احدث الاخبار

فشل السلطة قتل سياحة اليمن ..

فشل السلطة قتل سياحة اليمن ..
اخبار السعيدة - بقلم - أ. خالد الصمدي         التاريخ : 14-03-2011

تعد السياحة اليمنية من أجمل المزارات السياحية على المستوى الإقليمي والعالمي وتعد من ابرز مصادر الدخل القومي لما تتميز به اليمن من تاريخ عريق وحضارة ساهمت في بناء النهضة العالمية على مختلف العصور، لكن ما يحدث حالياً للسياحة اليمنية يعد خطراً كارثياً نتيجة الإحداث الأخيرة والى عوامل متراكمة تندرج تحت التخلف الثقافي والفساد الإداري وغياب التخطيط المتميز وضعف الإرادة والإخلاص في العمل.

إذا نظرنا إلى المناظر السياحية في بعض المحافظات اليمنية، التي تمتلك مناظر طبيعية خلابة نجدها خالية من أي منتجعات سياحية مرتبة وفق معاير سياحية عالمية تجذب السياح وتريح السائح في أجمل متعة سياحية تتوفر فيها كل مقومات السياحة، نجد منظراً جميلاً لا يوجد به حمامات ولا مسجد ولا مطعم ولا حتى مظلة يستريح فيها السائح ونلاحظ هذه المناظر مهملة في الاعتناء بها زراعياً وإدارياً.

في الإمارات العربية المتحدة صحراء، لكن بالإخلاص وجودة التخطيط استطاعوا أن يجدوا مناظراً سياحية طبيعية في مناطق صحراوية صارت مزاراً سياحياً إقليمياً وعالمياً.

المناطق الأثرية في اليمن التي تجسد تاريخاً عظيماً للحضارة اليمنية كانت تشهد نموا سياحيا خصوصا من السائح الأوروبي لكن بسبب التطرف والإرهاب وظاهرة الاختطاف وضعف هيبة الدولة في التعامل مع المختطفين وقطاع الطرق والتعامل معهم في أسلوب دفع الفدية المالية أو الإفراج عن أحد أقاربهم من السجن كل ذلك شوه صورة السياحة اليمنية وتراجع رقم تصنيفها عالميا بعد أن أظهرت تقارير تفيد بأن اليمن غير مستقره امنياً وزاد الطين بلة المكايدات السياسية وما تشهده الساحة اليمنية من عراك سياسي وصل إلى حد إشهار الأسلحة والجنابي والرمي في الحجارة والبلطجة من بعد هذا هل يجعل السائح اليمن ضمن مزاراته السياحية!؟ حتى اليمنيين أنفسهم خارج الوطن إذا قلت له لماذا لا تزور اليمن قال لك اليمن حين يوجد بها أمن وقانون سنزورها ويستثمروا أموالهم خارج الوطن وفي منشآت سياحية ! حين أتكلم مع أي مواطن إماراتي لما لاتزور اليمن يقول لك أنا مجنون أروح اُقتل في اليمن، هناك البعض منهم يزور اليمن، ويرجع ويعجب فيها ويتمنى زيارتها مرة أخرى، خصوصا بعد الصورة الجميلة التي ظهرت بها في "خليجي20" التي غيرت الصورة القاتمة عن اليمن ودافعنا في أقلامنا في أكثر من جهة إعلامية عن اليمن واليمنيين، لكن بعد ذلك تعكر الوضع في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة

اليمن تشن عليه هجمة إعلامية حاقدة تعمل على تشويه سمعة اليمن وتجعل منه مركزاً للقاعدة والقبائل التي تخطف وتنهب وبعض وسائل الإعلام شريفة وصادقة تنقل الصورة الحقيقة في محاسنها ومساويها وتبين حجم المشاكل كما هي دون تعمد في تشويه اليمن.

التراجع في السياحية اليمنية هو نتيجة الانفلات الأمني الذي هو نتيجة للفشل السياسي ويتحمل مسؤوليته السلطة لأنها هي المسؤولة عن الوطن والمواطن التي لم تستطع أن تعالج أزماتها المتراكمة لم تستطع أن تنشئ جيلاً في كل الوطن على التربية الوطنية التي تدين بالولاء للوطن وحفظ أمنه واستقراره، بل مازلت في مناطق شباب لا يعرفوا من العالم غير أبناء قريته ويدين بالولاء للقبيلة أو المنطقة أو المحافظة أو المذهب يسعى إلى خطف وقتل السائح وهو لا يدرك أن هذا فيه خسارة لسمعة الوطن هذا هو غياب الولاء الوطني الذي فشلت السلطة في تحقيقه من بعد قيام الثورة إلى الآن في مجتمع تصل فيه نسبة الأمية إلى 70% يوجد منجزات لا ننكرها وصل عدد الجامعات إلى 18 جامعة وعدد من المعاهد لكن في مناطق العقلية فيها مازالت عقلية كليب وجساس وحرب داحس والغبراء

السلطة لم تعالج أزمة صعده في حل نهائي يمكن انفجارها في أي وقت ستنفجر الأوضاع لأن الأخطاء حدثت من البداية في تغذية الصراعات الفكرية المذهبية فترى الدولة تدعم الحوثي ضد الفكر الوهابي القادم من خارج الحدود ومرات تدعم الفكر الوهابي ضد المذهب الزيدي ومرات قبائل ضد قبائل أخرى لم توالي النظام كل هذه العوامل جعلت من هذه المنطقة السياحية خراب ولم يعد منطقة آمنه عالمياً بعد مقتل السياح في صعدة على أيدي القاعدة وما حدث في مأرب للسياح الأسبان.

في المناطق الجنوبية كانت عدن وشبام حضرموت وغيرها من أجمل المزارات السياحية لكن بعد أحداث الحراك الانفصالي تعكر جو الزيارات السياحية وأصبحت منطقة خطرة حتى على اليمنيين أنفسهم وأنا شاهدت هذا بعيني لقد توقفت في طريق تعز لحج من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة السابعة مساء بسبب قطع الطريق من قبل الحراك وكانت معي العائلة وانأ في سفر إلى الإمارات وقد قررت العودة إلى تعز وبعد ذلك معسكر نزل وفرق قطاع الطريق وأزال الجواجز وأدركت بهذا المشهد في عام 2009 أن اليمن ووحدته في خطر.

آخر من عنس زمار قتل أمام أولاده وهو ذاهب إلى عدن في إجازة العيد وبنت تقتل من محافظة إب وهي قادمة من عدن، إخواني، هل بعد هذا السائح سيجعل اليمن مزار سياحي مفضل عالمياً إذا كانت السياحة الداخلية بين المحافظات تراجعت.

في المناطق الجنوبية يقتلك حسب الانتماء المناطقي للمناطق الشمالية وهذا ما حدث لأبناء القبيطة وشخص من إب وآخر من تعز في أبين وكثير.

السبب في ذلك الحراك لكن نقول من أوصل الحراك إلى هذا الوضع وكانت مطالبهم حقوقية لماذا لم ننفذ تقرير الأستاذ/ عبد القادر علي هلال والدكتور صالح باصرة عن مشاكل المحافظات الجنوبية إذا نفذ لم يكن هناك مشكلة وان سمعت الدكتور صالح باصرة يقول في قناة "السعيدة" أنا خيرت الرئيس أن يختار محاسبة 15 فاسداً أو خسارة الوطن ووحدته، لماذا إلى الآن ونحن لا نتعرف في الأخطاء وان هناك أزمة يجب أن تحل في كل عدالة محاسبة الفاسد كان من المؤتمر أو اللقاء المشترك.

أبناء الجنوب وحدويون وأكثر منا وهم من قدم التنازلات لأجل الوحدة وإذا وجد العدل لم يوجد شخص يتمنى غير وحدة اليمن واستقرارها لماذا لا نحاسب ناهبي الأراضي والمال العام والوظائف وإرجاع المفصولين إلى عملهم في السلك العسكري والمدني وتوزع ترقية الجيش حسب الأداء والتقدمية وليس على حسب الانتماء المناطقي والأسري.

ما يحدث حاليا في الساحة اليمنية بين المؤيدين والمعارضين وصل إلى حد إشهار السلاح وحدث قتل وتخريب ومازال العناد السياسي موجود بين الطرفيين، مما قد يؤدي في اليمن إلى كارثة ليس سياحية فقط، بل إنسانية ونرجع إلى عصور الجاهلية الأولى خصوصا بعد دخول القبائل على خط الحراك السياسي منهم مع إسقاط النظام ومنهم مع بقاء النظام خصوصا بأن اليمن تملك 50مليون قطعة سلاح ونسبة الأمية 70% وغياب هيبة الدولة في بعض المناطق والاختلافات الفكرية والمذهبية والمناطقية.

أتمنى لليمن الحبيب وكل عاقل في هذا الوطن الغالي أن يحكموا العقل ويخرجوا إلى حل لهذا الأزمة لما فيه خير اليمن

أن مصلحة الوطن أغلى من مصالحهم الشخصية واليمن أمانة في أعناق الجميع، والتاريخ اليمني لن يرحم من يفرط في استقراره وأمنه، وسنندم كثيراً على الوطن.

 

*مستشفى العين الحكومي- الإمارات

 

عدد القراءات : 3133
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات