احدث الاخبار

من المسئول عن إهدار المال العام بمستشفيات التكامل الصحى بمصر ؟!

من المسئول عن إهدار المال العام بمستشفيات التكامل الصحى بمصر ؟!
اخبار السعيدة - مصر _ عبد الرحمن ابوزكير         التاريخ : 27-02-2009

تعتبر مستشفيات التكامل الصحى بمحافظة قنا بجمهورية مصر العربية أحد آليات الدولة التى قامت بتنفيذها فى إطار توجيهات الرئيس محمد حسنى مبارك للتخفيف من العبء الواقع على كاهل المواطنين ولتوفير رعاية صحية أفضل لهم ، عن طريق إنشاء مستشفى تكاملى فى كل قرية حتى لا يتحمل المرضى مزيدا من المشقة والعناء جراء الانتقال مسافات طويلة للوصول الى المستشفيات المركزية والعامة .

       وحينما تم العمل فى إنشاء مستشفيات تكامل صحي بمحافظة قنا منذ عام 1997 وصل إجمالي ما تم تنفيذه بالفعل الى 18 مبنى كوحدات صحية بالإضافة الى 12 أخرى تحت الإنشاء والترميم و أعمال الصيانة. وقد تكلف الدولة ملايين الجنيهات فى بناء وتجهيز هذه المباتى ، حيث أن  المستشفى الواحد يكلف حوالي مليون و 200 ألف جنيه تقريبا ، ورغم أن هذه المستشفيات التكاملية قد أقيمت لتخدم مناطق نائية من قرى ونجوع ذات كثافة سكانية عالية تصل إلى 45 ألف نسمة تقريبا في الوحدة المحلية الواحدة والقرى التى تقع فى نطاق خدمة المستشفى بالإضافة الى أنها مناطق تفتقر الى وجود خدمات طبية بديلة مما يعنى حرمان مواطنيها من حق كفله الدستور لهم والذى يمنحهم حق الحصول على خدمات صحية جيدة توفرها لهم الدولة.

       إلا أن معظم هذه المستشفيات لا تعمل بدعوى أعمال الترميم الوهمية لمباني بحالة جيدة ، وأخرى تم وقف أعمال الإنشاء بها لوجود نزاع قضائي بين الجهات الممولة ومقاولي الإنشاءات بالإضافة الى ما هو قائم ولا يعمل بسبب وجود نقص في الكوادر الطبية لتتحول الى أشباح مستشفيات بها أجهزة طبية لم تستخدم  من الأساس وكأنها وضعت كدليل واضح على إهدار المال العام.

      ولما كان الأمر كذلك فقد تقدم عدد من أعضاء لجنة الصحة بالمجلس المحلى الشعبي لمحافظة قنا بعدة أسئلة حول أوضاع تلك المستشفيات مقدمة للواء مجدي أيوب محافظ قنا فى جلسة سابقة الانعقاد . فما كان من المحافظ إلا  أن يبدى اقتراحا بتحويل مستشفيات التكامل على مستوى المحافظة إلى وحدات متخصصة فى خدمات الرعاية الصحية الأساسية ، وتشمل خدمات الولادة والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وخدمات رعاية الأمومة والطفولة والتطيعمات ومتابعة الأطفال ، وخدمات الصحة الوقائية ، مع الاستعانة بعدة تخصصات أخرى بهذه المستشفيات ( باطنه –جراحات بسيطة ) طبقا لجداول عمل بالتنسيق مع المستشفيات المركزية.. _ هذا ماجاء بالاقتراح _ الذى يقضى بتحويل 18 مستشفى تعمل بالفعل الى هذا النظام الجديد.

      الغريب فى الأمر ما قاله الدكتور محمد ربيع -ممثل مديرية الصحة بقنا – فى رده على ما أثير داخل لجنة الصحة بالمجلس المحلى للمحافظة حيث قال–خلال الجلسة- أن المديرية وجدت مستشفيان فقط صالحان للعمل كمستشفى تكامل صحي إحداهما بالمطاعنة بمركز إسنا والمستشفى الثانى بالبراهمة مركز قفط حيث أنهما يعملان طبقا للنظام الصحيح لمستشفيات التكامل بالإضافة الى توافر العديد من الأجهزة والمعدات الطبية يهما. كما أجاب على تساؤلات الأعضاء فيما يتعلق بنقص الكوادر والتخصصات داخل كافة مستشفيات المحافظة بأن معظم المستشفيات والوحدات الصحية بها أطباء ولكن تغيبهم هو الذى يحدث العجز وتسبب فى هذا عدم وجود متابعة جيدة من مفتشي الصحة على هذه الوحدات والمستشفيات.. وكأن الدكتور ربيع يتحدث عن أفعال لا يستطيع احد السيطرة عليها أو أننا يجب أن نستسلم للأمر الواقع دون المطالبة بمعاقبة المفتشين أنفسهم والذين ينقلون الصورة الوردية الى السيد المحافظ دون أن يكون لأحدهم علم بما يجرى على أرض الواقع.


        هذا وقد قدم المجلس المحلى للمحافظة الكثير من التوصيات والمقترحات الى محافظ قنا ومنها أن يخاطب المحافظ وزير الصحة والسكان باعتبار محافظة قنا محافظة نائية بالنسبة للخدمات الصحية التى ينطبق عليها نظام الحوافز المميزة للأطباء لتشجيعهم وترغيبهم للعمل بالمحافظة لتغطية العجز المزمن الذى تعانى منه هذه المستشفيات.وكذلك مخاطبة وزير الصحة والسكان لتوفير أطباء أخصائيين فى التخصصات التى تعانى من نقص فى الكوادر الطبية كأقسام ( التخدير – الأشعة – العظام – الجراحة العامة ) حيث أنها تخصصات غير متوفرة فى كثير من مستشفيات قنا العامة والمركزية كما أوصى المجلس بأن يقوم وكيل وزارة الصحة بعمل عقود صيانة لمستشفيات المحافظة توكل إلى شركات صيانة متخصصة.

ولكن بعد كل هذا نود أن نسأل  عدة تساؤلات مشروعة ونقول : أليس قرار وزير الصحة الصادر بشأن هذه الوحدات كان صريحا حينما اصدر تعليماته بتشغيلها كمستشفيات تكامل صحي تشمل كافة التخصصات وقد تم صرف مخصصات مالية لها وتمويلها من جهات مانحة على أساس أن تكون مستشفيات لا مساكن للغربان ؟ هل أصبحنا كمن استورد آلة حديثة ونتيجة لعدم القدرة على استخدامها تسبب فى تعطيلها "وركنها على الرف " ؟ ثم أن هذه المستشفيات كلفت الدولة ما لا بقل عن 21 مليون جنيه بالإضافة الى ما تكلفته من مصاريف لأعمال ترميم وهمية فمن نحاسب على هذا الإهدار الواضح فى المال العام .. أم أن السؤال الذى يجب أن يطرح غير كل ما ذكرناه لنقول .. من يحاسب من ؟؟!! وحسبنا الله ونعم الوكيل!!

المصدر : خاص
عدد القراءات : 4769
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات
متفرج ضابح..
اذا كان هذا حال المستشفيات في مصر فكيف باليمن اللهم لا حسد
محمود عبد الناصر عبدالبارى
هل سيتم ادخال اجهزة اشعة لمستشفى التكامل الصحى بقرية جراجوس بمركز قوص
د ابوبكر القاضى
عدم التخطيط واتنفيذ الجيد والمتابعة المستمرة للأداء بمستشفيات ووحدات الصحةهوالسبب فيما آلت اليه مستشفيات التكامل بقنا ناهيك عن الاهدار فى التجهيزات المهملة والى يتم تكهينها بدون استعمال لقدم الموديل
محمد بغدادى
من المسئول نقص الخدمات المقدمة من ادوية وعلاج وخدمة من المسئول عنها لابد من متابعة وتقديم هذة الخدمات للمواطنين قنا