احدث الاخبار

أخلاقيات المهن الطبية في تاريخ الفكر الاجتماعي في محاضرة لمركز منارات

أخلاقيات المهن الطبية في تاريخ الفكر الاجتماعي في محاضرة لمركز منارات
اخبار السعيدة - صنعاء _ يحيى احمد الضيقي         التاريخ : 25-02-2009

في دراسة قدمها الأستاذ الدكتور / عبد الله معمر أستاذ علم الاجتماع  كلية الادآب _ جامعة صنعاء تطرق من خلالها للحديث عن أخلاقيات المهن الطبية وقال لكل مهنة أخلاقياتها من الضروري الالتزام بها من قبل الممارس ولا يكتمل الأداء المهني إلا بها ومن هذه المهن ،الطب ، والطبابة ، الذي تعد في مقدمة المهن التي لها أخلاقيات صارمة منذ الأزل حيث كان التطبيب يقوم على أساس الربط بين المرض والمتغيرات التي تطرأ على الطبيعة وحركة الأجرام السماوية عن طريق الربط بين المرض والعوامل البيئية والطبيعية ومتغيراتها المختلفة وقامت تقاليد ممارسة مهنة الطب لدى العرب أيضاً على مزيج مما توارثه العرب من تقاليدهم العربية الأصيلة ومما نقلوه عن الأمم السابقة .
وقد أشترط أبقراط مبدأ الطهارة والفضيلة في ممارسة مهنة الطب، وهو المبدأ الذي سار عليه الأطباء بعد ذلك.
وتهدف هذه الدراسة للتعرف على الأسس والقواعد الأخلاقية الخاصة بمهنة الطب والعلاج عبر تتبع تاريخ الفكر الإنساني والمبادئ التي أرستها الجماعات والشعوب وكرستها في ثقافتها وقيمها المختلفة.
ويمكننا تحقيق ذلك بالإطلاع على كتب التراث الطبي في كل من اليونان ومصر القديمة، مروراً بعصر الدولة الإسلامية.

وأضاف الدكتور معمر : إن مبادئ وأخلاقيات الطب والعلاج، ظلت وعلى مدى طويل ثابتة ونهائية وغير قابلة للجدل أو الاجتهاد، أما وسائل التشخيص وطرق العلاج فإنها قابلة للتغيير وعليها أن تعتمد على أسس نظرية جديدة وأن تطور من آلياتها بما يخدم الهدف، أي تحقيق الشفاء من المرض.
أولاً : الأخلاق بين الفلسفة وعلم الاجتماع:
تعد الأخلاق جزءاً من ظواهر وأنساق المجتمع، ولها وظائفها، وضرورتها الاجتماعية في البناء الاجتماعي كما أنها جزءاً من مكونات وترابط هذا البناء.
كما تعد  جزءاً من نسق القيم الاجتماعية في مختلف المجتمعات ومراحل تطويرها وارتبطت بمختلف الديانات السماوية أو اللاسماوية إذ مثلت سياج لعملية الترابط الاجتماعي، بل إن الشعوب البدائية اعتبرت الأخلاق مكوناً دينياً محض، وجزءاً من العبادة الإلهية. والتمسك بالقيم الأخلاقية تمسك بالدين كنسق تعبدي جعل من الأخلاق سياج الحماية للأسس التعبدية. ومخالفة القواعد الأخلاقية خروجاً عن الديانة وعصيان للمعبود "الإله" وخروجاً عن الطاعة له.
وقد مثلت الأخلاق جزءا من اهتمامات الفلاسفة والاجتماعيين عبر تاريخ الفكر الإنساني, قديما وحديثا, فمن ابيقراط الى سقراط وافلاطون، وارسطو، حتى دوركايم، وشوبنهور .... وغيرهم. ومن المصرييون إلى اليونانيون والأشوريون والبابليون، إلى الدول الإسلامية المختلفة.
هذا وتناول الباحث دراسته  للعديد من المراحل  حيث تطرق إلى مرحلة  أخلاقيات الطب ما قبل ابيقراط

وأضاف : إن الرغبة في الشفاء مدفوعة بوجود ألم، أو عيب ما في المظهر أو في وظيفة من وظائف الجسم يختلف تقديرها باختلاف المراحل التاريخية والثقافات والمجتمعات والأديان.
فمنذ الأزل وجد الألم مصاحباً للإنسان إما نتاج لتفاعله مع الطبيعة، أو نقصاً في الخلق والمكونات البيولوجية، أو لخلل في وظائف أعضاء الجسم ومكوناته، ليمثل خطراً يهدد استمراره ووجوده لصالح الطبيعة نفسها، وإنهاء لعملية صراعه معها. لذلك مثلت الأخطار الموجهة ضد الإنسان موقف عدائي شديد الحساسية لـه. فالكوارث الطبيعية  والحيوانات المفترسة، مثلت نموذجاً خطراً على الإنسان إلى جانب الأمراض التي تعد المقدمات الأولى لحالات الموت والانقطاع عن هذا العالم.
فكان عليه التعامل مع هذه الأخطار وفق مبدأ الدفاع والبحث عن وسائل معينة له من خلال مصدر الشر ذاته، فكان ذلك أما بالاحتماء بالطبيعة نفسها عن طريق البحث عن كهوف تقيه من مصادر الخطر أو بالانتقالات من مكان لآخر بعيداً عن الأخطار أو من خلال التعامل مع ما جادت به الطبيعة نفسها من أعشاب ووسائل للعلاج.
وحول مصادر المعارف الطبية  قال الباحث قد لا نستطيع الجزم في تحديد المصادر الأولى لمعرفة الإنسان بالعلاج، وإن كنا نستطيع تحديد الشعور بالألم، فالشعور بوجود خلل ما في جسم الإنسان أمر طبيعي، وبالتالي فإن مصدر الألم دافع رئيسي للفرد نحو إصلاح هذا الاعتلال.
يرى اتجاه آخر أنه استحدث كأي شيء استحدثه الإنسان لحاجة له به، وهذا الاستحداث كان مع محاولة الإنسان للتجربة والخطأ في درء الألم.
 ومصدر الارتباط بين الدين والعلاج : نظراً لوجود الاعتقاد بالارتباط الرباني بالشفاء، ولوجود مفاهيم أن الإنسان توصل للعلاج نتيجة لحالة الإلهام من الله تعالى، فقد سيطرت فكرة الشفاء من المرض بضرورة وجود وسيط بين المريض وصاحب الشفاء، أو مانح الشفاء كما أن صعوبة التعريف على المرض والعلاج، جعل من هذه المهنة تحظى بأهمية خاصة عند جميع الفئات الاجتماعية، ومن يمارسها منح مكانة راقية داخل المجتمع كونه يتمتع بقدرات لا يتمتع بها الفرد العادي من المجتمع. مما جعلها مهنة محتكرة بين أفراد الطبقات العليا دون سواهم.
وساد اعتقاد لدى شعوب عديدة أن المرض عقاب رباني للإنسان لارتكابه المعاصي أو جراء قيامه بفعل أغضب الرب، ومثل هذا ظل الاعتقاد سائداً إلى اليوم في معتقدات الشعوب وكرست الأديان السماوية مثل هذا الاتجاه في تصورات الأفراد القيمية.
شخصية الطبيب وسلوكه:
لم تترك المهنة بعد أن فتح أبقراط تعليمها على الشكل بل ووضع أسس لذلك، كان أولها القسم الطبي الذي يحمي المريض من ممارسات الطبيب، كما وضعت شروط من الضروري توفرها في الطبيب هي: أن يكون المنتظم للطب، في جنسه حراً، وفي طبعه جيداً، حديث السن معتدل القامة، متناسب الأعضاء، جيد الفهم، حسن الحديث، صحيح الرأي عند المشورة، عفيفاً شجاعاً، غير محب للفضة، مالكاً لنفسه عند الغضب، ولا يكون تاركاً له في الغاية، ولا يكون بليداً، وأن يكون مشاركاً للعليل مشفقاً عليه، حافظاً للأسرار، محتملاً للشتيمة، فبعض المرضى يتصرفون خارج عن طبيعتهم، وأن يكون حلق رأسه معتدلاً مستوياً، وثيابه بيضاء نقية لينة، ولا يكون في مشيه مستعجلاً، لأن ذلك دليل على الطيش، ولا متباطئاً لأنه يدل على فتور النفس. وإذا دعى إلى المريض فليقعد متربعاً ويختبر منه حاله بسكون وتأنى.
   وأولى منهجيات الطبيب منذ الأزل "إجراء مقابلة طويلة مع المريض، وأن ينظر، ويلمس ويحس جسد المريض وبعدها فقط يمكنه صياغة التشخيص، والتنبؤ بالمستقبل، ثم يصف العلاج الملائم لنوعية المرض".
وقد كان كثير من الأطباء يرون في الفلسفة تهذيباً للطب وإرساء لقيم أخلاقية تزيد من قوته وسمو أخلاقه فأبقراط يؤمن بالفضيلة ويجعلها في مرتبة أحب إليه من المال، لذلك رد المال وسعى لعلاج الفقراء مجاناً وعزف من المكوث لدى الأغنياء فترات أطول مقابل المال.
وتعفف عن الزنا بالرغم من أنه "أحب الزنا" ولكني أملك نفسي".سعياً وراء الفضيلة، وصوناً لمنازل يدخلها لعلاج ساكنيها. وإرساء لقيمة أخلاقية لمهنة الطب. وقسمه الطبي الذي صاغه كله يحافظ على الفضيلة ويلزم الممارس بها منذ بداية طلبه للعلم.
2- الفلاسفة الأطباء والأطباء الفلاسفة:
ورأى ابن سيناء أن في الفلسفة تهذيب لأخلاق الأطباء وتمنحه الحكمة في عمله، وتنظر إليه الفلاسفة على أنه طبيب، ونظر إليه الأطباء كفيلسوف، وأياً كان الأمر فابن سيناء جمع بين كل من الفلسفة والطب، وغيره كثيرون فالأطباء كان فيهم الأطباء الفلاسفة والفلاسفة الأطباء، فالفريق الأول كان همهم التشخيص والعلاج، والتفريق بين الأمراض المتشابهة، وحسن تدبير المرض، وتجنب الأخطاء، ويتلمسون في ذلك عن طريق التفكير المنظم، بينما الفلاسفة الأطباء يسعون لتنسيق الحقائق واستقامة المنطق، وربط الأسباب بالمسببات، وصدق التقسيم والتبويب، ووضوح ذلك كله، يؤكدون أمور قد لا يغني بها الطبيب في عمله حين يرون ذلك ضرورياً للعرض المنطقي.
3- شروط مزاولة المهنة والرقابة عليها:
في 684هـ (1283) افتتح البيمارستان المنصوري في القاهرة فأصدر السلطان المنصوري قلاوون مرسوماً بتقليد مهذب الدين أبو سعيد محمد أبي حليقة رئيساً للأطباء في البيمارستان وقلد أخيه علم الدين إبراهيم، وكذا أخيه الثاني موفق الدين أحمد صفة مستشارين في أمور تدريس الطب بالبيمارستان لما اتصفا به من الخلق، والعلم، والكياسة.
وتعزيزاً لدور الرقابة في الإسلام على الممارسة الطبية، وحفاظاً على الأخلاقيات الخاصة بالمهنة، فقد وضع "أبو الحسن بن رضوان سبعة شروط أو خصال كما سماها) رأى من الضروري توفرها بالطبيب أثناء توليه رئاسة المستشفى المنصوري بمصر هـي:
 أ/ أن يكون تام الخلق صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الرواية، عاقلاً ذكوراً، خير الطبع.
 ب/ أن يكون حسن الملابس، طيب الرائحة، نظيف اليدين والثوب.
 ج/ أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم.
 د/ أن تكون رغبته في إبراء المرض أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، ورغبة في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء.
 و/ أن يكون حريصاً على التعليم، والمبالغة في نفع الناس.
 هـ/ أن يكون سليم القلب عفيف النظر، صادق اللهجة، لا يخطر بباله من أمور النساء والأموال التي شاهدها في منازل الأغنياء فضلاً عن أن يتعرض إلى شيء منها.
 ز/ أن يكون مأموناً وثقة على الأرواح، لايصف دواء قتالاً ولا يعلمه ولا دواء يسقط الأجنة، ويعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه.
4- أهمية دوام الإطلاع مع المشاهدة:
ومن الضروري أيضاً أن يعيش الطبيب حالة مرضاه ويعايشها معايشة دقيقة فذاك يجعل من الطبيب أكثر حرصاً في البحث عن شفاء مريضه والبحث عن أفضل وأسرع وسيلة للعلاج.
كما يضيف الرازي إلى أن من الصفات الحسنة للطبيب أن يعد نفسه إعداداً حسناً في الإطلاع على كتب الطب أولاً "إن قليل المشاهدة المطلع على الكتب خير ممن لم يعرف الكتب على ألا يكون عديم المشاهدة" و "من قرأ كتب أبقراط ولم يخدم خير ممن خدم ولم يقرأ كتب أبقراط".
ويذكر أن من محاسن الإطلاع بالنسبة للطبيب بقوله: "إنما أدرك من هذه الصناعة إلى هذه الغاية في ألوف من السنين من الرجال. فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار كمن أدركهم كلهم في زمان قصير. وصار كمن قد عمر تلك السنين".
 وفي هذا إشارة إلى أن أولي أخلاقيات مهنة الطب أن يكون مطلعاً على تراث السابقين والاستفادة من خبراتهم قبل بدء الممارسة في العمل، كون الإطلاع يمكن الشخص من إتقان العمل ومصداقية التشخيص، الأمر الذي يقوم عليه نظام دراسة الطب في عصرنا الحاضر.

وحول عقوبات الخطأ الطبي قسمها الباحث الى ثلاث عقوبات ومنها :
1- في المجتمعات القديمة:
اعتبرت العقوبات التي سنتها المجتمعات القديمة بمثابة الرقيب الذي يحمي الأخلاق الطبية ويحافظ عليها وعلى استقرار الكيان الاجتماعي حفاظاً على بقاء الممارسة المهنية الإيجابية.
ففي مصر القديمة كان يمنع على الطبيب ممارسة العلاج إلا ما تعلمه الطبيب عن الأولين من الأطباء ذائعي الصيت، ولا حرج عليهم إن لم يوفقوا في القضاء على العلة، وعلى العكس من ذلك فإن إهمالهم في تطبيق تلك التعاليم كان يعرضهم إلى المحاكمة وكانت عقوبتها أحياناً الإعدام.
ويتحمل الطبيب الخطأ الناجم عن تجربة الدواء الذي يجربه على المريض لأول مرة وينتج عنه خطأ طبي الأمر الذي أخاف الأطباء في تعاملهم مع أي اكتشافات طبية جديدة، وتطوير الأساليب العلاجية والإكلينيكية.
2- في المجتمع العربي الإسلامي :
ومن العقوبات على الخطأ الطبي كان النفي، فقائد جيوش المعتصم في آسيا الصغرى وموقعة عمورية "الأفشين" وجه عدة رسل إلى الصيادلة يطلب منهم أدوية مسماة فما كان من بعضهم إلا أن أنكرها. وبعضهم أدعى معرفتها وأخذ الدراهم من الرسل ودفع إليهم شيئاً من حانوته. فأمر "الأفشين" بإحضار جميع الصيادلة فلما حضروا كتب لمن أنكر معرفة تلك الأسماء منشورات إذن لهم فيها المقام في عسكره ونفى الباقين عن المعسكر ولم يأذن لأحد منهم في المقام ونادى المنادي بنفيهم وبإباحة دم من وجد منهم في معسكره وكتب إلى المعتصم يسأله البعثة إليه بصيادلة لهم أديان ومذهب جميع ومتطبين كذلك. فاستحسن المعتصم منه ذلك ووجه إليه بما سأل.
ويعد حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بمثابة مبدأ عام في تحديد المسئولية الطبية والجنائية التي تقع على الطبيب جرى عمله "من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن" أي أنه مسئول عن عمله ومحاسب عليه ويتحمل الخطأ الذي يقع فيه.وبهذا فإن المسئولية الأولى تتحدد على الطبيب وفق هذا الحديث، والذي يمثل المرحلة الأولى من تنظيم الرقابة في الإسلام على ممارسة الطب والعلاج.

أما المرحلة الثانية فتأتي في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله والذي سن نظم الرقابة الطبيعية في الدولة الإسلامية، وأولى هذه النظم أن يؤدي الامتحان كل من يرغب في ممارسة الطب، كما أمر بأن يكشف عن ممارسة الطب جميع الأطباء إلا من يمتحنه سنان بن ثابت.
فمن أجيز عاد إلى الممارسة، وفي عهد الخليفة المستنجد بالله فوضه رئاسة الطب ببغداد إلى أمين الدولة بن التلميذ امتحان المتطببين.
وكذا بالنسبة للصيادلة فقد وجد في النصف الأول من القرن التاسع الميلادي أشخاص تعلموا موثوقون في كفايتهم لقبوا بالصيادلة حصلوا على تراخيص توليهم حق مزاولة المهنة. فقد سنت القوانين التي تفرض الرقابة الحكومية الدقيقة عليها فعين في كل مدينة كبيرة موظف "مفتش" يعتبر كبيراً للصيادلة فيها أو عميداً لهم للإشراف على تنفيذ هذه القوانين ومراقبة تحضير الأدوية في الصيدليات ونقاوة العقاقير المستعملة. كما كانت هذه القوانين تعرض من يتعاطي صناعة الصيدلة أن يحصل على ترخيص من الحكومة بذلك بعد أداء امتحانات خاصة في معرفة العقاقير وطرق تجهيزها. ثم يقيد اسمه في سجل الجدول الخاص بذلك وأول امتحان أجري لذلك في بغداد عام 221هـ في عهد الخليفة المعتصم.
3- ربط العقوبة والرقابة الطبية بالمحتسب:
أما المرحلة الثالثة من تنظيم المهنة فقد أسندت مهمة الرقابة الطبية إلى مايعرف بالمحتسب، والمحتسب هو من يبحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم التي لا يتم التحدث دونها من حيث إجراؤها على قانون العدل بحيث يتم التراضي بين المتعاملين، وعن سياسة العباد بنهي عن المنكر وأمر المعروف، ومبادئه بعضها فقهي وبعضها أمور إستحسانية ناشئة عن رأي ولي الأمر.

المصدر : خاص
عدد القراءات : 12254
Share |
اضف تعليقك على الفيس بوك
التعليقات