احدث الاخبار

الثورة في أسبوعها العاشر !!

الثورة في أسبوعها العاشر !!
اخبار السعيدة - كتب - د . رياض الغيلي         التاريخ : 11-04-2011

تسعة أسابيع مضت على انطلاقة هذه الثورة المباركة وبتنا ونحن على بدايات الأسبوع العاشر أكثر  عزيمة وأقوى شكيمة من أي وقت مضى .. ويبدو التقييم برأيي على النحو التالي:

جغرافياً:  هناك 15 ساحة للاعتصام منها  ساحات مشتعلة كساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية بتعز  وساحة الحرية بعدن ، ومنها ساحات ساخنة كساحة التغيير بالحديدة وساحة التغيير بالمكلا وساحة خليج الحرية بإب ، وساحات متأهبة لدفع نصيبها من التضحيات في كل من ذمار وحجة وسيئون والبيضاء وغيرها ، وساحات تحررت من النظام الغاشم كمأرب والجوف وصعدة  .

ميدانياً: هناك تطور ملحوظٌ في تزايد المؤيدين للثورة واتساع رقعة ساحات الاعتصامات ، وتمددها في كل الاتجاهات ، ولعل هذا ما سوف يغنيننا عن الزحف إلى القصر الجمهوري أو دار الرئاسة أو مبنى التلفزيون ، أقصد الوصول إلى أبوابها بالتمدد لا بالزحف إن شاء الله .

على مستوى الجيش:   سجل الجيش حتى الآن موقفاً رائعاً بانضمام أكبر قواده إلى الثورة وأصبح ثلاثة أرباع الجيش اليمني مع الثورة قلباً وقالباً ، ولم يبق مع النظام المتهاوي سوى وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ، وأتوقع انحياز الكثير من ضباط وأفراد هذه الوحدات إلى الثورة في الأيام القادمة .

على مستوى التماسك الداخلي: قدم الثوار  في ساحات الثورة مستوى متقدماً جداً من الوعي لضرورة الوحدة الوطنية ونبذ أي فكر طائفي أو سياسي ولم تسجل حتى الآن أي بوادر اختلاف بين الثوار رغم الطيف السياسي والفكري والقبلي والمذهبي الذي تتلون به ساحات الثورة .

إعلامياً:  رغم انحياز الإعلام الرسمي وتبعيته الفجة للنظام المتهاوي وتدبيجه للكذب المفضوح، إلا أن الثورة اليمنية كانت أكثر حضوراً من الناحية الإعلامية ، ساعدها في ذلك وجود قناة خاصة للثورة هي قناة سهيل ، وقناة مساندة للثورات العربية هي قناة الجزيرة ، فضلا عن الصحف والمواقع الإلكترونية الثورية أو المساندة للثورة ، فأعتقد أن الثورة متفوقة إعلامياً على النظام الآيل للسقوط .

سياسياً ودولياً:  ارتفع مستوى الخطاب السياسي العالمي وخاصة الأمريكي عن مستوى "إبداء القلق" و" المطالبة بضبط النفس وعدم استخدام القوة" و " الدعوة إلى الحوار " إلى المطالبة الواضحة والضغط المتواصل على الرئيس للتنحي عن السلطة والاستجابة لمطلب الثوار ، وتطور الأمر إلى تجميد مساعدات كما حدث من هولندا  وإيقاف برامج كما حدث من أمريكا ، أضف إلى ذلك انضمام عدد من السفراء البارزين إلى ثورة الشباب ، وأعتقد في ضوء ذلك أن الثورة متفوقة سياسياً ودولياً على النظام المتهاوي .

جماهيرياً من خارج اليمن : مسيرات أسبوعية مؤيدة للثورة مستمرة في بعض العواصم العربية والعالمية وبأعداد تصل إلى الآلاف كان آخرها هتاف الثوار المصريون في جمعة التطهير للثورة اليمنية ومباركتهم لها ودعمهم لها .

شرعياً: انحاز العلماء مبكراً لثورة الشباب بعد محاولات لإصلاح النظام قوبلت بالرفض والصدود ، ثم موقف مشرف لإتحاد علماء المسلمين ورئيسه العام فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي وعدد من العلماء الأفاضل.

حقوقياً: دور متميز لمنظمة هود ونقابة المحامين اليمنيين ، وبيانات لمنظمات حقوقية وناشطي حقوق الإنسان كان من أجملها بيان منظمة العفو الدولية الذي دعا حكومات الغرب إلى إيقاف الدعم العسكري واللوجيستي عن النظام اليمني الذي يعمل على إبادة شعبه .

ربما كان هذا التوصيف ضرورياً للوصول إلى سؤال واحد تحدد الإجابة عليه طبيعة المرحلة القادمة وهو:متى نصل إلى نقطة " إسقاط النظام " أو كيف يسقط نظام ما؟؟

الباحث في أسباب وظروف حتمية سقوط الأنظمة المتساقطة والبائدة في كل دول الثورة الناجحة حتى الآن : تونس – مصر . يصل إلى نتيجة واحدة مفادها : " يسقط نظام ما عندما تضيق دائرة حركته الأمنية والسياسية والإعلامية إلى حد يصيبه بالشلل وفقد زمام المبادرة والتحكم كمرحلة أولى فاختلال التوازن كمرحلة ثانية فالسقوط كنتيجة نهائية".

وهذا ما يبدو عليه النظام اليمني .. فأبشروا بالنصر .. وعاشت اليمن حرة أبية

عدد القراءات : 3242
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات