حياته إلاَّ أن يكون معاقاً . ولا يمكن أن تطول طفولته إلى الشيخوخة إلا إذا بقي طفلاً بجسم رجل وهذا ما يسميه سيد قطب الطفولة الكبيرة .

لهذا يحتاج بعض الناس لحذف بعض الأفكار والمفاهيم المغلوطة نحو ذواتهم والآخرين والحياة . والتي هي مخزونة لديهم , ولما لها من سلبيات ومساوئ تظهر على تصرفاتهم وافعالهم .

والسبب في ذالك هو  الروتين المستمر والأخطأ المتراكمة , وعدم التغيير.

ومن حكمة الله وقدرته أنَّ النَّاس مختلفةُ في الأشكال والأفهام والرؤى والأهداف والقناعات والأفكار .

لذالك تتغير الطباع والتصرفات والوسائل والأساليب والطرق .

وبهذا التغير تتغير سياسات, وبتغيُّر السياسات تتغير دول لتتغير حياة شعوب .

وعندما يتمعَّن الإنسان في الشرائع السماوية وما تحمله من هدف واحد, وهو توحيد الله تعالى ,وما يؤكده حملتها من أن العبادة لاتكون إلاَّ لله وحده ؛. يجِد التنوع في العرض والطريقة من رسالة إلى أخرى. 

مع ما يلاحظ من تغيُّرٍ في الطَّرح والأسلوب من رسول لآخر.

وذالك لأختلاف الفترات, وتنوع الناس , وتغير الطباع والنفوس  فكلما ذهب قوم وبادوا إلاَّ وظهر آخرون يختلفون عنهم , فيأ تيهم من يرشدهم بطرقٍ ووسائل تُغاير من سبقوه وسبقوهم. 

والأُمم السابقة كان يتخللها بعد فترةٍ زمنيَّةٍ وجهٌ جديد من الأنبياء فالتداول والتناوب والإختلاف والتغيير والرسل والمصلحين.  

من مميزات الشرائع السماوية . ولكي تبقى أمة تموت أخرى  وما فات مات ويبقى عبرةً لمن هو آت . وإذا ذهب جيل وُلِدَ آخر.

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها  وكل ذالك دروس يتعلم منها القادة والحكام والزعماء( سنة التداول والتغيير ) وسواءٌ قبلوا بذالك  أم  لا . فدوام الحال من المحال ولن يقبل جيل الحاضر   أن يُحكم بعقل الماضي , فيضيع أمل المستقبل.

فالماضي للعبرةِ ,والحاضر للعُبور ,والمستقبل للإستراحةِ والتاريخ مليءُ بالدروس والعبر, وهو يتحدَّث عن نفسه اكثرَ مما يتحدَّث الناس عنه .

 فنجاح القادةِّ المُصلِحين يأتي من إستقرائِهم لواقعهم وفهمهم وإدراكهم لما يقومون به.

على عكس الفشل الذي يتخبَّط فيه الطغاة المستبدين حين يضيق تفكيرهم فيتقوقعون على مصالحهم ,مكررين الأخطآء التي وقع في فخِّها من سبقهم غير مدركين ما قد تؤول إليه حماقاتهم 

وما يعيشه النَّاس من أحداثٍ, وما يعاصرونه من تغير لأحوال الأمم والشعوب عندما تكفر بالظلم , وتزأر في وجه الإستبداد لتتساقط بعدها الزعامات الصنمية الواحد تلو الأخر معلنةً لا يعلو هبل بعد اليوم ولا أفلح من بالت عليه الثعالب .

عدد القراءات : 4800
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات