احدث الاخبار

بداية الفرز الطائفي في زمن الاحتلال الامريكي

بداية الفرز الطائفي في زمن الاحتلال الامريكي
اخبار السعيدة - بقلم - ابراهيم زيدان*         التاريخ : 20-07-2009

منذ ان باشر الحاكم المدني للاحتلال الامريكي سيىء الصيت ( بريمر) خلفا لسلفه ( جي غارنر) بدأ الفرز الطائفي في العراق تمهيدا لحرب طائفية بين الاخوة المسلمين ، فقد حدثني عراقي تجاوز الخمسين من العمر عن الطريقة التي تعامل بها هذا السفير مع اولئك الطلبة الذين كانوا قد تقدموا للقبول في كلية القوة الجوية رغبة منهم في ان يكونوا طيارين في سلاح الجو العراقي المعروف بصولاته وجولاته على اعداء العراق والامتين العربية والاسلامية ، وفي مقدمتها الحرب العربية الاسرائيلية التي لاتزال تذكر بفخر كبير مشاركة الطيران العراقي فيها ، ولسنا هنا بصدد هذه القضية ، انما لنستذكر بداية الفرز الطائفي الذي خطط له اعداء الشعب العراقي ، فهذا الرجل ينقل عن ولده الذي حالفه الحظ في القبول في الطيران المدني بعد ان حل الاحتلال الامريكي المؤسسة العسكرية العراقية ودمر بنيتها التحتية مثلما دمر البنية التحتية للعراق بأسره ، فقد كان يسأل هذا السفير الطالب المتقدم خلال المقابلة عن طائفته ، فكان بعضهم يذكر اسم طائفته فان كان ( سنيا ) يخاطبه بكلمة ( كو go ) بمعنى اذهب ومعها كلمة ارهابي بالانكليزية ، وان كان الطالب شيعيا يتلقى ذات الكلمة ايضا وكلمة ( علي بابا ) ويعني ان ابناء الطائفة التي ينتمي اليها هذا الطالب لصوص ، كما صورهم الاعلام العربي والاجنبي حين تعرضت مؤسسات الدولة الى النهب بذريعة يراد بها باطل على انهم كانوا في زمن النظام السابق محرومين من كل شيء فاباحوا لانفسهم اخذ الممتلكات العامة على انها اموالهم ! ويومها لم ينتبه هؤلاء الطلبة الى ماكان يخطط لهذا الشعب الطيب وماتخفيه هذه الاسئلة الخبيثة من مؤامرة تحاك ضد ابناء البلد الواحد ، وقد نجح الفرز الطائفي هذا الى حد معين بعد حادثة تفجير المرقدين في سامراء بعد ان اعد له الاحتلال اعداد جيدا بفضل المتعاونين معه من مختلف العناوين التي تنفذ اجندة معادية للعراق ، وقد رأينا ماحدث من احتقان طائفي اسهمت فيه شخصيات سياسية ودينية كانت ترفع راية الطائفية في جميع المناسبات عبر اعلانات مدفوعة الثمن .

وقد عبث التكفيريون واولئك الذين خسروا مناصبهم التي كانون يتمتعون بها ايام النظام السابق ، وأبلى فيها ايضا بلاء سيئا اولئك الذين رفعوا راية المحاصصة الطائفية وتغنوا باسمها هنا وهناك ، وراح ضحية اجرامهم هذا العديد من الضحايا وشهدنا موجات من التهجير القسري ليحصل العراقي الذي تمسك بصناديق الاقتراع بكونها ممارسة ديمقراطية على خيمة في وطنه بوصفه مهجرا امام انظار اعضاء مجلس النواب الذين انتخبهم وامام الحكومة التي جاءت بها المحاصصة الطائفية التي يسميها البعض خجلا ( التوافقية السياسية ) .

ولكن هل نجح المخطط الشرير هذا ؟ لا .. لان العقلاء واصحاب الرأي السديد كانوا بالمرصاد فأفشلوه وأعادوا اللحمة ثانية رغم الجراح ، ولكن الفرز الطائفي لم ينته ، فقد استمر الاحتلال بلعبته القذرة هذه ، ومعسكر الاعتقال ( بوكا) شاهد حي على مانقول ولكم ان تلتقوا بأي معتقل حالفه الحظ فخرج من جحيمه ليخبركم بما يفعل اعداء العراق بابناء الشعب .

 وأخيرا هل تعلمون من الذي فاز في مقابلة (بريمر) تلك ؟ لقد فاز فيها من قال : ( انا مسلم ) ولم يذكر طائفته رغم اصرار الخبيث ( بريمر) ، ولذا فالعراق لايبنيه الطائفيون ، ولااصحاب الاجندات المعادية للشعب العراقي ، ولايبنيه الباحثون عن جاه او منصب زائل او كرسي يكون العراق من خلاله مغنما لاعضاء حزبه ، انما يبنيه من يضع العراق نصب عينيه وان يكون الشعب في نظره اهله وعشيرته .

 * صحفي وكاتب عراقي

عدد القراءات : 2682
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات